ظهرت في السنوات القليلة الماضية أنواع جديدة وغريبة من الأسماك البحرية، بعضها قدم من البحر الأحمر عبر قناة السويس، وأخرى جاءت من المحيط الهندي.
ومن بين هذه الأنواع سمكة تسمى "الأرنب"، وهي نوع خطير من الأسماك السامة، يصيب من يتناوله بتسمم سريع، قد يصل في بعض الأحيان للوفاة.
سمكة الأرنب
ويقول الدكتور عبد الفتاح عبد ربه، أستاذ العلوم البيئية المشارك في قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية بغزة، إن سمكة الأرنب موطنها الأصلي في المحيط الهندي، ووصلت مؤخراً إلى البحر الأبيض المتوسط، واستوطنت فيه، وتكاثرت أعدادها على نحو لافت، وبدأت تخرج مع شباك الصيادين، وتشاهد في الأسواق الغزية أحياناً.
وقال عبد ربه لـ" صحيفة الأيام": هناك نوعان من سمكة الأرنب، إحداها لونه أخضر مع بني وهو غير سام، والنوع الآخر بني مع ابيض وهي خطيرة وسامة.
وبين عبد ربه أن تلك السمكة تحوي غدد سامة في الرقبة والرأس والكبد، وتناولها يؤدي إلى تسمم في الجهاز الهضمي للإنسان، مصحوب بحالات قيء وإسهال، وإذا كانت كمية السمك التي يتناولها الفرد كبيرة، ولم يحدث تدخل طبي سريع، قد تصل الحالة للوفاة.
وأكد أنه شاهد بعض الأسماك معروضة لدى باعة في أسواق القطاع، وحذرهم من بيعها، وبعضهم استجاب ورفع السمكة، وتجنب بيعها للمواطنين.
وعن سبب تسميتها بهذا الاسم، أشار إلى أن ذلك يعود لطريقة تنظيفها، فجلدها يسلخ كما الأرنب، خلافاً للطريقة التقليدية لتنظيف الأسماك.
ونوه إلى أنه في بعض البلدان الآسيوية حيث تنتشر بكثرة، لها طريقة تنظيف وطهي خاصة، تتم بعد إزالة مواطن السم فيها، وهم خبراء في ذلك، وهي سمكة شهية، لكننها في قطاع غزة نجهل هذه الطرق، لذلك من الأفضل عدم المغامرة بتناولها.
وطالب عبد ربه الصيادين والتجار بعدم بيع وترويج هذه السمكة الخطيرة والسامة، كما طالب الجهات المعنية بفرض رقابتها على الأسواق لمنع بيعها، داعياً في الوقت ذاته للمواطنين الحذر منها.
اسماك جديدة
ويقول الصياد محمود النجار، ويعمل على شاطئ بحر خان يونس، إن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت قدوم نوعين جديدين من الأسماك السامة، فبالإضافة إلى الأرنب، وصلت سمكة "عقربة النيل"، والتي تسمى محلياً "الحرباء".
ونوه إلى أن سمومية سمكة"عقربة النيل"، في أشوكها، فلدغة واحدة منها في يد أو إصبع الصياد، كفيلة بأن تشعره بآلام مبرحة تستمر يومين إلى ثلاثة أيام، قد يصاحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم وقشعريرة، والصيادون يتجنبونها، ويحرصون خلال تنظيف الشباك خشية أن تصيبهم أشواكها المؤذية، لكنها غير مؤذية إذا ما تم أكلها.
أما سمكة الأرنب، فهي بحسب النجار، لا تؤذي الصياد، بقدر ما تتسبب بأذى للمواطنين ممن يقبلون على تناولها، وهناك حالة وعي تشكلت مؤخرا لدى الصيادين، فمعظمهم يتخلصون منها فور صيدها، ولا يخلطونها مع الأسماك لبيعها، مؤكداً أنها لا تنشر بكثرة في البحر المتوسط.
وكانت التغيرات المناخية، دفعت أنواع جديدة من الأسماك لمغادرة مواطنها الأصلية، والوصول للبحر الأبيض المتوسط، واستوطنت في مياهه وتكاثرت، وقد اكتشفت أنواع جديدة من الأسماك، من بينها سكة "جوراني"، وهي سمكة جديدة اكتشفها العاملون في قسم الثروة السمكية في وزارة الزراعة بغزة، وأطلقوا عليها هذا الاسم تيمنا بزميل لهم، يدعى محمود الجوراني، وقد استشهد خلال العدوان الأخير.