رام الله الإخباري
منذ الصباح الباكر، حضرت أمان نافع، زوجة الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام نائل البرغوثي، عميد الأسرى الفلسطينيين، إلى خيمة التضامن مع الأسرى المضربين، المقامة وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بعد ساعات قليلة عن الإعلان عن تعليق الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام، الذي استمر 40 يوما، لتشارك أمهات وزوجات وأهالي الأسرى فرحتهم بانتصار أبنائهم؛ ليكون لهم اليوم فرحتان: فرحة انتصار أبنائهم على سجانهم، وفرحة قدوم رمضان.
تبدو أمان قلقة بعد هذا الاتفاق الذي لا تعرف تفاصيله لغاية الآن، آملة أن يكون جيدا للأسرى، لكنها في الوقت نفسه سعيدة كبقية عائلات الأسرى، لأن الأهالي صار بإمكانهم الإفطار في رمضان مطمئنين على أبنائهم الأسرى. وتقول لصحيفة العربي الجديد، "الآن سنحتفل ونعيش أجواء رمضان كما كنا"، رغم أنها تؤكد خشيتها على حالة الأسرى الصحية، نتيجة ما تركه الإضراب على أجسادهم، والخشية من أن يصابوا بأمراض مزمنة".
وشهدت محافظات فلسطينية عدة ظهر اليوم السبت، احتفالات بتعليق الأسرى الفلسطينيين إضرابهم المفتوح عن الطعام، بعد 40 يوما على الشروع به، من أجل تحقيق جملة من المطالب الإنسانية.
وسبق حضور أهالي الأسرى المضربين إلى خيام الاعتصام وصول المسؤولين، وعلت زغاريد أمهات الأسرى وسط الهتافات المؤيدة لصمودهم في الإضراب الذي خاضوه، في حين كانت الأغاني الوطنية تضفي أجواء من الفرح بالانتصار.
المحامية فدوى البرغوثي، زوجة القيادي في حركة فتح وأحد قادة الإضراب الأسير مروان البرغوثي، قالت: "بالتأكيد عائلات الأسرى سعيدة بهذا النصر الذي تحقق بأول يوم من أيام شهر رمضان، جاء النصر نتيجة صبر وثبات الأهالي، وبقوا معتصمين في الخيام والشوارع من أجل حماية أبنائهم".
ولفتت البرغوثي إلى أن الأهالي غير مطلعين على بنود الاتفاق حول تعليق الإضراب، لكن ما وصلنا هو أن الأسرى حققوا غالبية المطالب، وشُكلت لجنة لمتابعة بقية المطالب. وقالت: "اليوم السبت لا زيارات للأسرى، وعندما يزورهم المحامون ستصبح بنود الاتفاق بين أيدينا".
وتابعت البرغوثي "بإرادة الأسرى العالية استطاع الفلسطينيون الصمود والثبات في الساحات، وهذا الانتصار سيكون مقدمة لانتصارات آتية". وحيّت الشهداء والجرحى والأسرى الذين استشهدوا وأصيبوا أو اعتقلوا خلال إضراب الأسرى.
وتخشى البرغوثي على الحالة الصحية للأسرى المضربين، متمنية أن يقدم لهم علاجا فعالا بعد التدهور في حالتهم الصحية نتيجة إضرابهم عن الطعام 40 يوما.
وأكد عميد الأسرى المحررين الفلسطينيين فخري البرغوثي، أن "الأسرى صمدوا وتحدوا كل المؤسسات العالمية المتواطئة مع الاحتلال، فنصرهم هذا هو جزء من نصر قادم"، وتمنى أن يقدم أبناء الشعب الفلسطيني بالخارج ما بوسعهم من أجل تحرير شعبهم من الاحتلال.
سحر أبو مسلم من مخيم بلاطة شرق نابلس، شقيقة الأسير المضرب عن الطعام عماد أبو مسلم، قالت من خيمة التضامن مع الأسرى في رام الله، "انتصر الأسرى في أول أيام رمضان المبارك، شهر الفتوحات، فالله نصرهم تحقيقا لمطالبهم، وإن شاء خرجوا من سجون الاحتلال، كانت نفوسنا تعبة أمس، ولم نكن قادرين على الاحتفال بقدوم شهر رمضان، اليوم نستطيع ذلك".
وأكدت أن الأسرى رفعوا الرؤوس عاليا، ودعت جميع الفصائل للتوحد من أجل كسر الاحتلال.
شقيقة الأسير المحكوم بالسجن المؤبد مرتين منذ 12 عاما، الأسير محمد الصعيدي، قالت، "الحمد لله أن الأسرى انتصروا على السجانين، فرحتنا غير كاملة، لأننا قلقون على صحتهم وكيف سيتم علاجهم".
وتجلس والدة الأسيرين بلال ومنصور شرار من رام الله، في خيمة الاعتصام، وتحمد الله أن الأسرى انتصروا بأمعائهم الخاوية، وتقول: "لم يقف معهم أحد إلا رب العالمين، ذابوا مثل الشمع". وتضيف: "كنا نريد الإفطار على الماء والملح، ولكن الله أكرمنا بالانتصار، وسنعيش أجواء رمضان، رغم أنها مصحوبة بالقلق على أبنائنا".
وعقب مؤتمر صحافي عقدته اللجنة الوطنية الفلسطينية لمساندة إضراب الأسرى، للإعلان عن انتصار الأسرى وتعليق الإضراب، هتف الأهالي لأبنائهم ورددوا "بالروح بالدم نفديك يا أسير"، ودعوا للوحدة الوطنية، حيث رددوا، "يا عباس ويا هنية أسرانا جابوا الحرية"، بينما انطلقت مسيرة حاشدة شارك فيها المئات في شوارع مدينة رام الله انطلاقا من خيمة التضامن مع الأسرى المضربين.
العربي الجديد