تحولت واشنطن إلى حصن فعلي، الخميس 19 يناير/كانون الثاني 2017، قبيل تنصيب دونالد ترامب رئيساً للبلاد، فيما خرج ألوف إلى شوارع نيويورك؛ للتعبير عن استيائهم من إدارته القادمة.
ومن المتوقع أن يتدفق على شوارع واشنطن نحو 900 ألف مواطن سواء من مؤيدي ترامب أو من معارضيه؛ لحضور مراسم التنصيب، وفقاً لتقديرات الجهات المنظمة للحدث. وتشمل المراسم أداء اليمين على درج الكونغرس وموكباً إلى البيت الأبيض يطوف الشوارع التي سيحتشد فيها المتابعون.
وعدد الاحتجاجات والاحتشادات المزمعة هذا العام أكبر كثيراً من المعتاد في مثل هذه المراسم؛ إذ صدر نحو 30 تصريحاً لتجمعات مناهضة لترامب في واشنطن، كما أن هناك تجمعات مزمعة في مدن تمتد من بوسطن إلى لوس انجليس، وكذلك في مدن بالخارج؛ منها لندن وسيدني
بدء التظاهرات
وعشية يوم التنصيب، خرج آلاف في نيويورك للمشاركة في تجمع عند فندق (ترامب إنترنايشونال أوتيل آند تاور) ثم ساروا إلى مسافة قريبة جداً من برج (ترامب تاور)، حيث يقيم قطب العقارات ورئيس الولايات المتحدة الجديد.وشارك في الجمع عدد من السياسيين والنشطاء والمشاهير، من بينهم بيل دي بلازيو رئيس بلدية نيويورك والممثل أليك بولدوين الذي يحاكي دور ترامب في برنامج (ساترداي نايت لايف).
وقال دي بلازيو: "قد يتحكم دونالد ترامب في واشنطن، لكننا نتحكم في مصائرنا كأمريكيين... نحن لا نخاف من المستقبل؛ بل نرى أن المستقبل وضاء لو أمكن سماع أصوات الناس".
"مكافحة ترامب كل يوم"
وحمل المتظاهرون لافتات كتبوا على بعضها "مكافحة ترامب كل يوم"، و"العدالة والحقوق المدنية للجميع" و"الحب يتغلب على الكراهية" وقال المصمم المتحدر من نيويورك باتريك مافروس: "نحن نواجه إدارة ترامب والقيم التي تمثلها إدارته".
وأضاف: "هذا يرمز إلى حقيقة أن الناس لن يقفوا مكتوفي الأيدي أو يتركوهم يفعلون ما يريدون"، موضحاً: "سنراقب (الوضع) ونضعهم في مواجهة مسؤولياتهم".
وقال كارول باي المعالج النفسي الذي حضر الى التظاهرة ترافقه زوجته: "نحن هنا؛ لأننا نشعر بأننا سنفقد كل مكاسب السنوات الخمسين الفائتة"، وهي على حد تعبيره: "الحقوق المدنية وحرية التعبير والحق في الصحة وحقوق المرأة، إلخ".
واعتبر بيل دي بلاسيو الذي أبدى مراراً معارضته لترامب، خصوصا فيما يتعلق بمسائل الهجرة، أن "الغد ليس النهاية، إنه البداية".أضاف: "لا نخشى المستقبل، وهو سيكون أفضل إذا كان صوت الشعب مسموعاً".
احتياطات أمنية
وفي واشنطن، اصطفت سيارات الشرطة بمعظم أجزاء طريق بنسلفانيا أفنيو الذي سيمر منه الموكب، وأنزل عمال حواجز من على شاحنات وأقاموا متاريس ووضعوا شريطاً فاصلاً عند الرصيف.
وقال وزير الأمن الداخلي جيه جونسون، إن الشرطة تسعى للفصل بين المجموعات باستخدام أساليب شبيهة بتلك التي استُخدمت خلال المؤتمرات السياسية العام الماضي.
وقال لمحطة إم إس إن بي سي: "الشيء المقلق هو أن بعض هذه المجموعات مؤيدة لترامب وبعضها معارضة له، لذا فقد لا تسير الأمور على ما يرام إن هي تجمعت في المساحة نفسها".
وثار غضب معارضي ترامب لما أدلى به خلال حملته من تصريحات عن النساء والمهاجرين والمسلمين وتعهده بإلغاء قانون الإصلاح الشامل للرعاية الصحية المعروف باسم "أوباما كير" وببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.
أما أنصاره، فهم معجبون بخبرته في قطاع الأعمال؛ فهو مطور عقاري بارز وأحد نجوم تلفزيون الواقع، وهم يعتبرونه من خارج دوائر الحكم والسياسة التقليدية وسيتبنى نهجاً جديداً في السياسات.
ومن المقرر إقامة طوق أمني حول مساحة نحو 8 كيلومترات مربعة وسط واشنطن بالاستعانة بقرابة 28 ألفاً من أفراد قوات الأمن، واستخدام أسيجة تمتد عدة كيلومترات، وحواجز طرق، وشاحنات محملة بالرمل.
وكانت جماعة من المحتجين، تُعرف باسم (ديسرابت جيه 20) أو (عطِّلوا تنصيب ترامب في 20 يناير)، قد تعهدت بتنظيم مظاهرات عند كل نقطة من نقاط التفتيش الاثنتي عشرة ومنع الوصول إلى احتفالات التنصيب في متنزه (ناشيونال مول) في قلب واشنطن.
وتعهدت الشرطة ومسؤولو الأمن أكثر من مرة بضمان حقوق المحتجين الدستورية في حرية التعبير والتجمع السلمي ومن المتوقع أن تقل حشود اليوم كثيرا عن المليوني شخص الذين حضروا تنصيب أوباما رئيسا للمرة الأولى في 2009 وأن تكون في حدود المليون الذين شاركوا في تنصيبه في فترته الثانية عام 2013.