عزت صحيفة النيويورك تايمز التحول الكبير في سياسة الادارة الاميركية الجديدة حيال قضايا المنطقة ولا سيما الاستيطان الاسرائيلي في الارضي الفلسطينية المحتلة الى اللقاء الذي جمع الملك عبدالله الثاني والرئيس الاميركي دونالد ترمب امس الخميس.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي ترمب يتبنى بعض الركائز الأساسية للسياسة الخارجية لسلفه باراك أوباما، بما في ذلك تحذير إسرائيل من مغبة المضي قدماً في بناء المستوطنات، والطلب من روسيا الانسحاب من شبه جزيرة القرم والتهديد بفرض عقوبات على طهران بعد إجرائها اختبارات لصواريخ بالستية.
وكان البيت الأبيض اعتبر أن بناء وحدات استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو توسعة المستوطنات القائمة "قد لا تكون عاملاً مساعداً" لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي مؤكدا ان الرئيس ترمب لم يتخذ بعد موقفاً رسمياً حيال هذا الموضوع.
وجاء اللقاء الذي جمع ترمب بجلالة الملك، وهو من أكثر القادة الذين يحظون باحترام كبير لدى الإدارة الأميركية، قبل لقاء مرتقب يجمع ترمب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والأردن من أشد الدول معارضة لبناء مستوطنات إسرائيلية جديدة أو توسيع القائم منها.
أما بالنسبة للسياسة الأميركية تجاه روسيا اشارت الصحيفة الى تصريحات السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي التي قالت فيها ان بلادها لن ترفع العقوبات المفروضة على روسيا دون أن تتوقف الأخيرة عن العبث باستقرار أوكرانيا وتسحب قواتها من شبه جزيرة القرم.
وفيما يخص إيران، قالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية الجديدة تعمل حالياً على إعداد عقوبات اقتصادية شبيهة بتلك التي فرضتها إدارة الرئيس السابق على إيران قبل أكثر من عام. ومع ذلك، لم يُظهر البيت الأبيض أي نية لتقويض الاتفاق النووي الإيراني، رغم الانتقادات الشديدة التي وجهها ترمب له خلال حملته الانتخابية.
وبالعودة إلى ملف المستوطنات، قالت الصحيفة إن نتنياهو لن يكون مسروراً بالتصريحات الأخيرة للبيت الأبيض، وخاصة أن حكومته الائتلافية كانت ترى أن فوز ترمب بالرئاسة الأميركية سيطلق العنان لها من أجل زيادة أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي أعقاب تنصيب الرئيس الأميركي ترمب ، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عزمها الموافقة على بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وأتبعت ذلك بخطط لبناء ثلاثة الاف وحدة إضافية.
وكان نتنياهو تعهد الأربعاء الماضي ببناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، والتي ستكون الأولى منذ عدة سنوات.
ولفتت الصحيفة الى ان نتنياهو يرى أنه بات متحرراً من القيود التي فرضتها عليه واشنطن خلال السنوات الماضية، وهو ما شجعه على إطلاق مثل هذه التصريحات.
وكان ترمب تعهد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، إلا أن البيت الأبيض قرر التمهل في اتخاذ هذه الخطوة خوفاً من حدوث ردود فعل عنيفة على الخطوة.
وقال البيت الأبيض في بيان امس "إذا كنا لا نعتقد أن وجود المستوطنات عقبة في طريق السلام، فإن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع تلك الموجودة خارج حدودها الحالية قد لا يساعد على تحقيق هذا الهدف".
وأشار البيان إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب "لم تتخذ موقفا رسميا من النشاط الاستيطاني" وتتطلع لإجراء مناقشات عندما يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترمب في وقت لاحق هذا الشهر.
ويعتبر هذا البيان تحولا كبيرا عن التصريحات السابقة التي أطلقها الرئيس الأميركي للدفاع عن بناء المستوطنات الإسرائيلية، وذلك قبل أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة للقاء الرئيس ترمب.
واعرب ترمب خلال مراسم أداء وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيلرسون اليمين القانونية التي اقيمت في البيت الابيض الليلة الماضية، عن قناعته أن هناك فرصة سانحة حاليا لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط رغم الظروف الصعبة التي تمر بها هذه المنطقة.
وأضاف إن الوقت قد حان لاعادة النظر في السياسة الخارجية الأميركية بما فيها السياسية حيال الشرق الاوسط.