لبى وزير الثقافة إيهاب بسيسو، دعوة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، للمشاركة في فعاليات مهرجان ربيع الثقافة الثاني عشر في البحرين، الذي يأتي ضمن موسم احتفاء الهيئة بتراث مملكة البحرين الأثري للعام 2017.
وتم الاتفاق بين بسيسو وآل خليفة على تعزيز التعاون الثقافي بين دولة فلسطين ومملكة البحرين في أكثر من اتجاه، من بينها الاتفاق على مشاركة البحرين في معرض فلسطين الدولي للكتاب 2018، وكذلك تفعيل المشاركة الفلسطينية في معرض بحرين الدولي للكتاب في آذار المقبل.
كما تم الحديث في آفاق التعاون المشتركة بين المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية العام المقبل، والقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، بما يضمن حضوراً فلسطينياً فاعلاً في هذا الحدث البارز بمملكة البحرين.
وتم التوافق على تنظيم فعاليات متبادلة واخرى مشتركة فلسطينية بحرينية في مختلف المجالات الثقافية، كما تم الحديث بين بسيسو وآل خليفة على أهمية الاستفادة من التجربة البحرينية فيما يتعلق بإدارة مواقع التراث الثقافي، حيث أبدت آل خليفة استعدادها لدعم فلسطين فيما يتعلق بإنشاء المكتبة الوطنية، وتعزيز تبادل الخبرات في عديد المجالات.
وكان وزير الثقافة شارك في حفل إطلاق فعاليات مؤتمر "الآثار الإسلامية من منظور عالمي" في المنامة، حيث شدد على أهمية هذا المؤتمر، الذي تواصل حتى الثالث عشر من نيسان الجاري في مسرح البحرين الوطني، فيما يتعلق بحفظ الآثار الإسلامية بالمنطقة العربية، ومن ضمنها فلسطين، التي شاركت في هذا المؤتمر.
ولفت بسيسو إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة الى انتهاكاته واعتداءاته المتكررة، يسعى إلى محاربة الشعب الفلسطيني عبر بوابة الثقافة والهوية الوطنية، مشدداً على أهمية استدامة الفعاليات الثقافية المخلفة بهدف العلاقات الثقافية العربية والإسلامية، والوصول إلى سبل لحماية التراث المادي وغير المادي، لافتاً إلى خصوصية ما يحدث في فلسطين فيما يتعلق بنهب الآثار الممنهج من قبل الاحتلال.
وكان المؤتمر احتفى بافتتاح مركز الزوار الجديد، والمعرض التابع لمسجد خميس بوصفه أبرز متحف لموقع أثري إسلامي في منطقة الخليج العربي، كما تم النظر من خلال المؤتمر، إلى الآثار الإسلامية من منظور عالمي، من منطلق التعاطي أيضاً مع كل منطقة على حدة، عبر محاضرات قدمها خبراء من مختلف دول العالم عن مناطقهم المختارة، وبينها فلسطين.
وشارك وزير الثقافة أيضا، في افتتاح معرض "هل تثق بي؟"، وهو معرض فوتوغرافي فني لثلاثة عشر فناناً وفنانة من مملكة البحرين، مبدياً اهتمامه بما احتوى عليه المعرض من تنويعات بصرية تعكس تطور حالة من الإبداع لدى الفنانين البحرينيين في هذا المجال.
كما قام بسيسو، والوفد المرافق له، بعدة زيارات إلى كل من مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، ومتحف البحرين الوطني، ومتحف قلعة البحرين، ومسرح البحرين الوطني، ومجمع 338 الثقافي، وبيوت المحرق القديمة، ومن بينها بيت الشيخ عيسى بن علي آل خيفة، وبيت الشعر (بيت إبراهيم العريّض)، وبيت الصحافة (بيت عبد الله الزايد)، وبيت النوخذة، وبيت الغوص، وبيت القهوة، ومكتبة اقرأ للأطفال، وغيرها من البيوت التي تم ترميمها وتحويلها إلى مزارات ثقافية وسياحية، وأماكن لاستضافة وصياغة الفعل الثقافي البحريني والعربي والعالمي، من قبل مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث.
