رام الله الإخباري
تحاول السعودية إبهار ضيفها الأمريكي ترامب بترتيبات زيارة غير مسبوقة، حيث حشدت زعماء العالم الإسلامي، وأطلقت موقعا إلكترونيا ضخما، ودفعت بتعزيزات أمنية كبيرة، ويرى مراقبون أن الرياض تريد إثبات ريادتها للعالم الإسلامي.
تبذل المملكة العربية السعودية جهودا واضحة من أجل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة نحو 55 دولة تم دعوتهم إلى الرياض، حيث تحظى زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية باهتمام إعلامي وصحفي كبير، في حين يرى مراقبون أنّ السعودية نجحت في شد أنظار العالم إلى هذه الزيارة، بحشد رؤساء وزعماء عرب ومسلمين في لقاء هو الأول من نوعه.
وزينت الأعلام السعودية والأمريكية شوارع الرياض، بالإضافة إلى أعلام الدول المشاركة، كما أعلنت تعزيزات أمنية كبيرة في الرياض والمدن السعودية المحيطة من أجل تأمين اللقاء.
وأعلن وزير الثقافة والإعلام السعودي، عواد بن صالح العواد، أنّ أكثر من 500 إعلامي من جميع أنحاء العالم سيقومون بتغطية القمم الثلاث التي ستعقد في العاصمة السعودية الرياض خلال يومي 20 و 21 مايو الحالي.
وقال العواد في تصريح له اليوم الجمعة (19 مايو/ أيار)، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إن "اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة كأول محطة خارجية له منذ توليه منصبه نابع من إدراكه للمكانة الإسلامية للسعودية، وأهميتها الدولية وقيمتها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية"، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تعد دليلاً على الاحترام الكبير للعلاقة الخاصة التي تجمع البلدين الصديقين والممتدة لأكثر من ثمانية عقود.
وغادر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بعد ظهر اليوم الجمعة جدة(غربي المملكة) متوجهاً إلى الرياض التي ستستضيف 3 قمم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اليومين القادمين.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إن مستوى تمثيل الدول المشاركة في القمة العربية الأمريكية الإسلامية سيكون غير مسبوق، متوقعا مشاركة 37 قائداً من ملوك ورؤساء و6 رؤساء حكومات.
"تغيير قواعد اللعبة"
ويرى مراقبون أن الحكومة السعودية تريد إبهار المشاركين ومن بينهم ترامب بحفاوة الترتيبات التي أعدتها، حيث أطلقت الحكومة السعودية موقعا للزيارة باللغة الإنجليزية والعربية والفرنسية، ويضم ساعة للعد التنازلي لبدء الزيارة التي وصفتها بأنها تاريخية، وتحت شعار "العزم يجمعنا"، يتصدر صفحة الموقع عد تنازلي باليوم والساعة والدقيقة والثانية لوصول ترامب إلى المملكة، مرفقا بعبارة: "القمة العربية الإسلامية الأمريكية - قمة تاريخية لغد مشرق". وذكر الموقع أن الحوارات التي ستشهدها الزيارة على مدى 48 ساعة ستؤدي إلى "تغيير قواعد اللعبة".
ويقول الموقع: "في الوقت الذي نجمع العالم لمحاربة التطرف والإرهاب نعمل مع شركائنا في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي على تحسين المستوى المعيشي لأبناء أمتنا وتقوية اقتصادياتنا المشتركة". وأكد الموقع على عمق العلاقة بين البلدين بالقول: زيارة فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية، هي الأولى له خارج الولايات المتحدة بعد توليه رئاسة أمريكا، وستنقل مشاركته في أعمال القمة الإسلامية الأمريكية إلى العالم أجمع قدرة دول العالم العربي والإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية على تعميق التفاهم المشترك نحو تعزيز أواصر العلاقات المشتركة بينها من أجل تحقيق السلام العالمي.
كما أكد الموقع الإلكتروني على أن الزيارة ستعمل على تعزيز مستقبل الأمن والسلام في العالمين العربي والإسلامي، إضافة إلى تعزيز مستوى الشراكة الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة من جهة، ومن مستوى العلاقات الأمريكية مع الدول العربية والإسلامية من جهة أخرى، ومواجهة الذين يسعون إلى إشاعة الفوضى والعنف في جميع أنحاء العالم.وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز نفوذها الإقليمي على حساب إيران، خصمها اللدود في منطقة الشرق الأوسط، مع استضافتها قمة تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقادة ومسؤولين من العالم الإسلامي، بحسب محللين.
وفي أول زيارة خارجية له منذ تسلمه منصبه في كانون الثاني/يناير، يلقي ترامب الأحد في ثاني أيام لقاءاته في السعودية خطابا أمام أكثر من 55 مسؤولا من دول عربية ومسلمة حول "ضرورة مواجهة الإيديولوجيات المتشددة" وتطلعاته "نحو رؤية سلمية للإسلام".
ويتطلع قادة الدول العربية والمسلمة من جهتهم الى إعادة إنعاش العلاقات مع الولايات المتحدة بعدما طغت عليها تبعات قرار ترامب المثير للجدل بمنع دخول رعايا دول مسلمة إلى بلده والاتهامات التي وجهت اليه على اثر هذا القرار بإذكاء الإسلاموفوبيا.
لكن هدف الرياض من الزيارة، بحسب المحللين، يتخطى ترميم العلاقة مع الحليف التاريخي، ليطال مسعى المملكة إلى تأكيد ريادتها للعالم الإسلامي في ظل منافسة محتدمة مع ايران، الجارة الشيعية والقطب الآخر في المنطقة.
رحلة تاريخية
من جهته أعلن البيت الأبيض عن رحلة "تاريخية" سيقوم بها ترامب، في إشارة إلى محطاته في السعودية والفاتيكان والقدس، والتي سيتواصل خلالها مع قادة الديانات التوحيدية الرئيسية. وخلال اليومين اللذين سيقضيهما في الرياض، سيسعى ترامب على الأرجح إلى التأكيد على تباينه مع أوباما، الذي نظر إليه بعين من الريبة من قبل الدول المسلمة السنية في منطقة الخليج.وقبل الجولة، قال ترامب "سأتحدث إلى القادة المسلمين وأحضهم على محاربة الكراهية والتطرف وتبني مستقبل مسالم لديانتهم".ويرى مراقبون أن المملكة العربية السعودية سترحب بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سعياً منها لاستعادة العلاقات الاستراتيجية القوية بين الدولتين، ولإدراكها بأن ترامب يشاركها الرأي حول إيران وتنظيم "داعش"، مرجحاً الإعلان عن مشاريع وصفقات بمليارات الدولارات.
وبالرغم من تصريحات ترامب التي انتقد فيها السعودية خلال حملته الانتخابية فإنه سيُستقبل في المملكة بدفء لأن الرياض تعتقد أنها "عُوملت بشكل سيء جداً من قبل إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما،" وأن ترامب يمثل تحولاً كبيراً ضد إيران وعودة إلى العلاقة الإستراتيجية القديمة بين أمريكا والسعودية منذ عام 1945.
دويتشه فيليه