العرب يحتفلون باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

- أحيت جامعة الدول العربية، اليوم الاثنين، "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين في القاهرة.

وجرى إحياء هذه المناسبة بحضور نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي،  وعدد كبير من السفراء العرب والأجانب، وممثل منظمة الصحة العالمية والمنسق المقيم للأمم المتحدة جون جبور، وممثل شيخ الأزهر أسامة الحديدي.

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي، إنه تأكيدا على عدالة القضية الفلسطينية، وعلى دعم المجتمع الدولي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خاصة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها عام 1977 بإعلان هذا اليوم يوما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وقدم الأمين العام التعازي  لمصر، رئيسا وحكومة وشعبا، بضحايا الإرهاب، معربا عن التضامن الكامل مع مصر في مجابهتها للإرهاب.

وأضاف أنه في اليوم نفسه الذي أقر فيه قبل هذا العام بعقدين أي عام 1947 تقسيم الوطن الفلسطيني إلى دولتين بقرار واحد، الأولى قامت من تاريخه، وما زالت الأخرى قيد الانتظار.

وتابع أنه من أجل ذلك تواصل هذا التضامن الدولي واتّسع نطاقه عاماً بعد عام، حتى تكلل بإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها التاريخي في اليوم نفسه من عام 2012 - بترقية مركز فلسطين في الأمم المتحدة إلى مرتبة دولة غير عضو بصفة مراقب، تعبيرا عن إصرار المجتمع الدولي على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المُحتلة منذ الخامس من يونيو عام 1967 وتحقيق السلام القائم على الحق والعدل وهو الأمل المنشود للشعب الفلسطيني وشعوب العالم بأسرها.

وأكد أن الشعب الفلسطيني يناضل لتحقيق حل الدولتين انطلاقاً من رغبة حقيقية لتحقيق السلام والتعايش والازدهار لكافة شعوب المنطقة، وفي السياق ذاته كانت إرادة الدول العربية تركز على ضرورة إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي الممتد منذ عقود بتحقيق سلام عادل ودائم، أقرّت القمة العربية في بيروت عام 2002 مبادرة السلام العربية للتسوية السلمية الشاملة بتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، الأمر الذي ما زال أساسا ومرتكزا مع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة لتحقيق السلام المنشود. 

 

وقال إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياساتها ومخططاتها لتقويض كل آمال وجهود تحقيق هذا السلام بتحد صارخ لقرارات وقوانين وإرادة المجتمع الدولي، بل وتُمعن في انتهاكاتها وممارساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وأبسط حقوقه في أرضه ومقدساته، تهجيرا واقتلاعا وتدميرا وانتهاكا وحصارا تجاوز السنوات العشر لقطاع غزة وتكثيفاً للاستيطان في الضفة الغربية، هذا الاستيطان الذي يستدعي وقفة حازمة من الأسرة الدولية ومجلس الأمن ليس فقط بوقفه وإدانته وإنما بمضاعفة الضغوط على سلطات الاحتلال وتفعيل نظام واسع للمقاطعة الدولية للمستوطنات والاستيطان الذي بات يهدد بصورة جدية كل فرص تحقيق حل الدولتين وينتج واقعا جديدا من التمييز والفصل العنصري.

وأكد أن استمرار غياب دور مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته للتعبير عن إرادة المجتمع الدولي تطبيق القانون والشرعية الدولية وانقاذ حل الدولتين بآلية دولية متعددة الأطراف وسقف زمني محدد سيشجع حكومة الاحتلال على المضي قدماً في تحدي إرادة هذا المجتمع وخلق الأمر الواقع الجديد الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم .

وقال إنه في ضوء ما تمارسه إسرائيل من خرق صارخ للقانون الدولي وما تقوم به من انتهاكات وتعديات على حقوق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع دول العالم وشعوبه، فإن المجتمع الدولي يكافئها حين يسمح لها بالنفاذ إلى داخل أجهزته ولجانه بسعيها للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن (2019-2020)، وكذا عبر نجاحها بالفعل في رئاسة اللجنة السادسة (القانونية) في الجمعية العامة للأمم المُتحدة، وهو ما يمثل تناقضا مكشوفا ولا يستقيم مع المنطق في ضوء ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات متواصلة واستهانة متكررة بالمواثيق والأعراف الدولية.

