على مدار سنوات ، حظي المدرب الأسترالي آنجي بوستيكوجلو بسمعة طيبة واتسم بقدرته على إعادة بناء الفرق التي تولى تدريبها على مستوى الأندية. ولذا لم يتردد الاتحاد الأسترالي لكرة القدم في الاستعانة بالمدرب بوستيكوجلو /48 عاما/ ليتولى منصب المدير الفني للمنتخب الأسترالي عقب إقالة المدرب الألماني هولجر أوزيك. ورغم نجاح أوزيك في قيادة المنتخب الأسترالي إلى نهائيات كأس العالم 2014 بجدارة عبر التصفيات الآسيوية ، لم يتردد الاتحاد في إقالته بعد هزيمتين ثقيلتين في المباريات الودية بنتيجة واحدة صفر/6 أمام المنتخبين البرازيلي والفرنسي. وكانت الهزيمتان هما القشة التي قصمت ظهر البعير حيث كان السبب الرئيسي في رحيل أوزيك هو عدم قدرته على إجراء عملية إحلال وتجديد في صفوف الفريق وعدم نجاحه في الدفع بدماء جديدة في صفوف المنتخب الأسترالي. بينما عكف بوستيكوجلو ، المولود باليونان ، على إعادة تجديد دماء الفريق منذ توليه المسؤولية وذلك من خلال الدفع بنجوم شبان تدريجيا في صفوف الفريق. ولكن المشكلة الكبيرة التي تواجه بوستيكوجلو تتركز في عدم امتلاكه خبرة للتدريب خارج أستراليا حيث تقتصر هذه الخبرة على فترة ضئيلة في اليونان إضافة للخبرة التي اكتسبها من مشاركته مع الفريق في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ولكن هذه الخبرة قد لا تكون كافية لاسيما وأن الفريق لا يزال في مرحلة الإحلال والتجديد كما أن هذا المدرب سيقود الفريق في البطولة الكبيرة الثانية في غضون 16 شهرا فقط منذ توليه المسؤولية. وإذا كان خروج الفريق المبكر من المونديال البرازيلي دون تحقيق أي فوز أمرا طبيعيا في ظل قوة مجموعته التي ضمت معه منتخبات أسبانيا وهولندا وتشيلي ، فإن الجماهير لن تقبل بأقل من تكرار الوصول للمباراة النهائية في كأس آسيا مثلما حدث في البطولة الماضية عام 2011 بل إن البعض لن يقبل إلا بالحصول على اللقب في ظل إقامة البطولة في أستراليا. ويدرك هذا المدرب صعوبة التحدي الذي يواجهه ويعرف أن العبور من هذه المجموعة الصعبة التي تضم معه منتخبات الكويت وعمان وكوريا الجنوبية إلى دور الثمانية لن يكون سهلا على الإطلاق وإنما يحتاج لجهد كبير منه ومن اللاعبين أصحاب الخبرة وتركيز عال من اللاعبين الشبان. ولكن بوستيكوجلو ، الذي ارتبط مع المنتخب الأسترالي بعقد يمتد خمس سنوات يأمل في قيادة الفريق لتقديم بطولة قوية وعروض جيدة تكون بداية رائعة جديدة للفريق في تاريخ مشاركاته بالبطولة الآسيوية لاسيما وأنها الفرصة لتأكيد جدارة المدرب الوطني بعد سنوات طويلة تنقلت فيها قيادة الفريق بين المدربين الأجانب وخاصة من ألمانيا وهولندا.