قضت محكمة الناحية بولاية بنزرت، يوم الخميس 1 يونيو/حزيران 2017، بسجن أربعة تونسيين أكلوا ودخنوا نهارا في شهر رمضان بحديقة عامة، وفق المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة في بنزرت شكري لحمر. وليس في تونس قوانين تمنع الأكل وشرب الماء نهارا في الأماكن العامة خلال شهر رمضان، لكن النقاش حول هذه المسألة يعود سنويا خلال هذا الشهر.
وينص الدستور التونسي في فصله السادس أن الدولة "كافلة لحرية المعتقد والضمير"، لكنه ينص أيضا على أن الدولة "تلتزم (..) بحماية المقدسات ومنع النيل منها"، ويأتي الحكم في وقت تطالب منظمات حقوقية السلطات بحماية حرية الضمير المنصوص عليها في دستور البلاد لسنة 2014، وإثر دعوة نشطاء إنترنت للتظاهر يوم 11 حزيران/يونيو للمطالبة باحترام "الحريات الفردية".
ولكن المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة في بنزرت اعتبر أن المفطرين الأربعة اعتدوا على الآداب العامة عندما أكلوا ودخنوا في حديقة عمومية بصورة استفزازية خلال شهر رمضان "في دولة ينص دستورها (في فصله الأول) على أن الإسلام دينها"، وقال منجي بولعراس رئيس النيابة العامة بمحكمة بنزرت الابتدائية إن المفطرين الأربعة أثاروا غضب السكان في مدينة بنزرت ما استوْجب تدخل الشرطة وإحالتهم على محكمة الناحية، ووصف مجاهرة المتهمين الأربعة بالإفطار والتدخين في مكان عام "عمل استفزازي واعتداء على الآداب العامة".
يذكر أن اغلب المقاهي في تونس تغلق أبوابها نهارا خلال شهر رمضان، باستثناء قلة تغطي واجهاتها البلورية بأوراق الجرائد حتى لا يُرى من داخلها. وفي 2015، عزلت وزارة الداخلية أربعة رجال شرطة في المنستير والمرسى بتهمة "تجاوز السلطة" اثر تدخلهم بعنف في مقاه مفتوحة في رمضان.