رام الله الإخباري
تصاعدت حدة الأزمة داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، وتزايدت احتمالات تقديم موعد الانتخابات العامة، بعدما لوّح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ومقربون منه، بإمكانية التوجه إلى انتخابات مبكرة وقبل موعدها الرسمي بأكثر من سنتين.
ويذكر أن الأزمة الائتلافية الحالية هي بالأساس بين نتنياهو ووزير المالية، موشيه كحلون، حول انطلاق عمل هيئة البث العام، وإغلاق سلطة البث التي تشمل كافة قنوات التلفزيون والإذاعة الحكومية. فقد أعد كحلون خطة عمل لهيئة البث العام، سيبدأ العمل بموجبها الشهر المقبل، وتقضي بفصل مئات الموظفين في سلطة البث من العمل. وكان نتنياهو قد بادر إلى فكرة إقامة هيئة البث العام. لكنه يعارض الآن خطة كحلون.
وربما كان بالإمكان حل هذه الأزمة، وقد طُرحت فعلا مقترحات لحلها في الأيام الأخيرة، على ضوء أغلبية في حزب الليكود الحاكم وفي الائتلاف الحكومي المعارضة للانتخابات المبكرة. لكن قرار إدارة هيئة البث العام أمس، وهو قرار لا علاقة له بالسياسيين، بتعيين الصحافية غيئولا إيفن كمقدمة نشرة الأخبار المركزية، كان بمثابة 'صب الزيت على النار'، واعتبر هذا التعيين خطوة تصعد الأزمة الائتلافية.
وتعتبر إيفن إعلامية ومحاورة تلفزيونية مهنية وتتمتع بشعبية حسنة، خاصة أنها لا تتملق للسياسيين وتسعى إلى طرح الأسئلة الحرجة، وإن كانت تفعل ذلك بنعومة. لكن نقديتها تجاه سياسة الحكومة في العديد من المجالات ليست المشكلة بالنسبة لنتنياهو، وإنما المشكلة تكمن في أن إيفن هي زوجة الوزير السابق، غدعون ساعر، الذي يعتبر أهم منافس لنتنياهو داخل حزب الليكود. وقبل سنتين تنحى ساعر عن العمل السياسي لأنه رأى أن لا مجال حاليا لمنافسة نتنياهو، الذي يرفض التنحي بعد سنوات طويلة في رئاسة الحكومة. وترددت الكثير من التقارير التي تحدثت عن أن ساعر سيعود إلى نشاطه السياسي بعد تنحي نتنياهو. وهو يتمتع بشعبية واسعة داخل الليكود.
لذلك وصفت مصادر في حزب الليكود تعيين إيفن بأنه بمثابة 'غرز اصبع في عين نتنياهو' وأن 'تعيين زوجة غدعون ساعر الذي يعتبر خط أحمر بالنسبة لنتنياهو وزوجته في منصب رفيع في هيئة البث، هو أمر لا يحتمل أبدا'. ونقلت وسائل إعلام عن مقربين من نتنياهو قولهم إن الأخير أوعز لمساعديه بتشديد الموقف ضد كحلون.
في هذه الأثناء، يبدو من أقوال نتنياهو وكحلون أن الأزمة الائتلافية بعيدة عن الحل وأن الجانبين يتمترسان خلف مواقفهما. ورغم أن الكثير من السياسيين يعارضون تقديم الانتخابات بسبب قضية هيئة البث العام ويرون أنه ليس عقلانيا أن يتم حل الحكومة بسببها، إلا أنهم يقولون أيضا إنهم غير قادرين على فهم المنطق الذي يوجه نتنياهو في هذه الأزمة. ويشار إلى أن نتنياهو حل حكومته السابقة بعد سنتين من تشكيلها أيضا من أجل منع سن قانون يمنع توزيع صحيفة 'يسرائيل هيوم'، الداعمة له، مجانا.
ووضع نتنياهو شروطا من أجل حل الأزمة الائتلافي، وهي إقالة مدير عام الهيئة ورئيسها وأن يعين مكانهما شخصين مواليين له، تمرير قانون الإشراف على وسائل الإعلام بالقراءة الأولى في الكنيست قبل انطلاق عمل الهيئة، استبدال اسم الهيئة. في المقابل يشترط كحلون من أجل حل الأزمة ألا يتدخل نتنياهو بالتغييرات داخل الهيئة، وإقامة الهيئة كما خطط له ويبدأ عمله بعد شهر وفقا للاتفاق بين كحلون ونتنياهو.
وقال كحلون في مؤتمر صحيفة 'ذي ماركر' اليوم، الثلاثاء، إنه 'في كل مرة يتحدثون (في وسائل الإعلام) باسم مقربي نتنياهو وكحلون. (لكني) لا أعرف تسوية أو خطة أخرى. لقد تحدثت مع نتنياهو يوم الخميس الماضي واتفقنا على إقامة الهيئة ودفع قانون وسائل الإعلام. ومنذئذ أنا لا أعرف أي أمر آخر. نحن ملتزمون بتعهداتنا. يوجد اتفاق، والتشريع آت. لن نسمح بالمس بالديمقراطية، ولا بحرية التعبير ولا بحرية الصحافة'.
وأضاف أنه 'إذا اضطررنا إلى تقديم الانتخابات، فإن حزب كولانو (الذي يرأسه كحلون) ستنافس بقائمة مستقلة. وأنا لست قلقا من انخفاض التمثيل بالاستطلاعات. ونحن مستعدون للانتخابات من أول يوم بعد الانتخابات الماضية'.
عرب 48