سكان الكرفانات في غزة يعيشون أوضاعاً مأساوية تزامناً مع المنخفض الجوي

سكان الكرفانات

رام الله الإخباري

جدد المنخفض الجوي، الذي تتأثر فيه البلاد، معاناة أسرة أحمد أبو ريدة من بلدة خزاعة جنوب شرق قطاع غزة، التي تقطن في بيت متنقل "كرفان" بعد تدمير منزلها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير قبل أكثر من عامين.

"كانت الليلة الماضية صعبة للغاية علينا بفعل الرياح والأمطار الشديدتين، ولم نشهد خلالها طعما للنوم أو الراحة"، قال أبو ريدة (31 عاما)، لافتا الى أن حالة من الخوف والفزع انتابت أطفاله الثلاثة من صوت الرياح العاتية التي كادت أن تقتلع "الكرفان".

وكانت دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها الأخير صيف 2014 منزل أبو ريدة المكون من طابقين، ومنذ ذلك الوقت لا تزال اسرته تسكن "الكرفان" في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية.

"الكرفان" عبارة عن بيت صغير لا تتجاوز مساحته عدة مترات مربعة، جدرانه من الخشب وسقفه من الصفيح "الزينكو".نالت بلدة خزاعة الزراعية الواقعة على الحدود الشرقة لمحافظة خان يونس، نصيبا كبيرا من الدمار خلال العدوان الإسرائيلي.

وأكد أبو ريدة الذي كان يجلس بجوار موقد مشتعل بالنيران برفقة أفراد اسرته، أنه في كل منخفض جوي تتجدد معاناتهم خاصة في ظل أصوات الصفيح الناتجة عن سرعة الرياح وقوتها، وكذلك تدفق مياه الأمطار الى داخل "الكرفان" وغرق فراشهم وملابسهم.

وتابع لـ"وفا"، إنهم يعانون من البرد الشديد الذي تسبب بمرض أطفاله، وأصابتهم بنزلات برد، مشيرا الى أن معاناتهم تزداد في ظل عدم وجود التيار الكهربائي، حيث يعتمدون على ايقاد الحطب للتدفئة.

وشنت إسرائيل في صيف 2014 عدوانا على القطاع استمر 51 يوما أدى الى استشهاد وجرح آلاف المواطنين وتدمير آلاف المنازل والوحدات السكنية.ورغم مرور أكثر من عامين على وقف العدوان الإسرائيلي، لا تزال آلاف الاسر الفلسطينية ممن دمرت منازلها مشردة حسب جهات محلية ودولية.

أسرة أحمد أبو ريدة واحدة من هذه الأسر التي لم يعد بناء شقتها المدمرة، بيد أن عملية الاعمار لم تعد بناء الا طابق واحد من بيتهم المدمر يعود لأسرة والده.وكان المانحون في مؤتمر القاهرة قد تعهدوا بتقديم أكثر من 3 مليارات دولار لإعادة اعمار ما دمرته إسرائيل في قطاع غزة خلال حربها الضروس.

لكن أبو ريدة يطالب بوضع حد لمحنة أسرته المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي تتفاقم أيضا خلال أيام الصيف الحارقة.كذلك شنت إسرائيل في عامي 2005 و2012 عدوانين على الشريط الساحلي الصغير أدت الى استشهاد وجرح آلاف المواطنين وتدمير عشرات المنازل.

الخبير الاقتصادي والمتابع لملف الاعمار ماهر الطباع، أكد أنه بعد مرور أكثر من عامين على انتهاء عدوان صيف 2014، فإن عملية إعادة الإعمار تسير ببطء.

وشدد الطباع لـ"وفا"، على أن ما تم صرفه لإعادة اعمار غزة هو 46% أي مبلغ 1.596 مليار دولار من أصل 3.5 مليار دولار، مجددا تحذيره من أن عملية إعادة الإعمار ستستغرق سنوات طويلة في حال لم يحدث أي تغير جوهري في السياسات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة وإنهاء الحصار المفروض منذ 12 عاما.

ويعاني سكان قطاع غزة (2.15 مليون نسمة) من تبعات الحصار الإسرائيلي حيث تصل نسبة البطالة الى 43%، ونسبة الفقر الى 60%، فيما يعتمد 80% على المساعدات الطارئة.

 

وكالة وفا