دقائق معدودة فصلت بين ولادة التؤأمين أحمد ومحمد الفضل في 1993، ودقائق معدودة أخرى كانت الفارق بين وفاتهما في حادث الاعتداء في إسطنبول، عندما قتلا برصاص الإرهابي الذي اقتحم مطعم رينا على مضيق البوسفور وسط مدينة إسطنبول في أولى ساعات العام الجديد، وهي كذلك دقائق معدودة فصلت بينهما في دفنهما أمس في مقابر أمنا حواء في جدة.
التوأمان أحمد ومحمد متشابهان في كل شيء
بحسب ما روى شقيقهما الأكبر عمرو الفضل، وقال إن الاختلاف البسيط بينهما كان في الحرف الأول لاسميهما، وفي نبرة الصوت، التي لا يستطيع الغرباء تمييزها.
وقال: «تشارك أحمد ومحمد كل شيء منذ قدومها إلى الحياة، فطوال 24 عاماً عاشاها مع بعضهما كانا يتقسمان الغرفة ذاتها، ويشتريان ويلبسان الملابس نفسها، ويأكلان الطعام نفسه، وذهبا إلى المدرسة والجامعة ذاتهما
وتخرجا في اليوم نفسه من الجامعة، ولديهما ذات التخصص «تسويق» من جامعة الأعمال في جدة، بل ويجلسان الى جانب بعضهما في كل مناسبة أو تجمع سواء مع العائلة أو الاصدقاء».
وأشار إلى أن تقاربهما كان كبيرا، إذ تشاركا سيارة واحدة طوال السنوات الماضية، فمحمد كان لا يجيد القيادة ويعتمد على توأمه أحمد في الانتقال.التلاصق الذي عاش فيه أحمد ومحمد الفضل شمل جميع تصرفاتهما، كانا يحضران معاً ويذهبان سويا، لديهما الأصدقاء أنفسهم، وأوقات نومهما واستيقاظهما واحدة.
وأمس وصل جثمانهما في طائرة واحدة إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة في الساعة الثانية والنصف فجراً، وتم دفنهما الى جانب بعضهما في قبرين متجاورين، بعد أداء صلاة الميت عليهما في مسجد الجفالي في جدة.