عريس لم يهنأ بحياة زوجية رسمها بأحلامه مع عروسته التي تزوجها قبل ستة أشهر من رحيله عن الحياة، فترك خلفه حكاية ألم، لزوجته ومولودهم الأول، الذي لم ير النور بعد، طفله الذي يُتم بسبب رصاص خارجين عن القانون.
الشهيد حسن أبو الحاج، الذي رحل أثناء تأدية واجبه الوطني، حيث قتل في اشتباك مسلح بين قوات الأمن الفلسطيني مع مطلوبين للعدالة، في مخيم بلاطة بنابلس.
وكأن القدر أراد أن يفرقهما سريعاً، فخلال خطبته كانت خطيبته مصابة بنوع من مرض السرطان، وقف إلى جانبها في رحلتها العلاجية التي استمرت سنة و3 أشهر تقريباً تزوجها بعد شفائها قبل ستة شهور تقريباً".
وكانت آخر كلماته لزميله أثناء الواجب "دير بالك عمرتي وبنتي"، ثم نطق الشهادتين ورحل.
وهذه أمه التي يعتصرها الحزن، وهي لم تكن لتتوقع أن يغادر ابنها الحياة برصاصات فلسطينية، قالت في وداع ابنها: "الله يسهل عليك حبيبي يمّا، هالمرة ما رح ترجع يا عريس".
كانت والدته كثيرة التعلق بحسن الذي يغيب طويلاً لطبيعة عمله في الأمن الوطني، "ما فكرت أن الغيبة راح تطول، وجرحي جرحين لأنني لم أتوقع أن يقتل ولدي برصاص أخيه الفلسطيني".
لم يكن الحزن لعائلته فقط، بل خيم على كل مقرب له، على كل من عاش ولو لحظات قليلة مع حسن، على أهالي قرية كوبر بمحافظة رام الله والبيرة التي فجعت بخبر وفاته، فصديقه خليل وصف حسن في حديث للوكالة الرسمية، "قلبه جريء وفيّ لوطنه ولشعبه وأهله ومن زينة الشباب المعروف بالدماثة والاحترام، كرس حياته لعمله وأسرته وأصدقائه".
وارى الثرى جثمان حسن، دون أن يودعه شقيقه الأصغر أحمد (22 عاماً)، الذي يدرس بالكلية العسكرية بالجزائر، فلم يتمكن من المجيء لعدم وجود رحلة طيران من الجزائر إلى الأردن قبل يوم الأربعاء.