دعا رئيس الوزراء رامي الحمد الله المجتمع الدولي لسرعة التحرك، وبجدية تامة، لحماية شعب فلسطين ومكانتها، وإلزام إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لوقف انتهاكاتها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا والإفراج عن أسرى الحرية جميعهم.
جاء ذلك خلال كلمته في حفل استقبال بمناسبة الأعياد المجيدة، اليوم الخميس بمدينة رام الله، بحضور عدد من الوزراء، وسفراء وقناصل وممثلي الدول، وشخصيات رسمية واعتبارية.
وقال الحمد الله: "في الوقت الذي نصلي فيه لضحايا الإرهاب الآثم في كل مكان، وندعو كي يحل السلام والعدل في العالم بأسره، فإن على المجتمع الدولي سرعة التحرك وبجدية تامة، لحماية شعب فلسطين ومكانتها، وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا والإفراج عن أسرى الحرية جميعهم. فلا يمكن لأي جبروت أو طغيان أو احتلال مهما طال أمده أن يغير التاريخ أو يطمس الحقيقة أو ينتزع منا تعايشنا وانسجامنا المجتمعي والوطني، أو يدفن حضارة شعبنا الممتدة عبر الأزمان".
وأضاف: "كما في كل عام، تحيي فلسطين احتفالاتها بأعياد الميلاد المجيدة، وهي لا تزال تسعى إلى السلام العادل والدائم، ولا يزال شعبها ينتظر الخلاص من نير الاحتلال، والتحرر من جدران العزل التي تطوق مدنه وقراه وبلداته ومخيماته، ومن الحصار الظالم والجائر على شعبنا في قطاع غزة، ويواجه أسرانا البواسل في سجون ومعتقلات الاحتلال، بصمودهم وبأمعائهم الخاوية، الظلم والقهر والممارسات الإسرائيلية الظالمة".
وتابع رئيس الوزراء: "اسمحوا لي أن أرحب بضيوف فلسطين الكرام، الذين يحجون إليها من مختلف الدول والعواصم، احتفالا واستقبالا لأعياد الميلاد المجيدة. حضوركم بيننا على أرض فلسطين التي باركنا الله بها، هو رسالة تضامن هامة مع شعبنا الفلسطيني وحضارته الأصيلة التي تحتضنها بيت لحم، عاصمة الميلاد والبشارة، والقدس وغزة وسائر المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية".
وقال الحمد الله: "بروح الفرح والسلام، نستقبلكم ونحتفل وإياكم بقرب حلول أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، فقد شكلت هذه الأعياد ولا تزال، جزءا ثابتا وأصيلا من حضارتنا وتاريخنا وهويتنا. ونيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس وباسم الحكومة والشعب الفلسطيني، أهنئكم جميعا، وأهنئ أبناء شعبنا من الطوائف المسيحية، وأدعو الله أن يعيد هذه المناسبات على العالم بالخير والسلام والبركة، وقد سادت فيه قيم المحبة والسلام والتعايش، التي نادى بها السيد المسيح، وجسدها في كل مراحل حياته".
واستطرد أن فلسطين، "احتضنت بميلاد السيد المسيح، النور، وأرسلته للعالم دليلا للخير والمحبة والعدل. فهذه الأرض، إنما وجدت وخلقت، ليعيش بنو البشر عليها بمحبة وإخاء ورحمة، لا بحرب وتنازع وعنف. نعم، لقد حملت بلادنا، إرثا غنيا وتاريخا حافلا بالتعايش والإخاء والمحبة، وهو الذي مكننا، رغم عقود طويلة من الاحتلال والتشرد واللجوء، من صون مشروعنا الوطني التحرري وتكريس هويتنا الوطنية الجامعة. حيث كان المجتمع الفلسطيني ولا يزال، مجتمعا غنيا ونابضا باختلافاته وثقافاته، متجانسا بعيدا عن التعصب والإقصاء والعزل، ورمزا لتعايش البشر والحضارات والاختلافات. وكل ما تزخر به بلادنا من حضارة غنية، هو بفضل هذا التناغم الوطني والتماسك والتعاضد الاجتماعي الذي نراه اليوم بين مسلميها ومسيحيها وسامرييها".
وأوضح الحمد الله: "لقد دفع كل هذا، ولحماية تجربة فلسطين الأصيلة في الوئام والتعايش، فخامة الرئيس والحكومة وبالتفاف شعبي واسع، لاتخاذ خطوات هامة وصارمة لفرض الأمن والأمان، ونبذ العنف والتمييز والكراهية، ومكافحة الجريمة والفلتان، لتكريس قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ولتكون بلادنا كما نريدها جميعا، وطنا وملاذا للجميع بلا استثناء، فالأصل في بلادنا هو المواطنة والانتماء المسؤول وليس أي اعتبار آخر، وهذا ما وفر لنا دوما عناصر المنعة والصمود في وجه أعتى التحديات وفي مواجهة احتلال عسكري ظالم".
وأضاف: "في صلب هذا الجهد، يتواصل عمل كافة مؤسساتنا الوطنية، الحكومية والأهلية والخاصة والكنسية، لترتيب وتنظيم احتفالات الميلاد واستقبال الحجاج والسياح، وضمان حسن الضيافة وتقديم خدمات سياحية متميزة، ليس فقط في فترة الأعياد بل وعلى مدار العام أيضا".