رأي تسفي برئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس، أن انتصار بشار الأسد في مدنية حلب يعد مكسبا مهما بالنسبة إليه لكنه ما يزال بعيدا عن تحقيق انتصار كامل والسيطرة على جميع الأراضي السورية.
وقال برئيل في مقال نشرته الصحيفة يوم الجمعة إن صور خريطة سيطرة القوى المسلحة العاملة في سوريا تشبه رقصة الأميبا المتحولة، فلا يوجد خط مباشر ومستقر يحدد حدود السيطرة على المناطق، وحتى الخرائط الأكثر تفصيلا تحدد عموما بأنها مناطق المعارضة أو مناطق الأكراد أو مناطق النظام.
وأكد برئيل أن انتصار الأسد في حلب ليس الكلمة الأخيرة، فخريطة السيطرة تدل على أن العديد من المناطق ما تزال خارج سيطرة النظام، واستعادة داعش السيطرة على مدنية تدمر كان ضربة قوية للنظام وروسيا اللذين تبادلا الاتهامات بالإخفاق.
وبعد أن استعرض المحلل الإسرائيلي خريطة توزيع السيطرة على الأراضي السوري، قال إنه وفقا لصورة الوضع فإن الأسد ما يزال بعيدا عن السيطرة على معظم مناطق الدولة، ولكن السؤال هو ما إذا كان الانتصار في حلب سيدفع المعارضة المسلحة إلى إعادة تقييم الوضع والاستعداد للجلوس على مائدة المفاوضات أو الاستمرار في الحرب.
ونوه برئيل إلى أنه في حال استئناف المفاوضات فإن ممثلي النظام السوري سيكونون في وضع أقوى بكثير مما كانوا عليه في جولات المفاوضات السابقة التي أجريت في جنيف.
وانتقد برئيل موقف الدول الغربية والعربية من الحرب في حلب التي كشفت عن قبح هذه الدول ، فإذا كان من الممكن تفهم الحسابات السياسية التي منعت الدول الأوروبية من التدخل في الحرب السورية خوفا من إغضاب إيران أو الدخول في مواجهة عسكرية مع روسيا، فلا يمكن أن يكون هناك تفسير للتقصير في المجال الإنساني.
وأضاف من الصعب أن نفهم لماذا لم تقم مناطق حظر طيران أو مناطق آمنة يصل إليها اللاجؤون والنازحون ويقدم لهم الغذاء والدواء وغيرها من الخدمات، كما لا يمكن فهم رفض الغرب والولايات المتحدة فرض عقوبات على روسيا بسبب الوضع السوري مثلما سبق أن فرضت عليها عقوبات بعد حرب القرم.
وفي السياق نفسه وجهت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها انقادات عنيفة لصمت المجتمع الدولي عن المجازر التي يرتكبها النظام السوري والروس والميليشيات الإيرانية من فظائع في حلب، داعية إلى شن حرب دبلوماسية على روسيا من أجل إيقاف المجازر
وقالت الصحيفة إن المجتمع الدولي الدولي الذي يضم الدول الغربية والعربية ينظر بغضب إلى مشهد الرعب الدائر في حلب لكنها لا تستطيع أن تجمع نفسها للقيام بعمل جماعي ضد الشر المزدوج للنظامين السوري والروسي.
وأضافت الصحيفة أن أحدا لا يريد أن يخاطر بحرب عالمية ثالثة بسبب مدينة عربية، ولا ترغب أي حكومة بالتضحية بأبناء شعبها من أجل هدف لا يدخل ضمن بنك أهدافها الاستراتيجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمع الدولي لديه خيارات أخرى مثل شن حرب دبلوماسية على روسيا مثلما حدث من قبل في أوكرانيا، وأن إسرائيل التي استطاعت من قبل حشد العالم ضد إيران قادرة على إثارة الراي العام الدولي للضغط على قادة العالم.