رام الله الإخباري
طرأ ارتفاع كبير على عدد مخططات البناء المصادق عليها في المستوطنات في القدس المحتلة، وبينها مخططات احتجت عليها إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، باراك أوباما، في مقابل ارتفاع عدد أوامر هدم بيوت الفلسطينيين في القدس، وذلك منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حسبما أفادت صحيفة 'هآرتس' اليوم، الاثنين.
ويتوقع أن تصادق اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، بعد غد الأربعاء، على بناء أكثر من 600 وحدة سكنية في مستوطنات في المدينة، بينها 262 وحدة سكنية في مستوطنة 'رمات شلومو' و216 وحدة سكنية في مستوطنة 'راموت' و140 وحدة سكنية في مستوطنة 'بسغات زئيف'، ويرجح أن تصادق اللجنة على تصاريح بناء أخرى في المستوطنتين الأخيرتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن جدول عمل لجنة التخطيط والبناء تقرر قبل مصادقة مجلس الأمن الدولي على قرار ضد الاستيطان وتأكيد عدم شرعيته، يوم الجمعة الماضي، والذي اثار غضبا إسرائيليا ودعوات إلى تكثيف الاستيطان وهدم بيوت فلسطينية.
وأوضحت جمعية 'عير عميم' الحقوقية الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان في القدس، أنه خلال العامين 2014 – 2015 لوحظ تباطؤ في المصادقة على مخططات بناء استيطاني في القدس، وأن مسؤولين في البلدية احتجوا لدى مكتب رئيس الحكومة، معتبرين أنه يلجم دفع مخططات بناء تعتبر حساسة من الناحية السياسية.
لكن الجمعية أضافت أنه في العام 2016 الحالي، وخصوصا منذ انتخابات الرئاسة الأميركية، طرأ ارتفاع في عدد مخططات البناء في المستوطنات في القدس التي تم تقديمها والمصادقة عليها. ففي العام 2014 جرت المصادقة على 775 وحدة سكنية استيطانية، وفي العام الماضي جرت المصادقة على 395 وحدة سكنية، بينما تمت المصادقة على بناء 1506 وحدات سكنية خلال العام الحالي، بينها حوالي ألف وحدة سكنية منذ فوز ترامب.
وفي موازاة ذلك، تراوح عدد المباني التي هدمها الاحتلال في القدس ما بين 40 – 70 مبنى كل سنة، لكن هذا العدد ارتفع إلى 130 هذا العام، وبينها لأول مرة مبان واقعة وراء جدار العزل العنصري في القدس المحتلة.
وإحدى المناطق الأكثر حساسية من حيث البناء الاستيطاني في القدس المحتلة، هي منطقة بيت صفافا، حيث يجري التخطيط لتوسيع مستوطنة 'غفعات همتوس'، بحيث تحيط هذه المستوطنة بيت صفافا من جميع الاتجاهات وتمنع إمكانية انسحاب إسرائيلي من القدس المحتلة. وبحسب الصحيفة، فإنه في حال جرى نشر مناقصات بناء في هذه المنطقة في المستقبل القريب فإنها ستؤكد على حدوث تغيير في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وأوضح الباحث في جمعية 'عير عميم'، أفيف تتارسكي، أن 'البناء الإسرائيلي الذي يفصل ويعزل القدس الفلسطينية، سوية مع موجات هدم البيوت وطرد عائلات فلسطينية لصالح جمعيات المستوطنين، هو واقع فرضه نتنياهو في القدس'.
وأشار تتارسكي إلى قرار مجلس الأمن الدولي في نهاية الأسبوع الماضي، قائلا إن 'العالم بعث إلى إسرائيل رسالة واضحة حول عدم شرعية هذه السياسة وحان الوقت الآن كي تختار الحكومة سياسة مختلفة، من خلال دفع القدس كبيت للشعبين والتقدم نحو تسوية تستند إلى عاصمتين في المدينة'.
وكانت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' ذكرت أمس أن اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في القدس ستصادق، بعد غد، على بناء 2600 وحدة سكنية في مستوطنة 'غيلو'، إضافة إلى المصادقة على بناء 2600 وحدة سكنية أخرى في مستوطنة 'غفعات همتوس' قرب بيت صفافا بجنوب القدس و400 وحدة سكنية في مستوطنة 'رمات شلومو' بشمال القدس، وأن العدد الإجمالي للوحدات السكنية بمستوطنات القدس التي يتوقع المصادقة عليها قريبا يصل إلى 5600 وحدة سكنية.
عرب 48