وقع مئات آلاف البريطانيين على عريضة شعبية تطالب الحكومة بعدم استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في لندن، رداً على القرارات المثيرة للجدل التي وقعها مؤخراً، ومن بينها قرار منع مواطني 7 دول من دخول الولايات المتحدة.
واستقطبت العريضة الشعبية التي بدأ التوقيع عليها، الأحد، أعداداً هائلة من البريطانيين، حيث قال القائمون عليها إن أكثر من 1500 شخص يوقعون عليها كل دقيقة، ويتوقع أن تحصد تأييد ملايين البريطانيين الراغبين بعدم استقبال ترمب في بلادهم، فيما تأتي هذه العريضة الشعبية بعد أقل من يومين على الزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى واشنطن ولقائها مع ترمب في البيت الأبيض.
ويجري التوقيع على العريضة إلكترونياً عبر موقع حكومي مخصص لهذا الغرض، وهو موقع يتيح لأي مواطن بريطاني أن يطرح مطلبه في عريضة شعبية ويدعو الناس للتوقيع عليها، إلا أن أي عريضة تجمع عشرة آلاف توقيع فأكثر تستوجب أن تقوم الحكومة بالرد عليها أو توضيح الموقف من المطلب الوارد فيها، أما في حال حصلت العريضة على 100 ألف توقيع فأكثر فهذا يعني أنه يتوجب على البرلمان البريطاني أن يناقش مضمونها ويتخذ قراره بشأنها.
وأطلق الحملة الشعبية ناشط بريطاني يُدعى غراهام غيست صباح الأحد، لكن الموقعين على العريضة تجاوزوا ربع مليون شخص عند الساعة الثانية ظهراً بتوقيت غرينتش، أي خلال ساعات قليلة من إطلاقها، فيما يتوقع أن يتجاوز عدد الموقعين على العريضة المليون بريطاني، وذلك في حال استمر تدفق الموقعين عليها بهذه الدرجة من النشاط.
وتقول العريضة إن "دونالد ترمب يُفترض أن يُسمح له بدخول بريطانيا كونه رئيساً للحكومة في الولايات المتحدة، لكنه يجب ألا تتم دعوته إلى بريطانيا في زيارة دولة رسمية، لأنه قد يسبب الارتباك والأذى لجلالة الملكة".
ومن المعروف أن القادة البارزين في العالم تتم دعوتهم إلى زيارة بريطانيا كضيوف على الملكة فيما يُسمى بروتوكولياً (زيارة دولة)، ويُسمح للملكة كل عام أن توجه الدعوة لعدد محدود من قادة العالم لزيارة لندن في إطار "زيارة دولة"، وعندما يحل أي ضيف في "زيارة دولة" فهذا يختلف تماماً عن المسؤولين السياسيين الذين يقصدون لندن من أجل إجراء مباحثات مع نظرائهم ومن ثم يُغادرون.
وتشهد بريطانيا حالة من الغضب المتصاعد ضد قرارات ترمب الأخيرة، خاصة قرار منع مواطني سبع جنسيات من دخول الأراضي الأميركية، وهو القرار الذي أشعل حالة من الجدل في وسائل الإعلام البريطانية، كما أعلن كل من حزب العمال البريطاني بزعامة جيرمي كوربن وحزب الديمقراطيين الأحرار بزعامة تيم فارون توحدهما في المطالبة لإلغاء زيارة الدولة المقررة في وقت لاحق لترمب إلى بريطانيا.