كشف مسؤول عراقي بارز الخميس أن الخسائر المدنية في صفوف السكان في مدينة الموصل منذ انطلاق المعارك بلغت أكثر من 30 ألف قتيل وجريح، فيما لا زال قرابة أربعة آلاف مدني من القتلى تحت الأنقاض أو في عداد المفقودين.
وقال المسؤول لـ"العربي الجديد" إن "الحكومة فرضت حظرًا على نشر أرقام خسائر المدنيين بسبب عددها المخيف"، لافتًا إلى أن عدد من قُتل من المدنيين بلغ 16 ألف مدني في الموصل وبلدات برطلة والحمدانية وحمام العليل وبعشيقة والقيارة وتل سقف وتلكيف وبلدات محوري مخمور وخازر فضلاً عن تلعفر، من بينهم نحو تسعة آلاف طفل وامرأة غالبيتهم سقطوا بواسطة القصف الجوي والصاروخي على المدينة.
وبين أن عدد الجرحى يتراوح بين 18 و19 ألف جريح.وأكد هذه الأرقام بيتر ماريو وهو طبيب ألماني شاب يعمل متطوعاً ضمن فريق مشترك من أطباء عراقيين وأوروبيين وأتراك لمساعدة السكان، ويُعدّ من أقدم فرق المساعدات الطبية في محافظة نينوى.
وأوضح ماريو أن العدد قريب من الواقع المريع في المدينة، مضيفًا "بعد انتهاء المعركة سيتفقد كل شخص جاره وقريبه، وستُظهر الوقائع ما حدث في الموصل".في ذات السياق، قال عضو البرلمان العراقي والقيادي في تحالف القوى العراقية عز الدين الدولة إن "حجم الدمار مهول وغير مسبوق".
وذكر أن "عدد المنازل المدمرة نتيجة العمليات العسكرية بلغ حتى الأسبوع الماضي 10 آلاف و700 منزل، أما البنى التحتية، من دوائر ومدارس ومستشفيات وجسور وطرق وخدمات كالكهرباء والماء والاتصالات، فحدّث بلا حرج".ووصف الموصل بـ"المدينة المستباحة، إذ تُقصف بكل أنواع الأسلحة القانونية وغير القانونية"، معتبراً أن "هذه مأساة حقيقية، فالموصل دُمرت"، سائلاً "أين سيذهب أهلها الأحياء، فنحن نتحدث عن مليوني مدني هم سكان الموصل سيعودون ويجدون أن المدينة مُسحت".
من جهته، قال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، نايف الشمري إن نسبه الدمار في الجانب الأيمن للموصل كبيرة جداً قياساً على الجانب الأيسر، وذلك بسبب محاصرة "داعش" داخله وهو يحاول الآن إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر.وطالب الشمري الدول العربية "بإنقاذ الموصل وأن تكون لها وقفة جادة مع أهالي محافظة نينوى لإعمار المناطق التي تضررت نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بهذه المنطقة نتيجة سيطرة تنظيم داعش، لأن الحكومة العراقية تمر بأزمة اقتصادية وعلى هذه الدول أن تساعدنا في بناء المؤسسات الحكومية المهمة، كالمستشفيات والمدارس والجسور ومنظومات الكهرباء".