رام الله الإخباري
أطلق طبيب نفسي أمريكي يدعى جون غارتنر على الإنترنت عريضة طالب فيها بإقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أما السبب في ذلك فهو حسب هذا الطبيب أن ترامب "لديه فعلا مشاكل عقلية خطيرة تمنعه من القيام بمهامه على أحسن وجه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية"
. وجاء في العريضة التي يتحدث فيها جون غارتنر أن طلب إعفاء الرئيس الأمريكي الجديد من الاستمرار في تولي مهامه ضروري " بموجب البند الثالث في التعديل الخامس والعشرين الذي أجري على الدستور الأمريكي".
وفي يوم الخميس 2 فبراير-شباط الجاري، بلغ عدد الموقعين على العريضة قرابة 16 ألف شخص قدموا أنفسهم بوصفهم أطباء مختصين في الأمراض النفسية.
ما الذي ينص عليه الدستور فعلا؟
ولكن أطباء أمريكيين مختصين في علم النفس يرون أن هذا الطلب في غير محله لعدة أسباب يتعلق بعضها بالتعديل الدستوري المشار إليه في العريضة ويخص البعض الآخر الحجج التي يعتمدها الموقعون على العريضة أو الذين سيوقعون عليها بشأن حقيقة وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصحي النفسي. كما يُذَكّر هؤلاء الأطباء بمطالب مماثلة قُدمت من قبل حول الموضوع ذاته.
فالبند الثالث من التعديل الخامس والعشرين الذي طرأ على الدستور الأمريكي ينص على أنه بإمكان الذي يتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية " الإعلان بواسطة مكتوب يؤكد فيه عدم قدرته على ممارسة مهامه " وعلى أن هذا المكتوب ينبغي أن يُوجه إلى رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب.
وعندها يُمكن لنائب الرئيس استلام السلطة من بين الرئيس. ومن ثم فإنه من غير المعقول اليوم أن يعمد دونالد ترامب إلى القيام بهذه الخطوة في وقت يبدو فيه نشطا إلى حد كبير وحريصا على الدفاع بقوة عن مصالح بلاده.
ما قيمة الفحوص الافتراضية؟
أما بشأن الحجج التي يقدمها الموقعون على العريضة، فإنها لا تقوم على فحوص فعلية أجراها على الأقل بعضهم على الرئيس الأمريكي. بل هي نتيجة محاكاة لوصفة تم التوصل إليها عبر نماذج من الوصفات الافتراضية انطلاقا من مراقبة سلوكيات دونالد ترامب وتصرفاته ومزاجه.
وتخلص هذه الفحوص الافتراضية إلى أن ترامب لديه عدد من أعراض الأمراض النفسية منها فقدان شعور التعاطف مع الآخرين والنرجسية والرغبة في أن يكون دوما محل إعجاب. وإذا كان البروفسور الأمريكي آلن فرنسيس أحد كبار المختصين في الأمراض النفسية يرى أن ترامب لديه كل هذه المواصفات، فإنه يقول إنها غير كافية للتأكيد على أن الرئيس الأمريكي مختل المدارك.
ما موقف الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين من طلب إقالة ترامب؟
الحقيقة أن هذه الجمعية ترى أن طلب الدكتور غارتنر الداعي والدكاترة الموقعين على العريضة التي أطلقها وطالب فيه فيها بإعفاء الرئيس الأمريكي من مهامه غير مشروع.
وليست هذه المرة الأولى التي يطرح أمامها هذا الملف. ففي عام 1964 وقَّع 1189 طبيبا من المختصين في الأمراض النفسية والعقلية على مقال قالوا فيه إن باري غولدويتر مرشح الحزب الجمهوري آنذاك إلى الانتخابات الرئاسية كان غير قادر نفسيا على تحمل أعباء الرئاسة لأنه كان مصابا بمرض " البانارويا " وأنه كان معتوها في الوقت ذاته.
ولكن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين رأت أن ما كان يعبر عنه هؤلاء الأطباء إنما هو موقف سياسي. واتخذت إجراء سمي " إجراء غولدويتر" منعت بموجبه الأطباء النفسيين من الإفصاح علنا عن آراء ذات طابع طبي إلا إذا توافر فيها شرطان اثنان هما إجراء فحوص فعلية على الأشخاص المعنيين والحصول على إذن منهم للكشف عن ذلك للعموم.
وتجدر الإشارة إلى أن عددا من الأطباء الأمريكيين يرون اليوم أن دراسة النظام الذي ساهم في وصول ترمب إلى البيت الأبيض أفضل وأكثر جدوى من الاهتمام بصحته النفسية.
مونت كارلو الدولية