أجرى الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع "ويللا" أمير بوخبوط لقاء مطولا مع الجنرال درور شالوم رئيس لواء الأبحاث في جهاز الاستخبارات التابع للجيش الإسرائيلي لإجراء تقدير موقف أمني بشأن المخاطر المحيطة بإسرائيل.
وقال شالوم إنه منذ تعيينه العام الماضي في هذا الموقع يبحث في التهديدات الماثلة بكل دول المنطقة رغم أن الجمهور الإسرائيلي يبدي قلقا متزايدا بشكل خاص من إمكانية اندلاع جبهة قتالية في الشمال مع لبنان أو في الجنوب مع غزة.
وأضاف أن التطورات وعدم الاستقرار في المنطقة يعودان لثلاثة أسباب، أبرزها أن نصف سكان منطقة الشرق الأوسط دون الـ24 عاما، ومعظمهم عاطلون عن العمل، وفي سوريا والعراق ومصر مليونا طفل خارج مقاعد الدراسة وعشرة ملايين من اللاجئين، إضافة إلى تدخلات الأطراف الدولية، وزيادة نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح أنه رغم أن الأجواء المحيطة بإسرائيل لا تشجع على اندلاع حرب واسعة لكن هناك خمس جبهات تشتعل أمامها، مما يطرح فرضية أن واحدة من هذه الجبهات على الأقل قد تندلع فيها الحرب وتتدهور ظروفها الأمنية.
وأكد أن حزب الله يمر بأزمة عميقة، ويخشى من حصول اغتيال جديد في صفوفه في ظل تورطه بالحرب السورية، ولديه قرابة ألفي قتيل، كما يواجه أزمة اقتصادية خانقة، وخلافات داخلية بشأن صواب انخراطه في حرب سوريا.
وبشأن الوضع في غزة استذكر شالوم ما حصل في حرب غزة الأخيرة "الجرف الصامد" في 2014، زاعما أننا نعيش منذ ثلاثين شهرا الفترة الأكثر هدوءا على جبهة قطاع غزة، مشيرا إلى أن حركة حماس تخشى المواجهة القادمة رغم أن الأزمة الاقتصادية المتزايدة في غزة كفيلة بإشعال الوضع من جديد.
وأضاف أن حماس لا تريد حربا جديدة مع إسرائيل على الأقل حاليا، فقد كانت "الجرف الصامد" حدثا صعبا بالنسبة لها، وتعلم أنه إذا تدهور الوضع الأمني من جديد في غزة فسيقوم الجيش الإسرائيلي بتفعيل قدراته العسكرية أكثر من السابق.
وختم بأن حماس تجد نفسها في مفترق طرق، فهي تواصل التجهز للحرب القادمة، وتبني المزيد من الأنفاق الأرضية، الهجومية والدفاعية، وإسرائيل تأخذ هذا التحدي بالحسبان، في حين أن إمكانية التصعيد العسكري في غزة تزداد يوما بعد يوم بالتزامن مع ما تعانيه حماس من ضائقة اقتصادية وإستراتيجية.