دهست شاحنة حشدا في سوق مزدحم لأعياد الميلاد بوسط برلين مساء أمس الإثنين مما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 48 آخرين، فيما وصفه وزير الداخلية الألماني بأنه هجوم فيما يبدو.
وقالت الشرطة على تويتر إنها اعتقلت مشتبها به وإن راكبا آخر في الشاحنة لقي حتفه في الحادث، الذي دهست فيه حشدا من الناس تجمعوا حول أكواخ خشبية تقدم النبيذ والنقانق في قلب غربي برلين.
وذكرت الشرطة أن هوية السائق المشتبه به- الذي فر من موقع الحادث واعتقل لاحقا- لم تتضح بعد.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن مصادر أمنية محلية قولها إن هناك أدلة تشير إلى أن المشتبه به المعتقل من أفغانستان أو باكستان وأنه دخل ألمانيا في شباط/ فبراير كلاجئ.
وقالت سائحة تدعى إيما راشتون لشبكة 'سي إن إن' الإخبارية إن الشاحنة كانت تسير بسرعة حوالي 65 كيلومترا في الساعة على ما يبدو.
وقالت الشرطة على تويتر إنها تحقق في خيوط تشير إلى أن الشاحنة مسروقة من موقع بناء في بولندا.
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره إن ملابسات الحادث لا تزال غير واضحة. وأضاف 'لا أريد أن أستخدم كلمة ‘هجوم‘ حتى الآن برغم أن الكثير يشير إلى ذلك'.
وأعاد الحادث إلى الأذهان هجوما وقع في نيس بفرنسا في تموز/ يوليو، عندما قاد رجل تونسي المولد شاحنة تزن 19 طنا على طريق الساحل ودهس أناسا تجمعوا لمشاهدة عرض بالألعاب النارية في اليوم الوطني فقتل 86 شخصا. وأعلن تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) مسؤوليته عن الهجوم.
وندد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بالحادث الذي وصفه بأنه هجوم وربطه 'بإرهابيين إسلاميين'، وذلك قبل أن يحدد مسؤولو الشرطة الألمانية المسؤول عنه. وقال إن "الإرهابيين الإسلاميين" يذبحون المسيحيين.
وقال ترامب في بيان: "قلوبنا وصلواتنا مع ذوي ضحايا الهجوم الإرهابي المروع في برلين اليوم".
وأضاف: "داعش والإرهابيون الإسلاميون الآخرون يواصلون ذبح المسيحيين في مجتمعاتهم وفي أماكن العبادة ضمن جهادهم العالمي".
وفي تغريدة منفصلة دعا ترامب إلى تغيير بعد أحداث أمس. وأضاف: "اليوم كانت هناك هجمات إرهابية في تركيا وسويسرا وألمانيا -والأمر يزداد سوءا. العالم المتحضر لا بد أن يغير التفكير".
وندد البيت الأبيض أمس بما وصفه بأنه 'ما يبدو أنه كان هجوما إرهابيا'.
ولم تتعرض ألمانيا في السنوات الأخيرة لهجوم كبير من متشددين إسلاميين على غرار ما شهدته بلجيكا وفرنسا.
لكنها شهدت هجومين أصغر في بافاريا خلال الصيف أحدهما على قطار قرب فورزبورج، والآخر عند مهرجان موسيقي في أنسباخ أصيب فيه 20 شخصا. وأعلن تنظيم 'داعش' مسؤوليته عن الهجومين.
وقال مسؤولون حكوميون إن البلاد- التي استقبلت قرابة 900 ألف مهاجر العام الماضي كثيرون منهم من الشرق الأوسط- تقع في 'مرمى الإرهاب'.
واعتقلت الشرطة في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر لاجئا سوريًا للاشتباه في تخطيطه هجوما بقنبلة على مطار في برلين. وانتحر الشاب البالغ من العمر 22 عاما في السجن بعد فترة وجيزة من اعتقاله.