وقدم الوزير بسيسو للشيخة مي آل خليفة، خلال استقبالها له في مكتبها بالهيئة، لوحة فوتوغرافية شهيرة للمصور علاء بدارنة، حازت العديد من الجوائز العربية والعالمية، وباتت أيقونة تعكس صمود الشعب الفلسطيني على أرضه في مواجهة سياسات الاحتلال العنصرية، وتظهر مسنة فلسطينية تحتضن شجرة الزيتون خلال قيام قوات الاحتلال باقتلاع هذه الأشجار التي يفوق عمر بعضها مائة عام.
من جانبها، أكدت الشيخة مي آل خليفة، خلال استقبالها بسيسو والوفد المرافق له، على أهمية تعزيز التواصل الفكري والحضاري ما بين الشعوب العربية الشقيقة، مشيرة إلى أن مملكة البحرين تجمعها قواسم ثقافية كثيرة مع فلسطين.
وأشادت آل خليفة بالحضور الفلسطيني في الحراك الثقافي المحلي، موضحة أن ذلك يأتي نتيجة التعاون البناء ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار وسفارة فلسطين لدى البحرين.
وأطلعت آل خليفة وزير الثقافة الفلسطيني على آخر تطورات الحراك الثقافي البحريني الذي يأتي هذا العام بشعار "آثارنا إن حكت"، كما شددت على أهمية ما تم الاتفاق عليه بخصوص تعزيز التعاون الثقافي البحريني الفلسطيني.
من جهته، أشاد بسيسو بالعلاقات البحرينية الفلسطينية القوية والمتميزة، على مختلف الصعد، لافتاً إلى أن هذا يعد جزءاً من النضال الفلسطيني الوطني، عبر الانفتاح على العمق والموروث العربي وتعزيز العلاقة مع هذا العمق لمواجهة سياسات الاحتلال الاسرائيلي التي تحاول عزل الفلسطينيين عن هذا الإرث العربي الغني.
كما أكد بسيسو أن الثقافة في البحرين تعتبر حالة مميزة على صعيد الاهتمام بالعمارة والتراث والهوية والذاكرة، والاهتمام أيضاً بالطابع المعماري والبناء عليه بروح عصرية، والذي وصفه بـ "عصرنة البعد التاريخي"، وجعل هذه البيوت والمساحات فضاءات للتفاعل الثقافي، تجمع ما بين الفعل الثقافي من جهة وما بين التراث، كما توجه بالشكر إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار على جهودها في بناء جسور التواصل بين البحرين والدول العربية، وأعرب عن أمله في أن تحمل الأيام القادمة المزيد من التعاون الثقافي ما بين البحرين وفلسطين.
واستضاف بيت الشعر البحريني (بيت الشاعر إبراهيم العريّض) وزير الثقافة الشاعر بسيسو، في أمسية شعرية قدمته فيها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، ضمن الموسم الثقافي لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والفنون، وضمن الموسم الثقافي للمركز تحت عنوان "المجازفة جزء من النجاة"، في إطار فعاليات مهرجان ربيع الثقافة الثاني عشر بالبحرين.
واستذكر بسيسو رحيل الشاعر والمناضل الشهيد كمال ناصر ورفاقه القادة كمال عدوان وأبو يوسف النجار الذين صادفت ذكرى اغتيالهم في بيروت في ذات يوم الأمسية، وكذلك كرر شعوره بألم الفقدان والخسارة لرحيل الشاعر الكبير أحمد دحبور.
وقدم بسيسو قصائد متعددة من مجموعاته الشعرية، مؤكداً أهمية الاستمرار في الفعل الثقافي المشترك لمواجهة كافة التحديات التي تعصف بالمنطقة العربية.