متنقلاً في مزرعته يحمل رزمة من الورد الأبيض تارة والأحمر تارة أخرى , كلما قطف عدداً منها يضمها إلى بعضها من أجل ترتيبها وتجهيزها لتكون مهيأة للبيع , عساها تسدّ عجز الخسائر أو الدين المتراكم منذ سنوات.
تقرير يسلط الضوء على معاناة أصحاب مزارع الورد في ظل قلة زراعته وإغلاق المعابر وتوقف الدعم اللازم لاستمرار زراعته , خلال لقاء فلسطين الآن مع المزارع محمد حجازي غرب محافظة رفح.
عام قحط
محمد حجازي صاحب إحدى مزارع الورد منذ 15عاما، غرب مدينة رفح جنوب القطاع ، لم يزرع هذا العام إلا دونماً ونصف بخلاف الأعوام السابقة التي كان يزرع فيها من 10 إلى 15 دونماً , كما أفاد.
ويعزو حجازي قلة المساحات المزروعة من الورد إلى الخسائر الكبيرة التي يتكبدها المزارعون جراء هذه الزراعة .
وأوضح أن كل دونم يحتاج إلى 11 ألف شيكل عدا عن آجار لكل عامل يقارب ألف شيكل شهرياً وثمن للكهرباء المستخدمة ,مضيفا \" إننا كمزارعين لا نملك دخل\".
وبيّن حجازي أن الوكالة منذ ثلاثة أعوام لم تقدم لهم أي مساعدة بخلاف سابقاتها من السنوات , مؤكداً أنه زرع هذا العام على نفقته الخاصة , وقال:\" قرابة 50 ألف دولار ديون متراكمة خلال أربع سنوات ماضية\".
ويضطر محمد إلى زارعة الورد \"لأن كل أصحاب الديون سيطالبونني فيه سواء بياع الشتل أو الدواء\" . وأشار إلى أن نصف الورد مات خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة بسبب عدم المقدرة على ريّه بالمياه ورشه بالأدوية اللازمة.
مزارعو الورد يقومون بزراعته والاهتمام به خلال ستة أشهر , وباقي العام يقومون بقطفه وإنتاجه لبيعه في السوق المحلي أو تصديره بالخارج.
تأثير إغلاق المعابر
ويستغل المزارعون الأعياد والمناسبات لبيع الورد وتصديره للخارج مثل الكريسمس ورأس السنة والأم، غير أن إغلاق الاحتلال للمعابر خلال هذه الفترة يحول دون بيعه للخارج.
يقول حجازي\" ينتهي السوق وسعر الورد يكون غير مناسب , وعندما نرسله إلى الخارج نخسر نحن أجار النقل والطيران ويعود المخسر على المواطن\".
وحسبه فإن المزارعين تكبدوا في العام الماضي ، خسائر فادحة بسبب إغلاق المعبر في موسم بيعه , وقال:\" اضطررنا أن نجعل الورد طعاماً للغنم , وكل ذلك مخسر للمزارع\".
وبالنسبة لناتج الدونم والنصف التي زرعها حجازي فإنه سيبيعها في السوق المحلي , معتبراً أنها لن تغطي التكاليف التي يعمل بها , قائلاً:\" زرعت السنة حتى لا أحد يطالبني , وعلي ديون من الأعوام السابقة , وهناك عمال لهم آجار إلى الآن لم يأخذوه\".
وأفاد حجازي أن الجمعيات التي تساعدهم في الشتل تسجل عليهم سندات كديون يجب أن يسددوها بعد الإنتاج والبيع , مشيراً أن :\"هناك مزارعين طولبوا بالمال ولم يملكوه فتم حبسهم ورفع قضايا عليهم, وهناك من باعوا أراضيهم لسداد ديونهم\".
وعلى صعيد باعة الورد اعتبر حجازي أنهم أيضاً متضررون ويعانون من الوضع القائم بسبب قلة البيع والحركة في البلد , مفيداً أن\" كل محل ورد في السنوات الماضية كان يأخذ قرابة 3 آلاف عوداً من الورد والآن لا يتجاوز 500 عود\".