رام الله الإخباري
دخل سامر محاضرة الماجستير في جامعة النجاح في نابلس شمال الضفة الغربية وخرج بعد ثلاث ساعات ليجد صورة منتشرة بأنه "أسير أفلت من قبضة آسريه" على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت.
وسامر عودة (29 عاما) من بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، كان يوم الأحد الماضي ضحية جديدة من ضحايا شبكات التواصل الاجتماعي وتسرّع المشتغلين بالإعلام الجديد سعيا وراء السبق الصحفي.
فمع ساعات عصر الأحد أعلن الاحتلال عن إفلات أحد الأسرى من قبضة جنوده أثناء اصطحابه لمستشفى العفولة لإجراء فحص طبي له.
خطأ في الترجمة من جانب الاحتلال غيّر اسم الأسير المقصود من (سامر بني عودة) إلى (سامر عودة)، وهو ما حدا بإحدى الصفحات للبحث عن صاحب الاسم الأول عبر محرك بحث "غوغل"، لتظهر له صورته في مقدمة نتائج البحث.
ومما أقنع صاحب الصفحة التي تناقلت عنها بعض المواقع الإخبارية، بصحة بحثه هو كون صاحب الصورة أسيرا محررا أمضى عامين في سجون الاحتلال قبل أن ينال حريته عام 2009.
وتعتبر عائلة عودة أكبر عائلات بلدة حوارة، وتتفرع عنها عائلات عديدة تشكل بمجملها أكثر من ثلثي سكان البلدة، حسب بلدية حوارة.أما عائلة بني عودة، فهي إحدى عائلتين رئيستين ينتمي لهما أغلب سكان بلدة طمون شرق محافظة طوباس.
أخطاء تتكرر
وليست هذه المرة الأولى التي يقع فيها الإعلام الجديد في خطأ ناجم عن تشابه الأسماء، ففي 31 يوليو 2016 استشهد رامي عورتاني برصاص الاحتلال على حاجز حوارة، وسارعت بعض المواقع لنشر صورة لشخص آخر يحمل نفس الاسم.
وعلق سامر عودة على ما حدث معه لوكالة صفا الاخبارية المحلية قائلا: "تفاجأت لدى عودتي من الجامعة باتصال من عمتي تخبرني فيه بتداول صورتي الشخصية مع خبر يتحدث عن فراري من الاعتقال".
ويشير عودة إلى أن العديد من الأصدقاء والمعارف سارعوا للاتصال به للتحقق من الأمر، ومما زاد من اقتناعهم بالأمر هو تأكيد الموقع بأن الأسير من حوارة.
عودة وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، أوضح أن هذا الخطأ أوقع العائلة في حالة من الإرباك والقلق، مبينا أن خالته وهي كبيرة بالسن تأثرت نفسياً وانتابها قلق وخوف شديد عليه.
ويضيف: "هناك أسرى محررون عشت معهم في السجون، ظنوا أن الخبر صحيح فاتصلوا بعائلتي ليتأكدوا".
ويرى عودة الذي يعمل في مجال التسويق والكمبيوتر ويدرُس ماجستير ترجمة في جامعة النجاح، أن العمل الصحفي يجب أن يترك للمتخصصين الذين يعرفون أخلاقيات المهنة وضوابط النشر وطرق التحقق من المعلومة قبل نشرها.
وكمثال على خطورة مثل هذه الأخطاء، يروي عودة حالة مشابهة لصديق له تعرض لحادث سير واصطدام بسيارة للمستوطنين، وسارعت بعض المواقع وصفحات "الفيس بوك" للحديث عن عملية دهس.
ويضيف: "لولا أن الاحتلال اقتنع من ملابسات الحادث أنه حادث سير عادي، لكان قد تعرض للاعتقال والحكم عليه لسنوات".وتمكن الأسير سامر علي عبد القادر بني عودة (32 عاما) من الإفلات من قبضة آسريه أثناء وجوده في مستشفى العفولة.
وعلى الفور نشر جيش الاحتلال صورته ونشرت أوصافه، وباشرت طائرات مروحية عمليات البحث عنه، وأقامت قوات الاحتلال الحواجز ونشرت الدوريات والخيالة للبحث عنه.
ولم تفلح المنظومة الاستخبارية للاحتلال بعد مرور يومين بإعادة اعتقاله، وفي بلدة عزون شرق قلقيلية ذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال أغلقوا مداخلها صباح الثلاثاء، وداهموا منازل المواطنين وفتشوها بحثاً عنه.
وكالة صفا