رام الله الإخباري
تجرد من كل معالم الإنسانية وأبحر في نهر الإجرام والغطرسة وتسول بإتقان في غياهب الإدمان والقتل بهدف السرقة، ليقع في شر نفسه الأمارة بالسوء وأعماله الشيطانية وسلوكه الشاذ التي أطاح به في الحضيض لارتكابه قضية ثلاثية الأبعاد تعود عليه بالإعدام .
الشاب "م – و" ثلاثيني العمر قصير القامة ضعيف البنية أعزب، جلس شاحب الوجه أحمر العينين قائلاً:" عشت في كنف أسرة معدومة الحال مكونة من 12 فرداً، والدي كان عاملاً يلتقط قوته بشكل يومي ولا يكفينا لكثر عدد إخوتي، لم أنهي دراستي ولم أعيش طفولتي كباقي الأطفال لضيق حالنا المادي حتى انتقل والدي للعمل داخل الخط الأخضر لسنوات عديدة حتى بات وضعنا أفضل مما عن ذي قبل نوعاً ما".
تحسن وضعهم المادي بعد انتقال والده للعيش في الضفة الغربية بعد تذوقه حلاوة المكسب المادي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن ثم اصطحب أسرته كاملة للعيش هناك ليستقر الشاب "م- و" مع عائلته في السكن الجديد .
وتابع حديثه:" عملت مع والدي لمدة 12 عاماً على التوالي لأتفاجأ بدورية إسرائيلية تقبض علىَ في إحدى المدن وقاموا بإلقائي على المنطقة الحدودية بما يسمى "إيرز" كوني فلسطيني الهوية وغزيّ المنشأ ، دون أهلي وعشت مشرداً اتنقل بين بيوت أعمامي وشقيقتي المطلقة لفترة من الزمن".
من هنا بدأت رحلة المعاناة والانحراف عن المسار الصحيح لالتقائه بأبناء جلدته الفاسدين وسلك درب الإدمان والسرقة في آن واحد دون جدوى عن الرجوع .
وواصل حديثه:" لم يعجبني حالي المشتت هنا وهناك واستأجرت بيت مخصص بي وعملت بالبناء نهاراً وليلاً اسهر برفقة أصدقائي ونتناول المخدرات، وفي يوم من الأيام توقفت عن العمل بسبب الحصار ومنع المواد الخام للبناء وأصبحت عاطلاً عن العمل ولم أجد مال لأسدد أجرة بيتي وقمت على الفور دون تفكير بسرقة دراجة نارية، ولكن ما لبثت عدة أيام حتى تم القبض علىَ من قبل الشرطة متورطاً بالسرقة وبحوزتي كمية من الحشيش".
لم يكتف كونه من محترفي السرقة والنصب ومروجي وتجار المخدرات المعروفين لدى الشرطة بل تغول وكشر عن أنيابه ليجتمع مع رفقائه الذين مات ضميرهم وانتهت صلاحية إنسانيتهم المزورة ليعقدوا مؤامرة شنيعة بعد تفكير عميق وتخطيط محكم لجريمة قتل سيدة لا حول لها ولا قوة سوى أنها تحتكم على بعض من المجوهرات والمال.
أضاف "م- و": في ذات ليلة رمضانية كنت سهران مع أصدقائي واتفقنا بالإجماع على سرقة السيدة "ش- س " تسكن نفس بناية أحدهم بعد رصد المكان وتزويدنا بالمعلومات اللازمة والكافية حول مقتنيات بيتها وما تدخر من أموال كونه جار مقرب منها، وسهل مهمة دخولنا لشقتها بأمان من باب العمارة الخلفي كونه يعرف مداخلها ومخارجها، وصعدنا على السلم بكل سلاسة وطرقنا الباب بكل هدوء وانقضينا عليها بكل قوة مكممين عينيها وفمها للداخل وأقفلنا الشقة".
أصيبت "ش- س " بالصدمة الشديدة والرعب الرهيب حين تفاجأت بوحشين كاسرين داهما شقتها وقاما بدفعها للداخل، وقيدوا يديها وقدميها وأردوها أرضا محضرين قطعة من القماش معقودة من الوسط ووضعوها في فمها لمنع صراخها وبكائها بصوت صاخب .
وأردف قائلاً:" هددناها بالقتل والتعذيب وقمنا بتقييدها على كرسي وكممناها وأبلغناها أن الذي أخبرنا عن عنوانك ووجود ذهب ومال كثير معك هو طليقك، لكنها لم تعترف وأطلنا التحقيق والضرب لنعرف مكانهم إلا أنها أنكرت وجود أي شيء لديها وطلبت بكل توسل وبكاء شديد أنها مريضة قلب وسكر وضغط، وأن نأخذ الذهب الذي بيديها ولا نقتلها ونتركها وشأنها وبعد البحث داخل شقتها لم نجد سوى لاب توب وايباد و مبلغ مالي وأخذناهم وهربنا وتركناها مقيدة وفاقدة الوعي".
لم يشف قلوبهم تعذيبها وسرقة محتويات بيتها ومصاغها، إلا أنهم تركوها ملقاة فاقدة للنفس وروحها الطاهرة صعدت دون أدنى شفقة أو رحمة .
لم يلبث عن جريمة القتل والسرقة سوى أيام قليلة حتى تمكنت الشرطة من القبض على الجناة والخلية المدبرة واعترفوا بجريمتهم الشنعاء .
وأشار: "م و" الى أن السبب الوحيد الذي خلق منه مجرما هو غياب أهله ومرافقته لأصدقاء السوء، موجها رسالة لجميع الشباب بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر ليبنوا حياتهم بالحلال وإتباع الخطوات الصحيحة لمسار حياتهم والبعد كل البعد عن طريق المخدرات والسرقة والإجرام لأن نهايتهم ستكون السقوط في الجحيم.
وكالة الراي