وشدد على أن ذلك يتناقض مع أبسط قواعد المنطق ومبادئ العدالة، فالاحتلال - أياً كان وحيثما كان- يجب معاقبته لا مُكافأته سبيلاً جاداً لإنهائه وتحقيق إرادة المجتمع الدولي .

ولفت أبو الغيط أن المجتمع الدولي سيسعد كما الشعب الفلسطيني بنجاحه في إنهاء الاحتلال الأخير على وجه الأرض وسيسعد العالم بنجاحه في الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب الفلسطيني الذي يأمل أن يكون اليوم العالمي للتضامن معه في العام المقبل 2017 هو يوم الاحتفال بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وانتصار قيم المحبة والسلام والتعايش على الكراهية والعدوان والاحتلال، باعتبار أن العام 2017 هو عام إنهاء الاحتلال وفق ما أقرته ودعت إليه لجنة ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف.

وحيا، باسم جامعة الدول العربية، مواقف الدول والشعوب الشقيقة الصديقة المؤمنة بقيم الحرية والعدالة والسلام المتضامنة مع حقوق ونضال الشعب الفلسطيني بما في ذلك التصويت الجماعي الأخير باللجنة الرابعة بالجمعية العامة للأمم المتحدة حين صوتت 168 لصالح تسعة قرارات متضامنة مع عدالة الحق الفلسطيني، كما حيا لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ورئيسها وأعضاءها لجهودهم ومثابرتهم الدؤوبة.

 وقال: "نؤكد دعمنا لهذه الجهود البنّاءة واستعدادنا الدائم للتعاون مع كل أنشطة وفعاليات اللجنة ومعاً من أجل عام 2017، عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بتمكين الدولة الفلسطينية من حريتها واستقلالها وسيادتها".

من جانبه، قال سفير فلسطين لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم بالجامعة العربية جمال الشوبكي، إننا نجتمع اليوم ببيت العرب  في مصر  قلب العروبة النابض والراعية الأكبر للقضية الفلسطينية التي نخصها  شعبا وقيادة وحكومة بتحية إعزاز وتقدير.

وأضاف أنه طال الوقت بانتهاك الحقوق الفلسطينية، وما كان ذلك إلا لاستمرار إفلات إسرائيل من العقاب وميوعة القائمين على القوانين وشرائع حقوق الإنسان والشعوب في تطبيق الشرعية الدولية الفلسطينية.

وأعرب الشوبكي عن تعازيه الحارة بضحايا التفجير الإرهابي الآثم الذي استهدف إحدى كنائس الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا والمصابين من المصلين الآمنين.

وأوضح أن حقوقنا معلومة وبأدق التفاصيل في قائمة طويلة من القرارات الصادرة عن كافة الأطر  الإقليمية والدولية  ذات الصلة، وفِي طليعتها الأمم المتحدة بكل مؤسساتها.

وتابع أن المجتمع الدولي يدين  الاحتلال الاسرائيلي وما يتصل به ويتأتى عنه من سياسات عدوانية، كالاستيطان والتهويد وانتهاك الحرمات الدينية، وتكدير حياة شعبنا بالحواجز والإغلاقات والتعديات الأمنية والاعتقالات وعمليات الاختطاف وتدمير البنى التحتية ، وصولا إلى قتل الآلاف بشن الحروب بشكل متواتر، مضيفا "إننا  سعداء بالانتصار لفلسطين والتضامن معها، غير أننا نتطلع إلى تفعيل هذا التضامن".

وأكد الشوبكي أن شعبنا سيتجاوز محنة الانقسام البغيض وأن أمتنا العربية  سوف تتغلب  على حالة السيولة القائمة.

وقال: "في هذا اليوم، نذكر الأمم المتحدة بصفتها الراعي والممثل الأعلى  لقوانين العالم المتحضر والشرعية الدولية، ونذكركم جميعا، أن للشعب الفلسطيني دين في رقبة العالم، ونذكركم ونذكر عواصم الدنيا بأسرها أن هذا الشعب لم ينل  بعد حقه في تقرير المصير وتحرير دولته واستقلالها من الاحتلال الإسرائيلي، أبشع وآخر أنواع الاحتلال التي عرفها التاريخ".

