قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن نظام بشار الأسد قتل مليون سوري، مشيراً إلى أن بلاده تسعى "لوقف إراقة الدماء".وربط الرئيس حل الأزمة السورية بمكافحة الإرهاب ولا سيما تنظيم "داعش" داخل سوريا، الذي توقع نهايته قريبا.
جاء هذا في مقابلة مع فضائية "العربية" السعودية تم بثها اليوم الجمعة، أجراها الإعلامي السعودي تركي الدخيل مع أردوغان خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض، ثاني محطات جولته الخليجية التي بدأها الأحد بزيارة البحرين واختتمها
اول أمس الأربعاء بزيارة قطر.وشدد أردوغان على أنه "يجب تأسيس منطقة آمنة خالية من الإرهاب ما بين جرابلس والراعي(شمالي سوريا)".ولفت إلى أن "هناك أزمة إنسانية كبيرة تتمثل باللاجئين، التي تستضيف تركيا 2.8 مليون منهم.
وشدد على "الحاجة لدعم جاد من دول الخليج وعلى رأسها السعودية لتحقيق الاستقرار في المنطقة وسوريا".وقال الرئيس التركي: "نظام الأسد القاتل قام بقتل الأبرياء وإن كان الرقم المعلن هو 600 ألف سوري، لكنني أقول إن الرقم أكثر من ذلك، فهو قرابة المليون حيث استخدم البراميل المتفجرة وكافة الأسلحة من الدبابات والمدفعية،
وقام بتدمير الحضارة وأيضاً الأماكن الأثرية، وفعل ذلك بشكل وحشي ودون تردد ولا يزال".
في حديثه عن جهود بلاده لحل الأزمة السورية ، تحدث أردوغان عن أكثر من جانب، في هذا الأمر أبرزها مكافحة الإرهاب والجهود الإنسانية، والسعي لوقف إطلاق النار عبر الجهود السياسية.
وشدد على أن سعيه الوحيد "هو محاولة وقف إطلاق النار ووقف إراقة الدماء".وبين أنه تم "التواصل مع روسيا من أجل تحقيق هذه الغاية، وقد تمكنا من الوصول إلى مرحلة ما في هذا الأمر.. في مرحلة أستانة".
وأشار إلى أنه في ذات الوقت يتم مكافحة الإرهاب في سوريا، قائلا: "ولا تنسوا أن هناك منظمة إرهابية تدعى "داعش" في المنطقة، ونحن نكافح هذه المنظمة الإرهابية أيضاً".
وتابع: "متى بدأنا نكافح بكل حزم هذه المنظمة؟ حين قامت باستهداف المواطنين الأتراك من الأبرياء في مدينة غازي عنتاب(جنوب) عندما استهدفوا عن طريق انتحاري جمعاً من المحتفلين بمناسبة عرس. ونحن إثر ذلك اتخذنا قراراً
وتوجهنا مباشرة إلى جرابلس(شمال سوريا) وعززت قواتنا كذلك الجيش الحر".وأضاف " لم تكن هناك منظمة "داعش" فحسب، بل كنا نكافح الإرهاب في أكثر من جبهة. كانت هناك منظمة "ب ي د " و"ي ب ك"، وكذلك قمنا بإزالة "داعش" من الراعي(شمالي سوريا)، ثم توجهنا إلى دابق أيضاً ووجدنا مقاومة
نوعاً ما وتم تطهيرها في النهاية".
وأردف: "والآن وصلنا إلى الباب والمعركة هناك مكثفة وحامية جداً، خاصة أن عملية "درع الفرات" ما زالت مستمرة، وأعتقد أنه خلال أيام قليلة سيتم تطهير الباب من داعش".
