في مقابلة مع صحيفة 'تيليغراف' البريطانية، قال 'رئيس فرع الكيمياء في الفرقة الخامسة' في الجيش السوري سابقا، العميد زاهر الساكت، الذي انشق عن قوات النظام عام 2013، إن بحوزة الرئيس السوري، بشار الأسد، مئات الأطنان من السلاح الكيماوي.
يشار إلى أنه من المفترض أن سورية سلمت كل ترسانتها الكيماوية في إطار حملة جمع قامت بها الأمم المتحدة عام 2014 بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا والنظام السوري. بينما يقول العميد الساكت، في المقابلة التي نشرت يوم أمس، الجمعة، إن الأسد لم يسلم كل الأسلحة الكيماوية، وتبقى لديه مخزون كبير.
ونقلت الصحيفة عنه قوله إن 'النظام السوري سلم 1300 طن، ولكن في الواقع كانت لديه كمية مضاعفة'. وبحسبه فإن الكمية لا تقل عن 2000 طن، بينها مئات الأطنان من غاز السارين الذي يفترض أنه تم استخدامه في خان شيخون في ريف إدلب.
ويضيف الساكت (53 عاما) أن النظام السوري لا ينتج أسلحة كيماوية منذ الاتفاق، حيث قال 'تبقى لديه مخزون كبير وكاف، ولم يتمكن من إنتاج المزيد'.
ويشير إلى أن الأسد هو فقط من يستطيع إصدار أمر باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الساكت ومنذ انشقاقه عن النظام فقد حافظ على علاقاته مع مسؤولين في النظام السوري.
ويقول إنه منذ أن تقرر إخراج الأسلحة الكيماوية من سورية، فإن النظام بذل جهوده من أجل إخفاء أكبر كمية من مخزون الأسلحة الكيماوية، حيث 'بدأت حركة كبيرة باتجاه القواعد المحصنة خارج حمص، والقاعدة التي تقع قرب ميناء طرطوس، حيث يشغل السوريون والروس أكبر قاعدة عسكرية في سورية'.
ويقول أيضا إن الأسد واصل استخدام السلاح الكيماوي ضد المواطنين لأنه رأي أن العالم لم يفعل شيئا رغم تحذيره.
وذكر الساكت أنه 'بعد أن أكدت الولايات المتحدة في العام 2013 أن الأسد استخدم السلاح الكيماوي في سورية، فإن الرئيس باراك أوباما قال إن ذلك بمثابة تجاوز للخط الأحمر. ومع ذلك واصل الأسد العمل بنفس الطريقة، ورغم تجاوز ذلك الخط الأحمر، فإنه لم يحصل شيء. وأدرك الأسد أن أوباما لن يفعل شيئا، وقرر أن يفعل ذلك تحديا للأمم المتحدة والمجتمع الدولي'. على حد قوله.
وادعى الساكت أنه في الشهور التي سبقت انشقاقه عن الجيش تلقى تعليمات من المسؤول عنه بتنفيذ ثلاث هجمات كيماوية بذريعة تنظيم مظاهرات ضد الأسد: الأولى في تشرين أول/ اكتوبر 2012 في شيخ مسكين، وكانت الثانية، بعد شهرين، بالقرب من حارك، والأخيرة في كانون الثاني/ يناير في بصر الحرير في ريف درعا.
ويضيف أنه لم يصدق في البداية أن الأسد يستطيع أن يستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه، حيث أن البرنامج الكيماوي للجيش السوري أقيم في مطلع سنوات الثمانينيات للدفاع عن سورية من أعدائها، مثل إسرائيل'.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ انشقاقه عن النظام تعرض عدة مرات لمحاولات اغتيال. وأنه يواصل توثيق الهجمات الكيماوية وجمع الأدلة والمعلومات للأمم المتحدة.
ويختم حديثه بالقول إن 'الأسد لن يتخلى عما تبقى لديه من مخزون الأسلحة الكيماوية طالما ظل في السلطة، وإنه في حال أجبر على التنحي، فمن الممكن أن يقر بمكان وجود جزء من هذه الأسلحة حتى لا تقع في الأيدي الخطأ'، على حد تعبيره.
يذكر أن الأسد، وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أجريت يوم أمس الأول الخميس، نفى وجود أسلحة كيماوية لدى سورية بالمطلق. وقال إن 'منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قالت إن سورية خالية من أي مواد كيماوية، وقبل بضع سنوات، أي في العام 2013، تخلينا عن كل ترسانتنا'، على حد ادعائه.