خطا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خطوة رآها مراقبون "ذكية" وتفيده في حملة الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية وتحوّل تركيا إلى النظام الرئاسي، المقررة في 166 إبريل/نيسان الحالي، بعد أن طلب من محاميه سحب ديوان شعر من الأسواق "يقدّس" الرئيس التركي.
ونقلت وسائل إعلام تركية، اليوم الخميس، أن محامي الرئيس التركي، حسين أيدن، أرسل بلاغاً إلى دار نشر، أصدرت أخيراً ديوان شعر بعنوان "بيان أردوغان"، مطالباً إياها بسحب الديوان من الأسواق.
وأضافت وسائل الإعلام التركية أن الرئيس التركي أمر بسحب الديوان الشعري من الأسواق، لأنه يحتوي على قصائد شعرية تبالغ في مدحه، وتُضفي عليه قدسية تميّزه عن البشر.
وجاء في البلاغ المرسَل من المحامي أن "السيد الرئيس أعلن في مناسبات مختلفة، بعيداً عن المناصب التي شغلها، أنّه عبارة عن إنسان عادي، وأنه في نهاية المطاف عبد للخالق. وهو، على مدى السنوات التي أمضاها في السياسة، نال تقدير الشعب وإعجابه، إلا أنّه رفض طوال تلك السنوات المغالاة في مدحه. كما أنّه لم يتهاون مع التشبيهات المبالغ فيها، والتي لا تتناسب وتتوافق مع القيم التي يؤمن بها. ومثل هذه القصائد تزعج السيد الرئيس وتحز في نفسه بدلاً من إسعاده".
وأشار البلاغ إلى أنّ القانون التركي لم يحد الحدود فيما يخص الهجوم على الحقوق الشخصية، لافتاً إلى أنّ الهجوم على الحقوق الشخصية قد يأتي في كثير من الأحيان على شكل مدح أو إعجاب.
وذكر البلاغ أنّ الديوان الشعري "بيان أردوغان" يحتوي على قصائد شعرية تصف في بعض الأحيان الرئيس أردوغان وكأنه إنسان مقدّس، له مزايا غير متوافرة لدى البشر العاديين، مؤكداً أنّ هذا الأمر يسبب مشكلة فيما يخص القناعة التي يؤمن بها الرئيس، فضلا عن كونها تُعدّ هجوماً على حقوقه الشخصية.
وطالب دار النشر، بسحب الديوان الشعري من الأسواق، لأنه يعدّ تعدّياً على الحقوق الشخصية للرئيس، لاحتوائه على قصائد تبالغ في مدحه. موضحا أنّه في حال لم يُرفع الديوان، ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الصدد.
يذكر أن أردوغان طالب، في عام 2010، حين كان رئيساً لمجلس الوزراء، باستقالة النائب عن حزب "العدالة والتنمية" في البرلمان التركي، إسماعيل إسر، بعد وصفه أردوغان بـ"النبي الثاني"، وعلى أساسه قدّم النائب استقالته على الفور، قائلاً "أقبل طلب سيادة رئيس الوزراء على أنّه بمثابة أمر، وعلى أساسه أقدّم استقالتي".