وتابع: "ومن ثم سنتوجه إلى منبج لأن منبج منطقة تابعة للعرب، لأن هناك "ب ي د" و"ي ب ك" ولابد من تطهير هذه المنطقة من عناصر هذه المنظمات الإرهابية. وقد عبرنا عن قلقنا إزاء ذلك للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما
من قبل وللإدارة الحالية، والآن تُتّخذُ بعض الخطوات ويبدأ هدف آخر وهو الرقة."واستدرك بالقول: "كما تعلمون الرقة تعتبر معقلاً أساسياً لـ"داعش"، ونحن كقوات تحالف يجب أن نحقق هدفنا هذا، وقد ذكرت ذلك لدونالد ترمب ولسائر الممثلين القادمين، وإذا استطعنا أن نتصرف عن طريق تطهير الرقة من "داعش"،
نستطيع أن نسلم المنطقة لسكانها الأصليين من إخواننا العرب، وبالتالي نكون قد وصلنا إلى مرحلة مهمة جداً في الطريق إلى تحقيق الاستقرار. نحن هنا في أمَسّ الحاجة لدعم جاد من دول الخليج وعلى رأسها السعودية".
وعلى الصعيد الإنساني، قال أردوغان إن بلاده تقوم بواجبها تجاه السوريين من تقديم المواد الغذائية والأدوية وما شابه ذلك، و"سنستمر بدعمنا للشعب السوري فلا يمكن أن نتركهم".
وبين أن "هناك أزمة إنسانية كبيرة تتمثل باللاجئين، نحن نستضيف الآن أكبر عدد منهم. هناك 2.8 مليون من السوريين في المخيمات وفي مدننا المختلفة".وأكد على أنه "يجب تأسيس منطقة آمنة خالية من الإرهاب ما بين جرابلس والراعي. وسنقوم بإعلان هذه المنطقة على أنها منطقة حظر جوي، وسنستمر ببرامج التدريب والتزويد للقوات السورية المحلية".
وكشف أنه تحدث في هذا الأمر "مع إخوتي السعوديين ومع أوروبا وأميركا، ويمكن أن نباشر في مشروع السكن وبناء المجمعات والدور لنمكن اللاجئين من العودة إلى أراضيهم، والسكن في هذه البيوت، وبالتالي نكون قد أقدمنا على خطوة
مهمة في طريق الاستقرار وهذا هو أملنا الكبير".وفي رده على سؤال ما إذا كان يرى أن "داعش" صنيعة لحكومات، قال أردوغان "نعلم أن منظمة "داعش" تتلقى دعماً من المجتمع الدولي، وهناك أطراف مالية قوية تدعم التنظيم.. هذا الأمر لا ينطبق على "داعش" فقط بل ينطبق على
منظمة "بوكو حرام" ومنظمة "الشباب" و"القاعدة" الإرهابية.وتابع: "نعلم أن هناك دولا تقف وراء المنظمات الإرهابية وتهدف إلى تقسيم وتمزيق منطقتنا ليس فقط من داخل العالم الإسلامي بل من خارجه".
ولفت في هذا الصدد إلى أن "الأسلحة التي تمتلكها المنظمات الإرهابية هي صنيعة الغرب. بهذه الأسلحة تمارس هذه المنظمات الإرهاب وتنتشر وليس فقط عند "داعش" بل عند ب ي د، و ي ب ك"
وأوضح :"أنا أقول على مستوى الأسلحة فقط تتوفر لهذه المنظمة الإرهابية أسلحة أمريكية وفرنسية وألمانية وغربية، وأقول للمسؤولين عندما ألتقي بهم إن هؤلاء يستهدفون المسلمين ويقتلونهم بأسلحتكم وهم دائماً يذكرون أسباباً أخرى".
وتوقع أردوغان نهاية داعش قريبا، قائلا: "هذه المنظمة هي منظمة إرهابية لا علاقة لها بالإسلام(...) تمارس الظلم بشكل كبير، وهذا الظلم سوف يكون سبباً أيضاً للقضاء عليها، نجد الآن أن منظمة "داعش" تعيش أيامها الأخيرة في سوريا".
وتابع: "لا يمكن أن تستمر أكثر، ونحن عازمون على مكافحتها. أنا أؤمن أن قوات التحالف أيضاً عازمة على هذا الأمر، وكذلك دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية".
وحذّر من أنه "وإن لم نبد مكافحة مشتركة للإرهاب في المنطقة فإن هذه المنظمات الإرهابية ستصبح مصيبة علينا في سائر المناطق وفي سائر مدن الخليج ودولتنا ودول أخرى."