هنأ المجلس الثوري لحركة "فتح" أسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، الذين حققوا بإرادتهم الصلبة، وبدعم جماهير شعبنا لهم، النصر على جلاديهم في معركة الحرية والكرامة، وتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة.وأعرب المجلس، في بيانه الختامي الصادر عن دورته الأولى "دورة الحرية والكرامة إسنادا لأسرانا الأبطال" عن تقديره وافتخاره بالأسرى وبصمودهم، وصمود أسرهم، مؤكدا أن هذا النصر ما كان ليتحقق لولا تصميمهم وصلابة إرادتهم وصبرهم وثباتهم على مطالبهم، ولتضافر الجهود، خاصة الجهود التي بذلها سيادة الرئيس محمود عباس مع مختلف الجهات الدولية، ولوقوف جماهير شعبنا الفلسطيني معهم وفي الطليعة منهم حركة "فتح" بقيادتها وكوادرها ومناضليها، والالتفاف حول قضيتهم وتضامن أمتنا العربية وأحرار العالم معهم.
وأكد المجلس بهذا الشأن، أن قضية الأسرى، ستبقى على رأس أولويات سيادة الرئيس وحركة فتح والشعب الفلسطيني، حتى ينالوا حريتهم ويعودوا بكرامة مرفوعي الرأس إلى أسرهم وأهلهم.وأكد المجلس الثوري دعمه ووقوفه والتفافه حول سيادة الرئيس ومواقفه الوطنية المشرفة، وقيادته الحكيمة، لما أبداه ويبديه من صلابة وتمسك بالثوابت والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشيدا بمواقفه الشجاعة الأخيرة خلال اتصالاته ولقاءاته مع الرئيس الأميركي ترامب وأركان إدارته، وفي كل المحافل الدولية.
وأعرب المجلس عن ثقته التامة بقرارات سيادة الرئيس وخطواته، التي لا هدف لها سوى صون الحقوق والثوابت والمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وصولا إلى إنجاز الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل جميع قضايا الوضع النهائي على أساس قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية.وتوجه المجلس بالتهنئة لجماهير شعبنا الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، معربا عن أمله بهذه المناسبة العطرة أن يحقق شعبنا كل أهدافة وطموحاته، وأن يأتي رمضان المقبل وقد تخلصنا من الاحتلال الإسرائيلي البغيض ونلنا حريتنا واستقلالنا، وأن تنعم أمتنا العربية والإسلامية بالأمن والاستقرار والازدهار.وأدان المجلس الثوري بأشد العبارات، الهجوم الإرهابي الإجرامي الذي استهدف حافلتين تقلان مواطنين مصريين أقباطا أمس في جنوب مصر، مؤكدا وقوف حركة "فتح"، رئيسا وقيادة وكوادر، ووقوف الشعب الفلسطيني، إلى جانب مصر الشقيقة قيادة وشعبا، وحرصهم على وحدة مصر الوطنية وسيادتها باعتبارها هدفا لمخطط هذا الإرهاب.
وأعلن المجلس، عن موافقة اللجنة المركزية للحركة على توصية المجلس الثوري، تعيين الأخ المناضل كريم يونس، أقدم أسرانا الأبطال، عضوا في اللجنة المركزية.وجاء ذلك خلال الدورة العادية الأولى، التي عقدها المجلس الثوري بحضور سيادة الرئيس محمود عباس وأعضاء اللجنة المركزية، بمقر الرئاسة في رام الله بتاريخ 25-26 أيار/مايو 2017 "دورة الحرية والكرامة"، تأكيدا منه ووقوفه إلى جانب أسرانا الأبطال، الذين خاضوا معركة الحرية والكرامة بأمعائهم الخاوية ووصل إضرابهم لأكثر من 40 يوما.
وكان الرئيس افتتح الدورة بكلمة سياسية هامة، أكد خلالها أنه والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن يسمحوا بكسر إضراب الأسرى وتركيعهم، مستنكرا بهذا الشأن تنكر الحكومة الإسرائيلية للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية والاتفاقات الثنائية، وإصرارها على التنصل من مسؤولياتها إزاء المطالب الإنسانية العادلة للأسرى، موضحا أن القيادة الفلسطينية قد حذرت الحكومة الإسرائيلية من مغبة عدم تلبيتها، مشيرا إلى الجهود التي بذلها سيادته مع المنظمات والمحافل الدولية ومع الدول الشقيقة والصديقة، ومع الولايات المتحدة الأميركية، بهدف حث الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ مطالب أسرانا.
