رام الله الإخباري
استهجن كاتب إسرائيلي يساري بارز، سلوك وفعل جنود الاحتلال الإسرائيلي تجاه طفلة فلسطينية تم إعدامها على أحد الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
إعدام متكرر
وقال الكاتب الإسرائيلي البارز، جدعون ليفي، في مقال له نشر اليوم بصحيفة "هآرتس" العبرية: "يوم الخميس الماضي حدث أمر فظيع، لا يقل حقارة عن عمل الجندي الإسرائيلي اليئور أزاريا (قام بإعدام شاب فلسطيني وهو مصاب وملقى على الأرض)".
وأشار ليفي، إلى قيام جنود الجيش الإسرائيلي بالإحاطة بفتاة فلسطينية، "وهي تصارع الموت وتتلوى من الألم (أطلق جنود الاحتلال النار عليها بزعم محاولتها طعن جندي إسرائيلي)، وكانت مستلقية على الأرض وهي تنزف، وتنافسوا فيما بينهم من الذي سيقوم بشتمها أكثر"، مضيفا: "هؤلاء هم جنود إسرائيل، وتلك هي لغتهم وقيمهم".
وأعرب عن اندهاشه، من أنه "لم يخطر ببال أحد من الجنود أن يقوم بتقديم العلاج الطبي لها، أو بوقف سيل الشتائم ضدها وهي تصارع الموت"، معتبرا أن "هذا الفعل البهيمي يعكس نتيجة 50 عاما سنة من الاحتلال".
فمشاهدة الفيديو الذي وثق الحادثة "تثير السخط والغليان، لكن وسائل الاعلام الإسرائيلية لم تهتم بذلك، لقد أصبح قلبنا جاحدا إلى هذا الحد"، بحسب المحلل الذي وصف قيام الجنود المسلحين المحيطين بالفتاة الفلسطينية وتوجيه الشتائم لها بـ"النباح"، وهي الطفلة نوف عقاب عبد الجبار انفيعات (16 عاما) من بلدة يعبد جنوب مدينة جنين بالضفة الغربية المحتل، والتي أعلن عن استشهادها يوم الجمعة الماضي.
بدافع الانتقام
ونوه المحلل، أن الفتاة كانت "تتلوى، تلتف، تصارع الموت، والجنود يشتمونها، وبعد بضعة ساعات فارقت الحياة"، واصفا الجنود بـ"الجبناء؛ لأنهم يقتلون بهذه الطريقة طالبة مدرسة، ولكن هذه المرة تميزت بعملية الإعدام بطقوس من هذا النوع".
ولفت ليفي، أن مشاهدة الفيديو تؤكد أنه "ليس هناك جندي واحد عنده قليل من الرحمة والإنسانية، بل هناك كراهية وعدم إنسانية من قبل جنودنا تجاه الشعب الذي يقومون بقمعه"، متسائلا: "كيف يمكن الشعور بالسعادة من موت فتاة عمرها 16 عاما، وشتمها لا يقل فظاعة عن اطلاق النار عليها".
لقد فعل هؤلاء الجنود هذا الأمر "بدافع الانتقام، ليس فقط لأنها حاولت طعن جندي، بل فعلوا ذلك لكونها فلسطينية، فهم لا يمكنهم التصرف بهذا الشكل مع فتاة من مستوطنة اذا حاولت الاعتداء عليهم"، بحسب المحلل الذي أكد أن ما جرى "ليس عملا فرديا لأن هناك الكثير من الجنود، هؤلاء هم جنودك يا إسرائيل".
وقال: "إذا لم تتم محاكمة ومعاقبة الجنود على الحاجز، فسيكون من الواضح أن البربرية هي كلمة السر التي تنم عن الأخلاق الحقيقية لجنود الجيش الإسرائيلي".
عربي 21