رام الله الإخباري
أثار ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمستشاره القانوني المتشدد والمؤيد للاستيطان، ديفيد فريدمان، ليكون سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، العديد من التساؤلات بشأن موقف الإدارة الأمريكية القادمة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ففريدمان اليهودي الأرثوذكسي، ينتمي إلى أقصى اليمين أو كما تصفه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأنه "أكثر تشدداً في آرائه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
والمحامي الذي يبلغ من العمر 57 عاماً، كثيراً ما أعرب عن تأييده للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، واصفاً إياها بأنها "مشروعة"، بحسب ما أوردته مؤخرا صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
كما سبق أن صرح فريدمان الذي تخرج في كلية القانون بجامعة نيويورك عام 1981، لصحيفة "هآرتس" في 23 يونيو/حزيران الماضي بأن "هناك أجزاءً من الضفة الغربية ستظل جزء من إسرائيل في ظل أي اتفاق للسلام".
وأشار إلى أن ترامب "لن يكون لديه أية مشكلة في ذلك على الإطلاق وهو لن يؤيد تأسيس دولة فلسطينية دون موافقة الإسرائيليين".
وهي تصريحات تتعارض مع نهج الإدارة الأمريكية المتعاقبة منذ عام 1967، والتي دوما ما تعتبر الاستيطان "غير قانوني"، لاسيما أن هذه القضية تعد سببا رئيسيا في توقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي ترعاها واشنطن، منذ أبريل/نيسان ٢٠١٤.
ويعد فريدمان الذي ولد في "لونغ آيلاند" بمدينة نيويورك عام 1959، من أكثر الدعاة حماسة لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وهو أمر دأبت الإدارات الأمريكية على رفضه منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون (1993 - 2001).
ومنذ تبني الكونغرس الأمريكي قرارا في العام 1995 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس دأب رؤساء الولايات المتحدة على توقيع قرارات كل 6 أشهر بتأجيل نقل السفارة "من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة"، حسبما تنص تلك القرارات.
وكان ترامب قد أعلن خلال حملاته الانتخابية في سباق الرئاسة بأنه سيلغي جميع الأوامر التنفيذية التي أصدرتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة والتي تعيق عملية نقل السفارة.
وفي أعقاب فوزه بالانتخابات الرئاسية، عولت إسرائيل الكثير على تصريحات ترامب المؤيدة لها خلال حملته الانتخابية، وطالبته مرارًا بتنفيذ وعوده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهي خطوة يعتبرها الفلسطينيون -إن تمت- "مخالفة لقرارات الشرعية الدولية" و"تشجع الاحتلال".
وتعد القدس في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل، حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.
وترفض الولايات المتحدة رسميا وحتى الآن، شأنها شأن باقي دول العالم، الاعتراف بالضم الإسرائيلي للقدس الشرقية المحتلة عام 1967.
والمحامي المولود لحاخام "كنيس هيليل" في منطقة نورث وودمور بنيويورك، موريس فريدمان، ومعلمة للغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية، تدعى آدي فريدمان، ينتمي لعائلة معروفة بميولها الجمهورية.
وسبق أن زار الرئيس الأمريكي (الجمهوري) الأسبق رونالد ريغان (1981- 1989) كنيس هيليل بهدف جذب اليهود للتصويت لصالحه في الولاية الثانية، وهي ثاني زيارة يقوم بها رئيس أمريكي أثناء ولايته منذ زيارة جورج واشنطن المشابهة عام 1791، وفقاً لصحيفة هآرتس.
وأعلن فريق ترامب الانتقالي الخميس الماضي عن ترشيح الرئيس المنتخب، الذي سيتولى زمام الأمور في 20 من الشهر المقبل، لمحاميه المتخصص في قضايا إشهار الإفلاس، ديفيد فريدمان، سفيراً للبلاد إلى إسرائيل.
الاناضول