في الوقت الذي تنفس فيه الصعداء كثيرون في الحلبة السياسية الإسرائيلية في أعقاب الاتفاق بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب "كولانو" ووزير المالية، موشيه كحلون، حول هيئة البث العام وحل الأزمة الائتلافية، إلا أن قياديين في حزب الليكود الحاكم يؤكدون أن نتنياهو اتخذ القرار بالتوجه إلى انتخابات مبكرة.
وصدرت الصحف الإسرائيلية اليومية المركزية اليوم، الجمعة، بعناوين تدين كحلون والمستشار القضائي للحكومة، افيحاي مندلبليت، واعتبرت أنهما تراجعا أمام نتنياهو في الاتفاق على هيئة البث العام، إذ أن نتنياهو أرغمهما على فصل قسم الأخبار عن الهيئة وأن يعمل هذا القسم كشركة مستقلة.
لكن عنوان صحيفة "ماكور ريشون"، اليوم، جاء مختلفا. ونقلت هذه الصحيفة، وهذه الصحيفة مقربة من نتنياهو ويمولها الثري الأميركي – اليهودي شيلدون أدلسون، الذي أسس صحيفة "يسرائيل هيوم" وهي بوق نتنياهو. وأدلسون، بالمناسبة، هو أحد الأثرياء الذين مولوا الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بجهات رفيعة المستوى في حزب الليكود قولهم نتنياهو اتخذ قرارا بالذهاب إلى الانتخابات، لكنه ينتظر الفرصة المناسبة للإعلان عن ذلك، وأشاروا أن أزمة هيئة البث العام ليست سببا مقنعا، حتى بالنسبة لأعضاء الليكود، لتقديم الانتخابات العامة.
وبحسب الصحيفة، فإن الأزمة داخل الائتلاف الحكومي قادمة لا محالة، وحتى أن وتيرة الأحداث والتطورات تشير إلى أن الأزمة المقبلة باتت قريبة.
وقال القياديون في الليكود إنهم وكذلك نتنياهو مؤمنون بأن رئيس كتلة "البيت اليهودي" الوزير نفتالي بينيت، يُعدّ لخطوة سياسية وأنه ينتظر التوقيت الملائم لإحداث أزمة سياسية. ولا يستبعد هؤلاء القياديون في الليكود أن تنشأ الأزمة على خلفية "تفاهمات مع الولايات المتحدة في موضوع الاستيطان".
الجدير بالذكر أن تقرير "ماكور ريشون" هذا يأتي في سياق نظرة نتنياهو إلى بينيت على أنه خصم داخل اليمين الإسرائيلي. وفي بعض الأحيان يحاول نتنياهو والإعلام الموالي له أن يصف بينيت على أنه أكثر تطرفا من رئيس الحكومة الإسرائيلية. وقد يكون تقرير الصحيفة قد جاء من منطلق أن نتنياهو يحاول تمرير تفاهمات مع إدارة ترامب بشأن الاستيطان، وهي تفاهمات لا توقف الاستيطان.
لكن القياديين في الليكود أوضحوا أنه "عندما يرى نتنياهو بينيت يستعد لانتخابات بصورة حقيقية، بواسطة تقديم الانتخابات الداخلية على رئاسة البيت اليهودي إلى موعد قريب جدا، فإن شعوره يتعزز بأن بينيت يخطط لأمر ما".
وأضافوا أنه إذا لم يسارع نتنياهو إلى تنفيذ خطوة من جانبه، فإنه يخاطر بأن يسبقه بينيت ويحدث أزمة بعد عدة شهور، وعندها قد يفقد نتنياهو السيطرة على وتيرة الأحداث. "بدلا من أن يقرر بينيت متى نذهب إلى انتخابات ويفاجئ نتنياهو، ويكون ذلك على خلفية أيديولوجية (الاستيطان) وتظهر رئيس الحكومة بصورة غير جيدة أمام الجمهور اليميني، فإنه يفضل أن يكون نتنياهو هو الذي يحدد الجدول الزمني".
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة، عام 2009، فإنه حرص مرة تلو الأخرى على أن يحدد الجدول الزمني للأحداث المتعلقة بموعد الانتخابات وإحداث أزمة داخل الحكومة. ولذلك، رأى القياديون في الليكود، لا سبب يجعل نتنياهو يغير الآن من أدائه هذا.
وفيما يتعلق بتعالي أصوات أعضاء كنيست من الليكود اعترضوا على تقديم الانتخابات خلال الأسبوعين الأخيرين، بعد تلويح نتنياهو بذلك خلال أزمة هيئة البث العام، قالت الصحيفة إنه "لم يولد بعد عضو الكنيست في الليكود الذي سبح ضد تيار رئيس الحركة وبقي ليتحدث عن ذلك من مكان مضمون في قائمة الليكود للكنيست".