أدت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئة، بشأن نية الولايات المتحدة إنشاء مناطق آمنة في سوريا، إلى ردود فعل متحفظة من جانب روسيا، وأخرى مؤيدة من الطرف التركي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، إن واشنطن لم تنسق مع موسكو قبل الإعلان عن نيتها إنشاء مناطق آمنة في سوريا، محذرا الولايات المتحدة من أن عليها أن "تدرس عواقب ذلك".
وتابع بيسكوف: "من المهم ألا تفاقم الخطة الوضع بالنسبة للنازحين. ينبغي على الأرجح بحث كل العواقب".وفي المقابل أعلنت الخارجية التركية أن أنقرة تؤيد منذ فترة إقامة مناطق آمنة داخل سوريا، مشيرة إلى أنها تنتظر نتائج دعوة ترامب لإقامة مثل هذه المناطق.
وأضافت الخارجية: "طالما طالبت تركيا بإنشاء مناطق آمنة في سوريا، وتأمين جرابلس مثال على ذلك".وفي وقت سابق قال ترامب إنه "سيقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سوريا" لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك، فيما اعتبر مخاطرة بإمكانية الزج بمزيد من القوات الأميركية إلى الصراع السوري، بخلاف نهج الرئيس السابق باراك أوباما.
وطبقا لوثيقة اطلعت عليها "رويترز" يوم الأربعاء، فمن المتوقع أن يأمر ترامب وزارتي الدفاع والخارجية في الأيام القادمة بوضع خطة "المناطق الآمنة".
وتقول المسودة: "توجه وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع في غضون 90 يوما من تاريخ هذا الأمر، بوضع خطة لتوفير مناطق آمنة في سوريا وفي المنطقة المحيطة، يمكن فيها للمواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم انتظار توطين دائم، مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث".
لكن الوثيقة لم تقدم أي تفاصيل بشأن تلك المناطق الآمنة وأين ستقام على وجه التحديد، ومن سيتولى حمايتها.وإذا قرر ترامب فرض قيود على الطيران فوق هذه المناطق، فقد يتطلب ذلك زيادة في حجم القوة الجوية الأميركية أو القوة الجوية للتحالف، وقد يتطلب هذا أيضا نشر قوات برية لتوفير الأمن، كما أنه يفتح باب الاحتمالات أمام مواجهات مباشرة بين القوات الأميركية والروسية فوق سوريا.
ويحذر مسؤولون عسكريون أميركيون منذ وقت طويل، من أن إقامة مناطق حظر طيران داخل سوريا ستتطلب عددا كبيرا من الموارد الإضافية، بخلاف القتال ضد تنظيم "داعش"، وسيكون من الصعب ضمان أن المتطرفين لا يخترقون تلك المناطق.