تسبّبت تهديدات الرئيس الكوري الشمالي بردّ نووي فيما لو نفذ ترامب تهديدًا “تويتريًا”، أطلقه عبر تغريدة في حسابه، في تأزّم الأمور بين كوريا الشمالية وأميركا؛ خاصة بعد أن كرر الرئيس الأميركي تهديده لها، عبر تغريدة كتب فيها: “كوريا الشمالية تبحث عن متاعب، إذا قررت الصين المساعدة فسيكون أمرًا عظيمًا، وإلا فسنحل المشكلة من دونهم”.
وعقب هذا التراشق “التويتري” صدرت الأوامر للحاملة “يو إس إس فينسن” للإبحار نحو شبه الجزيرة الكورية وهي معززة بأكثر من 300 صاروخ “توماهوك” وبطراد ومدمرتين قادرتين على اعتراض الصواريخ الكورية الشمالية، وغواصة نووية طراز Los Angeles الهجومي السريع، وفقًا لصحيفة “التايمز” البريطانية.
وتلقّت حاملة الطائرات USS Carl Vinson النووية السبت الماضي أوامر من قيادتها لتنتقل بسرعة 30 عقدة بالساعة، أي 56 كيلومترًا، من حيث هي طوّافة في “بحر اليابان” المعروف أيضًا باسم “بحر الشرق” الفاصل بين الكوريتين عن اليابان نفسها.
من صدّام إلى أفغانستان وبن لادن
وعلى متن الحاملة “يو إس إس فينسن” أكثر من ستة آلاف جندي وطيار وفني جوي، وفيها 75 طائرة مقاتلة من الأحدث، مع 15 طائرة هليكوبتر وأخرى للاستطلاع وغيره، إضافة إلى منصتين لإطلاق ثلاثة أنواع من الصواريخ، طبقًا للوارد بسيرتها المتضمنة أنها شاركت في “حرب الصحراء” بإطلاقها في 1996 صواريخ “كرويز” على العراق لتدمير دفاعاته بالجنوب، كما شاركت في 2003 بغزة، وقبلها في الحرب بأفغانستان، ثم كلفوها في مايو 2011 بنقل جثمان بن لادن في باكستان لتلقي به في قاع “بحر العرب” قرب سواحل شبه الجزيرة العربية. وفق ما نشر موقع “العربية نت” من معلومات.
وتزيد قيمة قطع القوة المتجهة نحو الكوريتين على 14 مليار دولار، بحسب صحيفة التايمز البريطانية.
كما أطلق ترامب تغريدة أخرى في حسابه “التويتري”، وأيضًا الرسمي الخاص به كرئيس، جعلها كما “جزرة” مقابل “العصا” الواردة في تغريدته المتوعد بها كوريا الشمالية، وبها ربط المفاوضات التجارية مع الصين بالمسألة الكورية بقوله: “شرحت للرئيس الصيني (شي جينبينغ) أن اتفاقًا تجاريًا مع الولايات المتحدة سيكون أفضل لهم إذا حلوا المشكلة الكورية”، وفق تعبيره.
ستكون القطع البحرية قريبة 20 كيلومترًا من سواحل كوريا الشمالي، وكانت الخميس والجمعة الماضيين بفلوريدا، وفي اليوم التالي صدرت الأوامر للقوة الأميركية في “بحر اليابان” لتمضي فيه نحو الكوريتين؛ بحيث يرى الديكتاتور الكوري الشمالي التهديد والوعيد مجسدًا في قطع بحرية لا تبعد عنه أكثر من 20 كيلومترًا إذا ما ألقى نظرة بالنظارات.
الضربة الأميركية في سوريا “تثبت أكثر من مليون مرة”
وانتفضت كوريا الشمالية السبت نفسه على ما ورد بالتغريدتين لتؤكد أنها لن تسمح للولايات المتحدة بتخويفها، قائلة: “مما بثته وكالة الصحافة الفرنسية أن الضربة الأميركية في سوريا تثبت أكثر من مليون مرة صوابية برنامجيها النووي والصاروخي البالستي المحظورين بموجب قرارات عدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي، وأن نظام كيم جونغ أون يرى في المناورات العسكرية السنوية المشتركة التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حاليًا تهديدًا له؛ باعتبارها تدريبات على شن حرب”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن متحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية.
المتحدث ذكر أيضًا، عبر صحيفة Rodong Sinmun الرسمية في عددها الثلاثاء، أن “التحركات الأميركية المتهورة لغزو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وصلت إلى مرحلة خطيرة… وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مستعدة للرد، أيًا يكن نوع الحرب التي تريدها الولايات المتحدة”، وذلك في إيحاء إلى “النووية” إذا ما حدثت حرب تقليدية فعلًا ثم تطورت واحتدمت إلى الأسوأ والأخطر.