موقع مدينه رام الله الاخباري :
انتهى عام 2014 بضربة للطموحات الوطنية الفلسطينية عندما أخفق الفلسطينيون في تمرير مشروع قرار بإنها الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية بحلول عام 2017.
غير أنه بالنسبة إلى الفلسطينيين وأنصارهم، سيجلب عام 2015 انتصاراً وطنياً واحداً على الأقل، عندما يشارك منتخبهم الوطني للمرة الأولى تظاهرة قارية كبيرة، هي بطولة كأس أمم آسيا.
وللمفارقة، فإن الدولة التي تستضيف البطولة هي أستراليا، وهي واحدة من دولتين فقط عارضتا مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي، بجانب امتناع 5 دول أخرى عن التصويت.
وفيما يتعلق بالفلسطينيين، لا تنفصل السياسة عن الرياضة.
فمدرب المنتخب الفلسطيني، أحمد الحسن، يقول \"يأمل هذا المنتخب أن يحقق هدفاً سياسياً يتمثل في تجسيد أننا نستحق دولة، وأننا أقمنا مؤسساتنا، رغم الاحتلال، والانفصال بين الضفة الغربية وغزة والحرب ضدنا\".
وأضاف قائلاً: \"نحن قادرون على تحقيق المعجزات\"، وفقاً لما أوردت صحيفة \"إندبندنت\" البريطانية.
ويطلق أنصار المنتخب الفلسطيني على المنتخب لقب \"الفدائي\"، ويعتبرون ذلك رسالة إلى العالم كله بأنه يحمل نضاله عبر الرياضة، كما قالت الطالبة الجامعية مها طوران.
يذكر أن المنتخب الفلسطيني، قفز مؤخرا من المركز 165 إلى المركز 113 في تصنيف الفيفا.
يشار إلى المنتخب الفلسطيني تأهل إلى نهائيات كأس أمم آسيا 2015 بعدما فاز ببطولة كأس التحدي عام 2014، وسيخوض مباراته الأولى أمام اليابان في ملعب نيوكاسل في الثاني عشر من يناير الجاري.
ويطمح المنتخب الفلسطيني في الوصول إلى الدور ربع النهائي، ربما عبر الحلول ثانياً بعد حامل اللقب اليابان، في المجموعة الرابعة، خصوصاً أن منتخبي الأردن والعراق، يواجهان بعض المصاعب الهجومية.
لكن أكبر المشكلات التي يعاني منها المنتخب ليست ذات علاقة بالرياضة، وإنما بالأوضاع الأمنية وقيود السفر التي تحد كثيراً من فرص تدريب المنتخب وانتقال أفراده بحرية من مكان إلى آخر.
وقال الحسن إن المنتخب يعاني أكثر بكثير من أي منتخب آخر، مشيراً إلى أن فلسطين تحت الاحتلال ما يعني أنالسفر والانتقال بين مدن الضفة الغربية صعب للغاية، ومن بين تلك الصعوبات المرور بالحواجز العسكرية الإسرائيلية.
يذكر أن تشكيلة المنتخب تتألف من 9 لاعبين من الضفة الغربية و7 من قطاع غزة و4 من فلسطينيي 48 و3 من الفلسطينيين الذين ولدوا في أوروبا وأميركا اللاتينية، وبذلك فهو يمثل جميع الفلسطينيين، في الداخل وفي الشتات.
ويقول اللاعب عبد الحميد أبو حبيب، من غزة، إنه كان يلعب في أزقة مخيم خان يونس، وانضم للمنتخب الفلسطيني عام 2011، وهو غادر غزة منذ 6 سنوات، ولم يعد إلا مرات قليلة لأنه كان يخشى في كل مرة أن يمنع من السفر.
وأضاف ساخراً \"الوصول إلى هاواي أسهل من الذهاب إلى الضفة الغربية\".
والشهر الماضي، طالب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب الاتحاد الدولي، فيفا، بتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد بعد مداهمة القوات الإسرائيلية مقر الاتحاد في رام الله.
وعلى أي حال، وبالنسبة إلى البعض، فإن مجرد الفوز ببطولة كأس التحدي والتأهل للنهائيات الآسيوية في أستراليا يشكل إنجازاً حقيقياً للمنتخب الفلسطيني بحد ذاته.