أثار قرار بلدية غزة المزمع تنفيذه بداية العام القادم بالشروع في حملة تنظيم البسطات وتعديات بعض أصحاب المحلات الشارع الغزي ما بين مؤيد ومعارض.
وتهدف الحملة لجعل الشوارع أكثر نظاماً وترتيباً لتسهيل حركة المواطنين والسيارات بشكل حضاري بعيداً عن الفوضى, بحسب ما صرح المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية \"أيمن البطنيجي\".
التجار يرفضون
التاجر \"محمد خالد\" صاحب بسطة خضار وفواكه بين أن مثل هذا القرار بالنسبة له سيء جداً, لأن البسطة هي مصدر دخله الوحيد.
وقال\"سينقطع رزقي ولن أستطيع دفع آجار المنزل وسأصبح أبحث عن السرقات فأنا لدي 7 أطفال وكل التجار نفس حالتي وفروا لي فرصة عمل بـ1000 شيقل في الشهر ولن آتي للسوق بعدها\".
وطالب خالد بتوفير أماكن لهم قبل أن يتم إزالتهم حتى يستطيعوا أن يستمروا في عملهم وأن تراعي البلدية ظروفهم في ظل هذا الحصار.
أما التاجر \"ماهر صلاح\" عبر عن رفضه لمثل هذه الحملة \"أنا ضد قرار البلدية وهذا القرار فيه قطع رزق لأناس كثيرون\", مطالباً البلدية بأن يعملوا على راحة التجار ونظافة السوق\".
وأوضح أنهم التجئوا إلى مهنئة البيع في الأسواق حتى يبتعدوا عن أي طريق سيئة يندمون عليها.
وناشد صاحب البسطة المسؤولين ومؤسسات حقوق الإنسان بالعمل على إعادة عمله وزملائه على البسطات، لصعوبة إيجاده عملٍ بديل خلال هذه المرحلة، خاصّة وأنّ أسواق غزة باتت تعاني حراكًا اقتصاديًا مترديًا.
ووصل عدد العاملين العاطلين عن العمل نحو 200 ألف عامل منهم من كان يعمل في المصانع والورش، ومنهم عمال البناء والإنشاءات، وعمال الأنفاق، خاصة مع ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وتفشيهما في أوساط المجتمع الغزّي.
الرصيف من حقنا
المواطن أشرف صرصور عبر عن ارتياحه لهذا القرار أصبحنا لا نستطيع السير على الرصيف الذي هو من حقنا بسبب التعديات المنشرة من قبل أصحاب المحلات والبسطات العشوائية.
بينما يقول بلال ثابت \"إذا كل واحد بدوا يحط بسطات للبيع ما حيقدروا الناس المشي بالشارع والفوضى ميزة العرب وحب النفس ولا يبالوا ببلدهم ومنظرها والمحافظة علي النظام ليس معناه أن الحكومة فاسدة\".
حملة تنظيم وليست إزالة
بدوره, قال مدير عام الإدارة العامة وللتنظيم في بلدية حاتم الشيخ خليل في حديث له إن الحملة هي عبارة عن حملة تنظيم وليست إزالة ستبدأ في العاشر من الشهر القادم, لكن خلال الثلاث أيام القادمة سيتم توزيع منشورات إرشادية على أصحاب المحلات المتعدين على الأرصفة وأصحاب البسطات العشوائية, ثم بعد ذلك سنرسل لهم إخطار تحذيري.
ونوه إلى أنه سيتم إرسال إخطارات قانونية قبل تنفيذ الحملة بيومين أي في الثامن من الشهر الحالي تطالبهم بضرورة التنفيذ خلال 48 ساعة.
وأشار إلى هناك بديل لأصحاب البسطات الشعبية في سوق اليرموك حيث تبين أن عدد كبير منهم له \"كرفان\" في سوق اليرموك, كما سيتم اعتماد منطقتين في محيط الجامعة الإسلامية وسيتم نقل بعض التجار إلى هناك من خلال التأجير من قبل المستثمرين حيث سيتم إنشاء ما يقارب 50 كرفان.
وبين أن هذه الحملة جاءت بعد وصول شكاوي من بعض المدارس لوجود الباعة المتجولين على أبوابها يسببون إزعاجاً لها, بالإضافة إلى العيادات الطبية وبعض المساجد أيضاً قدمت شكاوي بسبب تجمهر الباعة أمام الأبواب وترك القمامة أمام المساجد والتشويش على المصلين.
الشرطة تطالب بالالتزام
من جهته, طالب المقدم البطنيجي التجار وأصحاب المحلات التجارية وأصحاب البسطات على سرعة إزالة كافة المعيقات عن الأرصفة والشوارع الرئيسية منذ الآن وعدم مخالفة القانون بأي شكل من الأشكال لأن هذه الإجراءات تصب جميعها في مصلحة المواطن وتزيد من الشكل الحضاري للمجتمع الفلسطيني .
وأفاد أن الأماكن المستهدفة من حملة إزالة التعديات في محافظة غزة ستشمل الأسواق والشوارع الرئيسية والمفترقات ومداخل المستشفيات والمراكز الصحية والجامعات والمساجد ومعارض السيارات وهي على النحو التالي:
الأسواق / الشجاعية سوق الخضار – مفترق صلاح الدين – البسطات – شارع الشوا ( السكة ) – المنتزه سوق الزاوية – سوق فراس – ميدان فلسطين – فهمي بيك – سوق الشيخ رضوان – سوق الشاطئ – اليرموك.
الشوارع والمفترقات / عمر المختار من الشجاعية للميناء – الشيخ رضوان الشارع الأول – شارع النصر – شارع الجلاء – الثلاثيني - الوحدة.
مداخل المستشفيات والمراكز الصحية / مستشفى الشفاء – السويدي – الصبرة ( السلام ) .
الجامعات / الجامعة الإسلامية – جامعة الأزهر – جامعة الأقصى. جميع مساجد محافظة غزة بالإضافة إلى معارض السيارات.
ويعاني المواطنون في قطاع غزة، صعوبة في تردي الأوضاع الحالية وتفاقم للمعاناة خاصة بعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأخير، والذي ألجأ كثير من العمال إلى البحث عن قوت يومهم من خلال إقامة مشروع بسيط يدر بدخل يومي على أسرهم كالبسطات في الأسواق والطرقات لمواجهة الفقر وأوجاعه.