اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن مساعي بلاده لإنقاذ أهالي حلب "رد للجميل الذي قدمه أجدادهم للأتراك في معركة الاستقلال" في القرن الماضي، مضيفا أن أنقرة تواصل السعي لإحلال السلام في عموم الأراضي السورية.
وفي كلمة ألقاها اليوم الأحد باجتماع تشاوري بإحدى فنادق مدينة أنطاليا، قال الوزير إن ستة آلاف من أهالي حلب شاركوا في معارك الاستقلال إلى جانب الأتراك، ولا سيما في معركة جناق قلعة، مضيفا "لو تركناهم الآن وحدهم في محنتهم فإن التاريخ لن يغفر لنا هذه الخطيئة".
وقال وزير الخارجية أوغلو إن ما قدمته تركيا من اهتمام بشؤون المحاصرين في حلب أكبر مما قدمه الآخرون، وتابع "لو تركنا هؤلاء المحاصرين تحت القصف والجوع، عندها سنخجل من إنسانيتنا وإسلامنا".
وأكد الوزير أن مساعي أنقرة لـ وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين ليست محصورة بحلب، بل تسعى بلاده أيضا لإحلال السلام في عموم سوريا، وأوضح أن تركيا تأتي في مقدمة الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية للمحتاجين حول العالم حيث قدمت العام الفائت 3.2 مليارات دولار.
وتواصل الجمعيات الإغاثية التركية تقديم المساعدات للمهجّرين من حلب، سواء في جنوب تركيا أو الشمال السوري، ومنها حملة "كي لا تموت الإنسانية في حلب" أطلقها الوقف التركي، حيث تسعى لإدخال خمسمئة شاحنة إلى سوريا حتى منتصف الشهر المقبل.
يُذكر أن منطقة غاليبولي قرب إسطنبول شهدت عام 1915 معركة جناق قلعة بين الدولة العثمانية والحلفاء، حيث فشلت قوات بريطانية وفرنسية ونيوزيلندية وأسترالية في احتلال إسطنبول، بينما خسر العثمانيون أكثر من 250 ألف قتيل جاؤوا من سوريا والعراق وفلسطين وأنحاء عدة من العالم الإسلامي، مقابل نفس العدد المذكور تقريبا من قتلى الجيوش المهاجمة.