رام الله الإخباري
بعد حملة انتخابية صاخبة مليئة بالفضائح والمفاجآت سيقرر الناخبون الفرنسيون اليوم الأحد (السادس من مايو/ أيار 2017) ما إذا كان المرشح الوسطي المؤيد للاتحاد الأوروبي إيمانويل ماكرون أم المرشحة اليمينية المتطرفة المعادية للتكتل والمناهضة للهجرة مارين لوبن، سيقود بلادهم خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الفرنسيين سيختارون إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد السابق البالغ من العمر 39 عاماً الذي يريد رأب الصدع بين اليمين واليسار ومقاومة المد المناهض للاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد تصويت البريطانيين على الانسحاب منه واختيار الأمريكيين دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
توقعات
لكن إذا حدثت نتيجة غير متوقعة وفازت مارين لوبن مرشحة حزب الجبهة الوطنية، فإن مستقبل الاتحاد الأوروبي نفسه قد يكون في خطر حقيقي. ويتفوق ماكرون، الذي يريد تحرير الاقتصاد وتعميق التكامل مع الاتحاد الأوروبي، على لوبن في استطلاعات الرأي بنحو 23 إلى 26 نقطة مئوية.وأثبتت استطلاعات الرأي دقتها في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي وقفزت الأسواق استجابة لزيادة تقدم ماكرون على منافسته في مناظرة مريرة يوم الأربعاء.
وفي حملة انتخابية شهدت سقوط المتصدرين واحدا تلو الآخر جعلت لوبن، التي تريد إغلاق الحدود والتخلي عن اليورو وكبح الهجرة، اليمين المتطرف أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى في أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية.وحتى لو ثبتت دقة استطلاعات الرأي وانتخبت فرنسا أصغر رئيس سناً بدلاً من انتخاب أول امرأة للرئاسة، فإن ماكرون نفسه لا يتوقع فترة شهر عسل.
قد يكون عزوف الناخبين عن التصويت مرتفعا ويقول نحو 60 بالمئة ممن يعتزمون التصويت لماكرون إنهم سيفعلون ذلك لمنع انتخاب لوبن لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بدلاً من كونهم يتفقون تماماً على المصرفي السابق الذي تحول إلى السياسة.
وقالت مؤسسة أودوكسا لاستطلاعات الرأي في مذكرة "الانتصار المتوقع... لن يكون شيكاً على بياض لإيمانويل ماكرون... لن تدعمه أغلبية كبيرة بكل إخلاص".
انتخابات البرلمان
على أي حال لن تضع انتخابات اليوم الأحد نهاية للمعركة بين التيار الرئيسي والسياسات الأكثر تطرفاً في فرنسا مع إجراء الانتخابات البرلمانية التي تحظى بنفس الأهمية الشهر المقبل.
فمجرد انتهاء انتخابات الرئاسة سينصرف الاهتمام على الفور إلى ما إذا كان الفائز قادراً على اقتناص أغلبية برلمانية. وأظهر أول استطلاع رأي للانتخابات البرلمانية نشر هذا الأسبوع أنها في متناول ماكرون. وسيعتمد الأمر كثيراً أيضاً على نتيجة المرشحين اليوم الأحد.
وقالت ماريون مارشال لوبن ابنة شقيق لوبن لصحيفة لوبينيون إن نتيجة 40 بالمئة ستكون بالفعل "انتصاراً هائلاً" للجبهة الوطنية.وسيشكل الفائز فصلاً جديداً في السياسة الفرنسية بعد أن حكم الحزبان اليساري واليميني الرئيسان، وهما الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين، فرنسا لعقود. ومُني الحزبان بهزيمة مهينة في الجولة الأولى من الانتخابات.
اختراق إلكتروني
وتعرضت الحملة الانتخابية لمفاجأة أخرى يوم الجمعة قبيل فترة الصمت الانتخابي مباشرة التي يحظر فيها على الساسة التعليق، إذ قالت حملة ماكرون إنها تعرضت لعملية اختراق إلكتروني ضخمة شملت رسائل إلكترونية ومعلومات عن تمويل الحملة على الإنترنت.
واُفتتح نحو 67 ألف مركز اقتراع في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، وتنشر مؤسسات استطلاع الرأي التقديرات الأولية بحلول الساعة الثامنة مساء (السادسة بتوقيت غرينتش) بمجرد إغلاق جميع مراكز الاقتراع.
وينتشر ما يربو على 50 ألف شرطي لتأمين عملية الاقتراع. والأمن مصدر قلق رئيسي في أعقاب سلسلة من هجمات المتشددين في باريس ونيس وغيرها في السنوات القليلة الماضية والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 230 شخصاً في العامين ونصف العام الماضيين.
دويتشيه فيليه