أطلع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، على أهم المقررات التي صدرت عن القمة العربية الثامنة والعشرين، التي عقدت في البحر الميت بالأردن أواخر الشهر الماضي، وفى مقدمتها إعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، والتمسك بحل الدولتين، وبقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، الوزير المفوض محمود عفيفي في بيان صحفي، إن الأمين العام كان حريصا خلال اللقاء الذي عقد في لوكسمبورغ اليوم الاثنين، على إطلاع الوزراء الأوروبيين على ما قررته قمة الأردن من تأكيد والتمسك بمبادرة السلام العربية كسبيل وحيد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والتوصل إلى تسوية شاملة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة إلى إدانة قمة عمان للإجراءات والممارسات الإسرائيلية التي تمثل انتهاكا لحقوق الشعب الفلسطيني وللشرعية الدولية، وعلى رأسها عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف عفيفي أن الاجتماع بحث أيضا سبل دفع الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى تسوية الأزمات المختلفة في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك تطوير آليات التعاون القائمة بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك للمنظمتين.
وكانت نائب رئيس المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيدريكا موغريني، قد وجهت الدعوة للأمين العام للمشاركة في اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد، وذلك في سياق التنسيق المستمر بين الجانبين حول مجمل قضايا منطقة الشرق الأوسط، واهتمام الاتحاد الأوروبي بتطوير تعاونه مع الجامعة العربية، دعماً لجهود إحلال السلام والاستقرار في مناطق النزاعات المسلحة العربية.
وأكد عفيفي أن مشاركة أبو الغيط في هذا الاجتماع، تأتي في توقيت هام تشهد فيه العلاقات العربية الأوروبية زخماً كبيراً في اتجاه تطوير دعائم المشاركة بين الجانبين، خاصة في أعقاب النتائج الهامة التي خرجت عن الاجتماع المشترك لوزراء خارجية الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وانضمام الاتحاد الأوروبي إلى آلية التنسيق الثلاثية التي تضم الجامعة والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، لدعم العملية السياسية في ليبيا، وحضور الممثلة العليا موغرينى للقمة العربية الأخيرة التي عقدت بالأردن.
وأوضح عفيفي أن أبو الغيط تناول أيضاً مع الوزراء الأوروبيين آخر التطورات ذات الصلة بتسوية الأزمة السورية، خاصة في ضوء القرارات التي اعتمدتها القمة العربية الأخيرة، بشأن هذه الأزمة في أبعادها السياسية والإنسانية، بما في ذلك تكليف مجلس الجامعة على المستوى الوزاري ببلورة آلية محددة لمساعدة الدول العربية المجاورة لسوريا والدول العربية الأخرى المستضيفة للاجئين السوريين.
وقال إن أبو الغيط مع وزراء الخارجية الأوروبيين على أهمية الاستمرار في حشد وتعبئة المساعدات الدولية اللازمة لإغاثة الشعب السوري، خاصة في دول الجوار العربي المستضيفة للغالبية العظمى من اللاجئين السوريين الذين فروا هرباً من النزاع، حيث عبر الجانبان عن تطلعهما في هذا الصدد، للنتائج التي يمكن أن يفضى إليها المؤتمر الدولي حول مستقبل سوريا، الذى سيعقد في بروكسل يوم 5 أبريل/ نيسان، والذى يشارك الاتحاد الأوروبي في تنظيمه، بالتعاون مع كل من ألمانيا والنرويج وقطر والكويت والأمم المتحدة.
وجدد الوزراء الأوروبيون في هذا الصدد، ترحيبهم بعقد قمة عربية أوروبية مشتركة، بما يعطي دفعة استراتيجية لعلاقات التعاون بين الجانبين، ودعوا الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية لاستكمال المشاورات مع أمين عام الجامعة العربية حول مجمل التحضيرات والترتيبات ذات الصلة بهذه القمة، والتي من المقرر أن تعقد خلال عام.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن أبو الغيط بحث أيضا مع وزراء الخارجية الأوروبيين، الأوضاع في ليبيا والجهود المبذولة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة هناك، عبر تشجيع كافة الأطراف المعنية، وخاصة مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، على الانخراط في حوار سياسي جاد للتوصل إلى الحلول التوافقية المطلوبة لاستكمال تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات.
ورحب الجانب الأوروبي في هذا الصدد، بالدور الهام الذى تضطلع به الآلية الرباعية التي تم تشكيلها لمرافقة الأشقاء الليبيين في هذه المسيرة، وبالنتائج التي خرجت عن الاجتماع الرباعي الذى استضافه أمين عام الجامعة العربية بمقر الجامعة في 18 مارس/ آذار الماضي، بمشاركة موغرينى، والمبعوث الأممي في ليبيا مارتن كوبلر، والممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا جاكايا كيكويتىي.
كما شدد الوزراء الأوروبيون على التزامهم بدعم هذه الآلية الرباعية، وعبروا عن تطلعهم إلى الخطوات التكاملية التي يمكن أن تتخذها الأطراف الأربعة المشاركة فيها، لدفع العملية السياسية في ليبيا والتي يتوقع أن يتم إقرارها خلال الاجتماع المقبل للمجموعة الرباعية الذى ستستضيفه الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي موغريني في بروكسل، خلال شهر مايو/ أيار المقبل.
من ناحية أخرى، أوضح المتحدث الرسمي أن أبو الغيط اتفق مع الوزراء الأوروبيين على أهمية متابعة تنفيذ مجمل الخطوات التي تهدف إلى تطوير التعاون المؤسسي بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، على النحو الذى جاء في خطة العمل التي اعتمدها الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.