وقدم شرحا عن الاتصالات الجارية مع الإدارة الأميركية الجديدة، منذ حملة الانتخابات وتولي الرئيس ترامب مهامه، وتطور الموقف المعلن إزاء قضيتنا، وما جرى من زيارات واتصالات مهدت لزيارة الرئيس إلى واشنطن، وصولا للزيارة التي قام بها الرئيس ترامب لفلسطين، مرورا بالقمة العربية في البحر الميت والقمة التي جرت في الرياض وتنسيق المواقف مع أشقائنا في المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وكذلك تحدث سيادته عن اجتماعاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعن جولاته التي قام بها خلال الفترة الماضية.وجدد التمسك بمبادرة السلام العربية كما هي والرفض القاطع للالتفاف عليها والقفز عن آلياتها التي يجب أن تبدأ بإنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال.
وفي السياق ذاته، قدم الرئيس شرحا مفصلا عن كل المبادرات والاتصالات التي قام بها من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والجهود المبذولة لتحقيق ذلك والتعامل بإيجابية مع كل المبادرات المقدمة، إلا أن حماس أعلنت عن تشكيل ما يسمى باللجنة الإدارية الحكومية وإقرارها مما سمته "بتشريعي غزة" بخطوة تصعيدية في منتهى الخطورة، تسهم في تحويل الانقسام إلى انفصال وهذا ما لا يمكن قبوله، مؤكدا للجميع أننا سنتخذ خطوات غير مسبوقة ما لم تقدم حماس على حل لجنتها الإدارية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها وصلاحياتها كاملة في غزة، بما في ذلك المعابر والأمن والموافقة على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وإننا لن نتراجع إلا بتحقيق هذا الهدف لإنهاء الانقلاب وتحقيق الوحدة الوطنية.وبهذا الخصوص، أكد المجلس الثوري رفضه لكل الإجراءات القمعية التي تقوم بها سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة، والمتمثلة بحركة حماس ومليشياتها المسلحة، ضد قيادات وكوادر ومناضلي حركة "فتح" وقيادات ومناضلي الحركة الوطنية الفلسطينية، مؤكدا أن أهلنا في قطاع غزة يحظون باهتمام سيادة الرئيس وحركة "فتح"، باعتبارهم جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه لن يهدأ لنا بال حتى نرى الانقسام البغيض قد انتهى ويعود القطاع وأهله إلى حضن الشرعية الوطنية.
وكان المجلس الثوري قد استعرض باهتمام بالغ إضراب الحرية الكرامة، وناقش الخطوات الضرورية من أجل دعم ومساندة أسرانا البواسل في إضرابهم البطولي على المستويات كافة.وحذر المجلس، حكومة الاحتلال من مغبة الاستمرار بالتنكر لمطالب الأسرى، ووجه تحية تقدير وإجلال لأسرانا البواسل في نضالهم المستمر بقيادة عضو اللجنة المركزية للحركة الأخ مروان البرغوثي، كما ترحم على أرواح الشهداء الذين ارتقوا في معركة الدعم لمعركة الكرامة والحرية، مشيدا بدور البرلمانات العربية والدولية وجميع أحرار العالم في إسناد ودعم قضية الأسرى.
وتوقف المجلس الثوري عند ما تتعرض له القدس ومقدساتها من حملة اسرائيلية مكثفة لتهويدها، وفرض أمر واقع بالقوة فيها، في محاولة من سلطات الاحتلال لقطع الطريق أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشرقية، معربا في الوقت نفسه عن تقديره واحترامه لصمود أهلنا في المدينة المقدسة ودفاعهم المستميت المتواصل عن المدينة ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك.كما وجه المجلس الثوري التحية إلى لجان المقاومة الشعبية، مشيرا إلى الدعم والمساندة الكبيرة لها وضرورة تكثيف الفعاليات والأنشطة وأوسع مشاركة فيها، مؤكدا أهمية استمرار هذه المقاومة الباسلة في مواجهة الاحتلال والاستيطان والجدار حتى تحقيق أماني شعبنا وطموحاته بالحرية والاستقلال.
واستمع المجلس إلى تقارير أعضاء اللجنة المركزية المكلفين بمفوضيات الحركة، وإلى تقرير أمانة سر المجلس الثوري حول سير أعمال الجلسة الإجرائية التي عقدت في 25 كانون الثاني/ يناير 2017 وحتى الآن، وتشكيل اللجان وبدء أعمالها، كما استمع إلى تقرير اللجنة الخاصة المكلفة بتعديل النظام الداخلي للحركة.وفي هذا السياق، فقد استمع المجلس إلى مداخلات هامة من قبل الأعضاء حول كافة المواضيع المطروحه على جدول الأعمال، سواء الموضوع السياسي أو موضوع الأسرى ومعركة الحرية والكرامة، أو المصالحة والجهود المبذولة لتحقيقها، والقضايا الداخلية التي تم مناقشتها باستفاضة وبعمق ومسؤولية حركية ووطنية عالية جد