قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم الأربعاء إن "الإجراءات الواسعة والتحقيقات التي اتخذتها الوزارة في جريمة اغتيال مازن فقها أظهرت دورا مباشرا لعملاء الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد البزم خلال موجة مشتركة للإذاعات المحلية، أن الأجهزة الأمنية في غزة تعمل بكل قوتها لمعالجة قضية التخابر، وأن الوزارة "لن تسمح بأن يتحول مجتمعنا الفلسطيني فريسة للذين باعوا ضميرهم ووطنيتهم وقضيتهم".
وكان فقها وهو أسير محرر وقيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" اغتيل في 24 مارس الماضي بإطلاق الرصاص عليه في حي تل الهوى السكني في مدينة غزة.
وحملت حركة حماس الاحتلال وعملائه المسئولية عن اغتيال فقها، فيما توعدت وزارة الداخلية والأمن في غزة بتشديد إجراءات ملاحقة "للحفاظ على أمن المجتمع".
رسائل صارمة
وأكد البزم أن الداخلية ستنفذ إجراءات "رادعة وحاسمة" ضد العملاء، قائلاً "ستكون إجراءات قاسية وصارمة ولن نسمح للعملاء بأن يعبثوا في المجتمع، والفترة القادمة ستشهد رسائل واضحة وقوية على أرض الواقع".
وأضاف "لا يمكن أن نتخلى عن دورنا في تحصين الجبهة الداخلية أو حماية ظهر المقاومة ونوجه رسالة الاحتضان لمن يُريد الخروج من هذا الوحل ورسالة الردع لمن أراد أن يستمر بغيه في هذا الطريق".
في الوقت أطلقت وزارة الداخلية يوم أمس حملة توبة للعملاء لمدة أسبوع.
وعن ذلك قال البزم "إن الحملة توفر فرصة لكل من وقع ضحية لمخابرات الاحتلال أن يعود لرشده ويتخلص من العار الذي لحق به وأن يبادر للخروج من هذا المستقنع واغتنام الفرصة مع تكفلنا بالحماية الأمنية والقانونية والسرية التامة".
وحذر البزم كل من لم يغتنم فرصة "فتح الداخلية باب التوبة أمام المتخابرين" بأن مصيره سيكون في قبضة الأجهزة الأمنية وسينال جزاءه، وسيكون أمام واقع صعب.
وتحدث البزم عن إجراءات الداخلية للتصدي لمخابرات الاحتلال، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل بشكل كبير في هذا الأمر وتُواجه الاحتلال وأجهزته المعروفة بإمكانياتها الكبيرة في هذا المجال.
وقال "نعمل في كل المستويات سواء المستوى الأمني أو المستوى التوعوي والإعلامي، رغم أن أجهزة أمن الاحتلال تبذل جهوداً ولديها إمكانيات ومختصين في هذا المجال وتحاول دائماً استغلال الحاجات والابتزاز واستخدام كل هذه الأساليب".
ولفت إلى أن الوزارة أطلقت مسبقاً حملتين لمواجهة التخابر في عامي 2010 و2013، مؤكدا "نحن نعيش في واقع الحصار الصعب والاحتلال يحاول استغلال كل المنافذ والوسائل الممكنة للمساس باستقرار شعبنا وضرب النسيج الاجتماعي".
وأضاف أن نجاح حملة التوبة للعملاء يكمن في أمرين، الأول خلق حالة وعي لدى الجمهور لمخاطر هذه الآفة، فيما يركز الأمر الثاني على التصدي الاحتلال وإرباك أدواته في المجتمع الفلسطيني.
أساليب الإسقاط
واستعرض البزم أساليب الاحتلال في إسقاط المتخابرين، منوهاً إلى أن الاحتلال يستغل حاجز (بيت حانون/إيرز) في شمال قطاع غزة كأحد المصائد التي يستخدمها بهدف إسقاط المواطنين.
ونبه إلى أن الأجهزة الأمنية تُجري لقاءات توعية في الحاجز المذكور من خلال الجلوس مع المسافرين من الحالات الإنسانية لتوعيتهم بأساليب الاحتلال التي تُستخدم في الابتزاز والإسقاط وشرح التفاصيل.
وذكر أن الأجهزة الأمنية في حاجز (بيت حانون/إيرز) تراقب من يأتي من المسافرين ومن تشك أنه تعرض لعملية ابتزاز أو إسقاط يبقى تحت المتابعة من أجل كشف ذلك.
كما أشار إلى أن الاحتلال يبتز الصيادين من خلال البحر ويضيق عليهم، وأن الأجهزة الأمنية تبذل جهوداً كبيرةً في هذا المجال من خلال توعية الصيادين بمخاطر هذه الآفة التي يحاول الاحتلال الزج بهم في أتونها.
وأبرز البزم أن المسئولية في مواجهة التخابر "مسئولية جماعية" وليست مسئولية الداخلية فقط "فالفصائل والمساجد والمدارس والجامعات والأوقاف والإعلام وكل مكونات الشعب لا بد أن تكون شريكة في حماية المجتمع".
وطالب المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة بضرورة تظافر كل الجهود لحماية المجتمع من خطر التخابر "الذي يحاول الاحتلال عبره النيل من الشعب الفلسطيني ومقاومته".