وأضاف أن "ما أعلنته السياسة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أنه  آن الأوان كي يضع العالم حدا نهائيا لظلامة شعبنا وليكن عام 2017  عام استقلال فلسطين، لتأخذ مكانها ومكانتها التي تستحق عن جدارة، ونؤكد أن الوفاء بهذا الاستحقاق يقع ضمن أقصر الطرق لإقرار السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي، والقضاء على كثير من نوازع التطرف والإرهاب والعنصرية التي لازمت الغزوة الصهيونية وانكار الحقوق الفلسطينية".

من جانبه، قال مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير السفير خالد جلال، نيابة عن وزير الخارجية سامح شكري، "إن القضية المصرية مرت منذ عام 1948 تاريخيا بتطورات متباينة أخذتنا عبر الزمن لاتفاقيات أوسلو 1993 ثم طابا 2001 مرورا بمبادرة السلام العربية عام 2002  وخارطة الطريق عام 2003، وأن العرب أثبتوا التزامهم وتمسكهم بخيار السلام لتحقيق تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الإسرائيلي.

وأضاف "أننا نشهد وببالغ القلق تعاظم التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضده، سواء في مشاريع استيطانية ممنهجة أو مصادرة أراضيه وممتلكاته ومساعي تهويد القدس وممارسة تضييق والتمييز ضد سكانها لتغيير الخريطة الديمغرافية على أرض أي أفق لإحلال السلام العادل والشامل، وتغيير ذاكرة التاريخ وتشويه حقائقها وطمس هوية شعبها الثقافية هو أخطر ما يواجهنا اليوم".

وتعهد السفير جلال، بمواصلة كافة الجهود من أجل حماية الحق العربي في فلسطين، "كما تسعى مصر مثابرة من خلال رئاستها للجنة الوزارية المصغرة لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وعضويتها في مجلس الأمن، لتفعيل التحرك العربي على الساحة الدولية بهدف تحديد سقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال لأراضي فلسطين".

 ومن جانبه، أكد المندوب الدائم لجمهورية تونس بالجامعة العربية السفير نجيب المنيف، أن توالي اعتراف عدد من برلمانات الدول الأوروبية بدولة فلسطين وقرار الأمم المتحدة عام 2015 رفع العلم الفلسطيني بجانب أعلام بقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كلها خطوات لا تخلو من دلالات عميقة تؤكد إقرار المجتمع الدولي بأحقية الشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره، و"هي خطوات نأمل في أن تمثل فرصة هامة تجاه حصول فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة".

وقال إن "استمرار إسرائيل في ممارستها الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق وانتهاكاتها للمقدسات الدينية ومواصلتها للاستيطان وتطويق المدن والقرى بجدار الفصل، ونسف جميع المبادرات يفرض علينا حث المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على إسرائيل لإلزامها الانصياع لقرارات الشرعية الدولية واسترداد حقوق الشعب الفلسطيني كاملة".

بدوره، قال ممثل منظمة الصحة العالمية والمنسق المقيم للأمم المتحدة جون جبور، إن الأمم المتحدة توكد التزامها واستمرارها بدعم الشعب الفلسطيني في سعيه للسلام والعيش بأمان، والتزامها بتبني التنمية الإنسانية للاجئين الفلسطينيين بدول الجوار.

وقال "إننا على قناعة تامة أن التوصل لحل سلمي نهائي ودائم للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين القائم منذ عقود ممكن وتحقيقه أصبح ملحا، وأن حل القضية الفلسطينية هو لُب قضية الشرق الأوسط وتعد مفتاح تحقيق الأمن والسلام بالمنطقة.

ومن جانبه، أكد ممثل شيخ الأزهر الشيخ أسامة الحديدي، في كلمته، أن عروبة القدس تضرب في أعماق التاريخ لأكثر من ستين عاما، وأن عمليات التهويد لمدينة القدس تتصاعد، مشددا على ضرورة وحدة الصف ولَم الشمل ونبذ عوامل الفرقة والخلاف.

وقال إن الأزهر الشريف ومن ورائه كافة المسلمين في الشرق والمغرب، يرفض هذه المشروعات ويحذر من التداعيات التي تهدد سلام المنطقة، بل سلام العالم كله، كما  حذر من التداعيات الخطيرة التي تشهدها المنطقة.وتضمنت الاحتفالية فيلما تسجيليا يوضح معاناة الشعب الفلسطيني، ومعرضا للصور باللغتين العربية والإنجليزية يجسّد حياة القدس.