قال بن رودس، نائب مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي، إن 'الرئيس قرأ كل كلمة في الخطاب'، الذي ألقاه وزير الخارجية، جون كيري، أول من أمس الأربعاء. وأضاف في مقابلة أجرتها معه صحيفة 'هآرتس' ونشرتها اليوم، الجمعة، أنه 'عمليا، قرأ الرئيس عدة مسودات للخطاب، وصاغ شخصيا أجزاء منه.
وكان هذا خطاب ألقاه كيري ويعكس مواقف إدارة أوباما حيال الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وتأييد الرئيس للخطاب هو بنسبة 100%'. وأوضح أنه تم البدء بكتابة الخطاب بعد فوز دونالد ترامب.
وتابع رودس أن إدارة أوباما لم تكن على علم بشأن قرار ضد المستوطنات في مجلس الأمن، منذ انتخابات الرئاسة الأميركية، 'لكن كنا نعرف، وحتى قبل الانتخابات، أننا نريد أن يلقي كيري خطابا والسؤال كان متى وحسب'. واعتبر رودس أن 'الخطاب يبين ضلوع كيري العميق في هذا الموضوع'.
وكشف رودس عن أن أوباما أيضا سيتحدث حول موضوع الصراع من خلال مقابلة تلفزيونية معه.
وحول الاختلاف بين السياسة الخارجية لإدارة أوباما وسياسة إدارة ترامب، خاصة بعد تصريحاته وتصريحات مقربين منه حيال الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، قال رودس إنه 'على ضوء التوجه المختلف التي أشار الإدارة الجديدة إلى أنها تسير نحوه، باتت حاجتنا إلى إخراج مواقفنا إلى العلن هامة جدا.
ولو كانت هناك استمرارية لإدارة برئاسة هيلاري كلينتون فإن لا أعرف كيف كان ذلك سيؤثر على قراراتنا. لكن الدمج بين عدم وجود عملية سلام وتسريع البناء المقلق في المستوطنات وتغيير توجه الإدارة الجديدة قاد إلى قرارنا باستعراض كل شيء في خطاب، وأيضا الامتناع عن التصويت في الأمم المتحدة' على القرار 2334.
وأوضح رودس أن إدارة أوباما لم تطرح المواقف التي تضمنها خطاب كيري في العام 2014، 'لأننا فضلنا البحث في قضايا الحل الدائم في مفاوضات مباشرة. وقد حاول كيري طوال الوقت إحضار الجانبين إلى طاولة المفاوضات'.
وشدد رودس على أن الحكومة الإسرائيلية تدخل في 'نظرية المؤامرة' بادعائها أن الإدارة الأميركية دفعت القرار 2334. وقال إن 'انتقاد المستوطنات كان في الماضي أمرا مقبولا وعاديا لكن الآن يوجد مجهود إسرائيلي لنزع الشرعية عن أي انتقاد ضد المستوطنات'.
وتوقع رودس أن تبقى المستوطنات مركزا لتوتر دولي شديد، بعد بدء ولاية ترامب، 'وسيكون هناك إجماع دولي يؤيد ما استعرضه كيري في خطابه. وهذا الموضوع لن يغيب فقط بسبب وجود رئيس جديد، ومن الخطأ الاعتقاد أنه بسبب تبني إدارة جديدة سياسة مختلفة فإن حل الدولتين سيصبح غير ذي صلة بالواقع'. وبدا رودس أنه يوجه كلامه إلى الحكومة الإسرائيلية التي تعتبر أنه بعد بدء ولاية ترامب سيتم تكثيف البناء في المستوطنات.
ورأى رودس أن نتنياهو يرفض حل الدولتين. 'لقد تعاملنا بجدية مع أقوال نتنياهو حول التزامه بحل الدولتين، لكن ما نراه اليوم يدل على أنه لم يكن مستعدا لتحمل مخاطر وفي مفترقات اتخاذ القرار المركزية تحرك طوال الطريق بشكل أكبر نحو اليمين'.