المصري : روابي بنيت للفلسطينين ولن يسكن فيها اي اسرائيلي

روابي

رام الله الإخباري

على رابية مطلة بين رام الله ونابلس, تتربع مدينة روابي بأحيائها ال 23 المتجاورة ومعمارها المختلف عما اعتاده الفلسطينيون في محيطها، لتصبح المدينة التي يصر مطورها، رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، على تسميتها ب"المدينة الحديثة” تصبح رداءاً مدنياً مختلفاً إليها تتجه الأنظار وتعقد آمال الباحثين عن البدايات الجديدة من ذوي الدخل المتوسط.

ثقة المصري بحلمه الذي راقبه طوال السنوات الثماني الماضية و “الحالة الفريدة” التي خلقتها فكرة روابي وتبناها القطاع الخاص الفلسطيني لأول مرة، جعلته متأكداً من أن مدينته ستصبح “النموذج المثالي الذي سيعتمد خلال العقد القادم لبناء مثيلاتها في أماكن أخرى من فلسطين في ظل النجاح الذي حققته روابي” يقول المصري خلال حديثه مع اذاعة راية اف ام المحلية 

وتتسع المدينة، بمجرد استكمال البناء فيها، إلى حوالي أربعين ألف ساكن فلسطيني فيما توفر وفق المصري ما يزيد عن 10آلاف فرصة عمل ثابتة “كل هذا لم يأت ببلاش” يقول المصري مشيراً إلى تكلفة المشروع التي بلغت قرابة المليار دولار.

لكن التكلفة المالية العالية هذه لم تكن كل ما كان يتحدث عنه المصري، ففي ذاكرته قائمة تطول من العراقيل والصعوبات التي واجهت حلمه بروابي منذ كان مجرد فكرة “بدءاً من العقبات التي نواجهها مع السلطات الإسرائيلية حيث يقع 8% من مساحة المدينة ضمن المنطقة المنطقة المصنفة C والخاضعة للسيطرة الإسرائيلية وهذا يعني المزيد من العراقيل كلما أردنا شق شارع أو توفير البنية التحتية أو حتى تزويد أحياء المدينة بالمياه” مشيراً إلى أن قضية المياه تحديدا واحدة من أعقد   العراقيل التي واجهت وتواجه المدينة.

وتنسجم روابي بشكل جيد مع رؤية رجل الأعمال الخمسيني الذي يعتقد بأهمية جذب الاستثمارات الأجنبية باعتبارها حجر الزاوية للدولة الفلسطينية العتيدة بما توفره من مشاريع وفرص عمل للشباب الفلسطيني الذين على مايبدو لهم الحظوة لدى المصري، فالمدينة الحديثة، تشتعل مرافقها ومؤسساتها بهمة الشباب وأحلامهم “ولهذا تم إطلاق برامج خاصة بهم ليس في التشغيل وحسب وإنما في تملك بيت العمر لا سيما للأزواج الشابة والمقبلين على الزواج وكل هذا ضمن مزايا تتوافق مع أوضاعهم المعيشية ودخلهم الشهري ولكن أيضاً أحلامهم وتطلعاتهم”.

وعلى الرغم من كل هذه الميزات، مازالت روابي تثير الجدل والنقاش في الشارع الفلسطيني حيث يصفها البعض “بمدينة الفلسطينيين الجدد” ويشبهها البعض الآخر ب “المستعمرة” لاتصال أبنيتها ببعضها عبر دروب مشاة ووقوعها على رابية مطلة وهو مشهد لم يعتادوه في غير المستوطنات التي تحيط بهم.

لكن هذا لم يخرج المصري عن هدوئه الباسم الذي ظل يرافقه طوال لقائنا به “روابي فلسطينية، ولا أحد يملك نزع هذه الصفة عنها، فلسطينية بأدق تفاصيلها” يقول المصري مشيراً إلى أن جزء كبير من هذه الاتهامات له علاقة بطبيعة الإنسان الرافضة للتغيير أو المختلف.

ولكن المصري عاد ليفقد هدوءه أمام اتهامات له ببيعه شققاً سكنية لإسرائيليين، وبعيداً عن غضبه هذا كان لديه الإجابات “هناك فرق كبير بين الإسرائيليين وفسطينيي الداخل، 20% ممن تملكوا بالروابي هم فلسطينيون من داخل الخط الأخضر” قال المصري مشدداً على “سخافة الاتهامات” ليس بسبب الدافع الوطني فحسب، وإنما بسبب إجراءات قانونية مشددة يفرضها القانون ولا يمكن تجاوزها.

أما ما يحمله العام الجديد للمدينة الحديثة، فالكثير…

العام 2017 سيكون شاهدا على انطلاق اكبر مركز تجاري فلسطيني في روابي يقول المصرى ،  براس مال وصل الى 350 مليون دولار امريكي على مساحة 43 دونم والذي يحوى بين جنباته عشرات المحال التجارية ذات الماركات العالمية المشهورة التي يضطر بعض المواطنين للسفر في سبيل الحصول عليها وبأسعار مرتفعة او حتى الذهاب الى المراكز التجارية الاسرائيلية داخل الخط الاخضر .

و يشمل المركز التجاري ( سينما تاج روابي ) التي سترى النور خلال العام الجاري ابضا ، اضافة الى مركز ترفيهي للاطفال ، مشيرا ان تصاميم المركز مستوحاة من البناء القديم  في المدن الفلسطينية التاريخية ، وهي عبارة عن ممرات طويلة للمشاة  ، اضافة الى 2500 موقف للسيارات ، قائلا ان التصور ان يأم هذا المركز التجاري يوميا عشرة الاف مواطن نظرا لانه سيحوي كل شئ ، ولانه متاح للجميع وليس حكرا على سكان المدينة .

ويضيف المصرى ان روابي علمت على انشاء مدرج هدفه الثقافة ودعمها ،، وان العام الحالي سيشهد العديد من الفعاليات الثقافية الفلسطينية وبحضور رموز ثقافية عربية كما كان العام الماضي . اضافة الى العديد من النشاطات الرياضية الاخرى كركوب الخيل ، وتسلق الجبال وغيرها .

وفيما يخص المؤسسات التعليمية اشار المصري الى وجود مدرسة خاصة في المدينة تسير وفق نظام التعليم البريطاني ، وتستقب الان الكثير من طلبتها من مدينتي رام الله والبيرة ، اضافة الى نية وزارة التربية والتعليم في انشاء مدرسة حكومية في مرحلة لاحقة تخدم طلاب المدينة .

وحول هذا المشروع الذي يعد اكبر مشروع تجاري صناعي ان الفكرة تعود للعام 1995 بعد عودته الى ارض الوطن ، وتفكيره بالعديد من المشاريع التي تدعم وتقوي الاقتصاد الفلسطيني ، في ظل الوضع القائم والاحتلال الاسرائيلي وانتشار البطالة ، يقول المصرى ان الفكرة ولدت في العام 2007 بعد مشاهدته لتجربة البناء والعقار ونجاحها في المملكة المغربية ، حينها بدأ العمل في هذا المشروع .

 

 

   

راية اف ام