رام الله الإخباري
توقّع محللون سياسيون عراقيون انهيار جهود السلام في الشرق الأوسط وتزايد وتيرة العنف والتطرف، حال أقدم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، على خطوة نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وقال واثق الهاشمي، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية في بغداد (غير حكومية)، إن "نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس إذا تمت فعلا، فستكون أولى الخطوات غير الموفقة للرئيس الأمريكي المنتخب، وستضرب بقوة جهود التسوية السلمية والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأضاف في حديث للأناضول أن "الإجراء من شأنه إعادة العنف إلى المنطقة، ويضع ترامب تحت ضغوط الطرف الإسرائيلي الذي منحه وعودا في حملته الانتخابية بنقل السفارة إلى القدس، تضاف إلى ضغوط مضادة من الأطراف العربية والإسلامية".
وأشار الهاشمي إلى أن "خطوة ترامب إن تمت ستنهي جهود السلام والتسوية القائمة الفلسطينيين والإسرائيليين منذ سنوات وستخلق مزيدا من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط".
وكان ترامب الذي انتخب رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.ومن المقرر أن يجري تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، رسميًا في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
بدوره، قال قحطان الخفاجي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد، إن "مقترح ترامب بنقل السفارة توجُه جديد للتصعيد في المنطقة، وقد يتراجع عن خطوته بسبب الضغط الكبير الذي سيتعرض له من حلفائه من الدول الإسلامية والعربية إلى جانب المخاوف من التصعيد الأمني".
وأوضح للأناضول أن "خشية إدارة ترامب من تصاعد وتيرة التطرف في المنطقة، قد يدفعهم إلى التراجع عن خطوتهم".إلى ذلك، أشار المحلل السياسي، رحيم الشمري، إلى أن "ترامب يتبنى شعاراً بدعم الإسرائيليين وسيتخذ كل الخطوات التي تقود إلى ذلك".
وقال الشمري لـ"الأناضول"، إن "خطوات ترامب القادمة من شأنها قلب المعادلة في منطقة الشرق الأوسط، وما يسعى للقيام به على الصعيد السياسي يختلف عن سلفه من الرؤساء الخمسة للولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1984".
ومنذ تبني الكونغرس الأمريكي، قراراً في العام 1995 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دأب رؤساء الولايات المتحدة على توقيع قرارات كل 6 أشهر بتأجيل نقل السفارة "من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة"، حسبما تنص تلك القرارات.والقدس في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل؛ حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.
وأمس الأول الثلاثاء، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الفلسطينية، إن نقل السفارة سيقضي على عملية السلام، وسيترك آثارا مدمرة على أمن المنطقة واستقرارها.
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في أبريل/نيسان 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن المعتقلين القدامى في سجونها، والالتزام بحل الدولتين على أساس حدود 1967.
وأعلنت منظمة التحرير الفلسطينية، مراراً، رفضها نقل السفارة محذرة من احتمال أن تقضي هذه الخطوة على أي أمل في التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
واحتلت العصابات الصهيونية المسلحة الشطر الغربي من القدس عام 1948، ثم احتلت إسرائيل الشطر الشرقي عام 1967، وفي عام 1980 أقر الكنيست (البرلمان) قانونا بضم هذا الشطر، ثم جرى إعلان "القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة إسرائيل"، في خطوة لا تعترف بها الأمم المتحدة، وترفض كل ما يترتب عليها.
الاناضول