أعلنت حسابات ومواقع إلكترونية تابعة لتنظيم " القاعدة " مقتل القيادي في التنظيم، عبدالله محمد رجب عبدالرحمن، المعروف بـ" أبو الخير_المصري "، الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" بشمال سوريا ونائب الظواهري السابق. وقالت إن أبو الخير قتل في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار على سيارته في محافظة إدلب شمال سوريا.
نبيل نعيم ، أحد مؤسسي تنظيم الجهاد في مصر يكشف لـ "العربية.نت" كافة المعلومات عن أبو الخير المصري وعلاقته بإيران، ويقول إن اسمه الحقيقي عبدالله محمد رجب عبدالرحمن من مواليد العام 1957.
انضم لتنظيم الجهاد في الثمانينات، واقترب من زعيم "القاعدة" الحالي الدكتور أيمن الظواهري، وسافر معه للسودان و أفغانستان، ثم فر مع آخرين من أفغانستان هرباً من الغارات الأميركية على معاقل "القاعدة" هناك، متجهين إلى إيران.
ويضيف نعيم أن إيران استقبلت هؤلاء الجهاديين ومنهم أبو الخير المصري ومحمد شوقي الإسلامبولي، شقيق خالد الاسلامبولي، قاتل لسادات وغيرهم، وقامت بتسكينهم في معسكر شيده البريطانيون خلال احتلالهم لإيران، واستقدمت معهم أسرهم وأولادهم وأمدتهم بالدعم المالي واللوجيسيتي ووسائل الإعاشة، بل إن بعض هؤلاء الجهاديين رووا أن المعسكر كانت تحرسه قوات من الحرس الثوري ، وكانت تأتي إليهم ضابطات من الحرس الثوري كل يومين وتصطحب 5 من سيداتهم ونسائهم للتسوق وشراء مستلزمات معيشتهم.
ويقول مؤسس تنظيم الجهاد إن إيران كانت تخفي هؤلاء الجهاديين ومنهم أبو الخير عن أعين الأميركيين تمهيداً للتعاون معهم مستقبلا واستخدامهم في عمليات لحسابها، وطلبت منهم مراراً وتكراراً عدم استخدام الهواتف الجوالة بعد أن تمكنت المخابرات الأميركية من التقاط إشارات لمحادثات هاتفية لهم مع أسرهم في اليمن ومصر، وقدمت لإيران أدلة على ذلك طالبة منها تسليمهم، وهو ما رفضته طهران وأنكرت وجودهم على أراضيها من الأساس. وأشار إلى أن المخابرات الإيرانية وبختهم على عدم التزامهم بالتعليمات، وطالبتهم مرة أخرى بعدم تكرار ذلك مستقبلاً حرصاً على أمنهم.
ويضيف نعيم أن هؤلاء الجهاديين لم يلتزموا أيضاً بتعليمات طهران واستخدموا الهواتف الجوالة، ورصدتهم أميركا مرة أخرى وقدمت أدلتها، واضطرت إيران للاعتراف بوجودهم، وقامت بسجنهم في سجن_ايفين بطهران، ومنهم أبو الخير المصري وثروت صلاح ومحمد شوقي الإسلامبولي ومصطفى حمزة وذلك عام 2003، ثم ولسبب لا نعلمه غادروا جميعاً طهران في العام 2015 ومنها لتركيا وظهر بعضهم أخيراً في سوريا .
ويؤكد مؤسس الجهاد أن أبو الخير المصري تمت محاكمته في القضية رقم 8 لسنة 1998 جنايات عسكرية في مصر والمعروفة باسم " العائدون من ألبانيا "، وكان رقم 12 في لائحة الاتهامات في القضية وصدر ضده حكم غيابي بالإعدام.
هشام النجار، الباحث في الحركات الجهادية، قال لـ"العربية.نت"، إن أبو الخير كان من القيادات المهمة جداً بالنسبة للظواهرى ولتنظيم "القاعدة"، ولذلك أرسله لسوريا وكانت تسند إليه المهام المالية والإدارية، كما كان سبب إرساله لسوريا هو تطوير العمليات القتالية للتنظيم وتوفير الدعم اللوجستي للمقاتلين.