استبعد مختصون في الشأن الإسرائيلي، إمكانية تدحرج التصعيد الإسرائيلي الراهن إلى حرب شاملة في قطاع غزة، على الأقل في المنظور القريب، مؤكدين في الوقت ذاته أن اشتعال كرة اللهب قد تؤدي بالأطراف إلى الوصول لمرحلة لا يمكن استدراكها وبالتالي الدخول في مواجهة مفتوحة.
وقالوا اليوم الاثنين: "إن (إسرائيل) كانت معنية بتجنب وقوع إصابات في صفوف المواطنين، واختيار أهداف ميدانية محددة، وذلك لتجنب الدخول في مواجهة مفتوحة، لا سيما وأنها لا تزال تداوي جراحها من الحرب السابقة على وقع تقرير المراقب العام للدولة الذي يتهم حكومة الاحتلال بالتقصير في المواجهة".
وكانت طائرات الاحتلال قد استهدفت عدة مواقع للمقاومة في قطاع غزة، اليوم، وذلك بدعوى سقوط قذيفة صاروخية في الأراضي المحتلة عام 48.
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور عدنان أبو عامر الخبير بالشأن الإسرائيلي، أنه من المبكر الحديث عن اندلاع حرب جديدة في غزة، مشيرا "إلى وجود ارتفاع في مستوى الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ مؤخرًا، وذلك لزيادة الكلفة على المقاومة، وذلك بخلاف ما كان قبل تولي افيغدور ليبرمان حقيبة الجيش".
واستدرك بالقول " إن هذا لا يعني الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة"، مشيرا الى ان القطاع يشبه الرمال المتحركة، وهذا لا يمنع وجود عوامل خارجة عن إرادة الطرفين قد تقود الى هذه المواجهة.
ويضيف " هذه الأسابيع او الأشهر القليلة لا اظن أن هناك حربًا، لاعتبارات تخص كل طرف، والمواقف الميدانية ليست مشجعة للدخول في هذه الحرب".وأيده المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي إذ أكدّ أن الحرب ليست في مخططات الأطراف، ولكن إسرائيل تبحث عن ذرائع لتحقيق اهداف معينة.
وأوضح مرداوي أن خيار المواجهة مكلف لذلك يتحاشاه الاحتلال، ولهذا كان حريصًا على عدم وقوع إصابات، كي لا يفقد السيطرة على الأوضاع والدخول لمواجهة مفتوحة.
وأشار الى أن المقاومة حريصة على التوازن بين خوض حرب ثقيلة وبين ألا تسمح للعدو بالتجاوز والاعتداء، ولذلك إذا ما تدحرجت الأوضاع فإنها قد تذهب بحرب ولكن في المحصلة ليست في المنظور القريب، مضيفًا: " يجب أن تدرك إسرائيل أن قدرة الاستيعاب محدودة".
من جهته، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي وديع عواودة أن ما جرى هو حدث موضعي تكرر مثله عشرات الاحداث، "لكن إسرائيل في المحصلة ليست راغبة ولا تملك القدرة على خوض حرب جديدة".
أضاف عواودة "إسرائيل لا تزال تداوي جراح الحروب السابقة، وغارقة في جدل حول الفشل الذي لازم إدارتها للحرب السابقة، عقب الكشف عن وثائق تم تسريبها من جلسات الحكومة المصغرة".