بعد مرور قرن على ميلادها في ربوع جبال النار وبين شجيرات اللوز والزيتون لم تغادرنا كلماتها، التي أسَرتْ العالم وجعلت منها أيقونة أدبية، ضاربة الجذور في التاريخ.
حيرت حتى الاحتلال الذي وقف مذهولا أمام عظمتها، ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة التي لم تخلو من رفع اسمها في محافل عربية ودولية.
إلا أن الحاضر كان مميزا حتى بغيابها، بإطلاق أنبل وأهم مشروع يخلد ذكرها، بل وذكرى رواد الثقافة والتنوير ضمن استراتجية وضعتها وزارة الثقافة الفلسطينية بقيادة وزيرها الشاعر د.إيهاب بسيسو الذي وضع خطة مئوية تخلّد ذكرى المثقفين الذين رفعوا اسم فلسطين بل وانتقلوا بالوطن إلى العالمية في مواجهة المشاريع الإمبريالية التاريخية التي مرّت خلال تلك الفترة على فلسطين.
لنشهد اليوم بعد مئة عام ميلاد طابع بريدي يحمل صورة الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان في مراسيم رسمية شعبية شهدت حضورا مميزا من ذويها وجمهورها، ورسميا بحضور د.علام موسى وزير الاتصالات، وسميح طبيلة وزير المواصلات مُسير أعمال بلدية نابلس في قلب مدينتها الجبلية، ومسقط رأسها.
ليدشن الحدث راعي الثقافة الوطنية بسيسو، ليكون الطابع وسام شرف وحمامة تنقل رسائلنا من حب وشجن وحكاوي وآلام، بصورة طوقان، التي لم تفارق حتى الجيل الجديد الذي عبر عن تأثره بحياتها وفكرها وأنغام كلماتها التي صقلت الهوية الوطنية الفلسطينية.
وهذا الحدث ليس عابرا، بل يفتح الباب لاعادة الاعتبار لكبار المثقفين الوطنيين وتوجيه البوصلة من جديد باتجاههم، إيمانا منّا بضرورة الحفاظ على الثوابت التي حملوها والتأكيد بأنها مازالت على ثوابتها لم تتغير ولم تسقط بمرور الزمن، فزينت طوقان عرسنا وكانت الملكة، ولبست طوق الياسمين بغيابها، لنتوجها في قلوبنا كما توجت فلسطين في فكرها.