قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، إن تنمية الصادرات مسؤولية وطنية نتشاركها جميعا، في القطاع العام والخاص، فهي الأساس الذي يمكننا من تعزيز قدراتنا الذاتية ومواجهة الصعاب، ووضع اسم فلسطين ومنتجاتها وقدراتها التصديرية على الخارطة الدولية، وتحسين الانطباع الدولي عن بيئة الأعمال والاستثمار في بلادنا.
جاء ذلك في كلمته بحفل جائزة المصدّر الفلسطيني للعام 2016، في مدينة رام الله اليوم الاثنين، بحضور وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، ووزير الزراعة سفيان سلطان، ووزيرة السياحة رولا معايعة، ورئيس مجلس إدارة "بال تريد" إبراهيم برهم، والرئيس التنفيذي لباديكو القابضة سمير حليلة، وعدد من ممثلي القطاع الخاص ومصدري فلسطين، والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأضاف رئيس الوزراء: "ببالغ الفخر والسرور، أشارككم حفل "جائزة مصدر فلسطين للعام 2016"، هذه الفعالية الاقتصادية الحيوية، التي تعتبر إحدى الأدوات الهامة التي بها ننمي صادراتنا الوطنية وندفع بعجلة الاقتصاد الوطني، ونفتح أسواقا جديدة واستراتيجية أمام المنتجات والخدمات الفلسطينية، ونيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس وباسم الحكومة، أحيي مصدري فلسطين جميعهم، الذين يتحدون الصعاب والمعيقات، ويسعون إلى تكريس تنافسية وحضور المنتج الفلسطيني إقليميا ودوليا، الأمر الذي ينعكس إيجابا على حجم الصادرات والتدفقات التجارية، ويقربنا من تحقيق الاستقلال الاقتصادي المنشود".
وقال: "تنطلق هذه الفعالية، وسط ظروف صعبة ومعقدة تعيشها فلسطين، وهي تواجه منذ عقود متصلة من الزمن، احتلالا عسكريا ظالما يتوسع في استيطانه العسكري، ويصادر الأرض والموارد، ويضع العراقيل والقيود أمام نمو وتطور اقتصادها الوطني، إذ يفرض حصارا خانقا على قطاع غزة، ويحاصر أهلنا في القدس والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، بمخططات التهجير والاقتلاع، ويعرقل جهودنا في التنمية والتطوير، ويهدم البيوت والمنشآت فيها، بما فيها تلك الممولة من المجتمع الدولي نفسه".
واستطرد رئيس الوزراء: وإزاء هذه التحديات، وفي الوقت الذي تنبري فيه القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس، على تدويل قضية شعبنا وإعمال حقوقه والانضمام لزخم كبير من الاتفاقيات والمنظمات الدولية التي تضمن لنا حقوقنا وحضورنا على الساحة الدولية، انطلق عمل حكومي حثيث، بالتعاون مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، لتعزيز صمود ومنعة شعبنا، اقتصاديا وسياسيا، وتوفير مقومات الحياة الكريمة له، وانتشالها من الفقر والبطالة وانعدام الأمل.
وقال: لقد حول الاحتلال الإسرائيلي بلادنا إلى معازل وكنتونات، وتعمد وضع العراقيل أمام تدفق السلع والبضائع، ما كان له أثر كبير على ضعف السوق المحلية وصغرها وتشتتها، ولهذا ارتأينا جميعا، بإرادة واحدة موحدة، تعزيز قطاع التصدير وتمكين وتطوير منتجاتنا الوطنية، إذ تعتبر الصادرات، ركيزة للتنمية الاقتصادية، وبوابة للتشغيل وتعزيز أرباح الشركات المصدرة، وهو ما يعطيها مجالا رحبا للتطوير والتحديث، ويحسن مساهمتها في الناتج الإجمالي المحلي مما ينعكس على المستوى المعيشي لأبناء شعبنا. وفي هذا الإطار، بادرنا إلى بلورة وإطلاق الاستراتيجيات الوطنية لتعزيز المنتج المحلي ولتنمية الصادرات وتشكيل المجلس الوطني للصادرات، التي تشكل بمجملها، خارطة الطريق وبوصلة العمل لتوسيع التجارة وتنمية الصادرات والاندماج مع الأسواق العالمية، لتحقيق أهدافنا في رفع الكفاءة والقدرات الذاتية، وتقليل الاعتماد على إسرائيل في الواردات كما الصادرات".
وبيّن الحمد الله: "لقد انعكس هذا الجهد إلى خطوات عملية وإنجازات حقيقية، حيث تصدر فلسطين اليوم الى أكثر من سبعين دولة في العالم، وتنافس بقوة في العديد من الأسواق، فقد حققت صادراتنا الوطنية قفزة نوعية، وزاد حجم الصادرات إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل عشرة أعوام فقط. وتمكنت العديد من الصناعات الفلسطينية من اختراق السوق العربية والأوروبية. كما تنافس بعض منتجاتنا في السوق الأميركية والروسية أيضا".
وأضاف: في خضم هذا، تأتي "جائزة مصدري فلسطين"، لتكرم المصدرين الفلسطينيين من مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية، التي تمثل الواجهة الأساسية للتصدير، حيث عمل المصدرون في ظل أعتى الصعاب واغتنموا الفرص، وأظهروا أداء تصديريا نوعيا. وفي هذا السياق، أهنئ المصدرين الفائزين هذا العام، فبجهودكم وإصراركم على التحدي والنجاح، إنما تعززون وتبنون قدرات فلسطين التصديرية، وتبرزون بلادنا، كمصدر لمنتجات وخدمات تمتاز بمواصفات جودة عالية.
واختتم الحمد الله كلمته بشكر مركز التجارة الفلسطيني "بال تريد"، على تنظيم هذه المبادرة الهامة التي تشكل محركا ومحفزا هاما لتنمية الصادرات وزيادة الوعي بأهمية التصدير، كما شكر "باديكو" الراعي الرئيسي للجائزة، وكافة الشركات والمنظمات الراعية على تبنيها ورعايتها لهذه الفعالية الوطنية".
وقال: "إن جهودكم جميعا تساهم في تنمية الصناعات والصادرات، وتشجيع شركاتنا الوطنية على زيادة نشاطاتها التصديرية، فكل شركة فلسطينية تشق دربها في السوق المحلية كما الدولية، هي قصة نجاح وتحد واختراق، وهي عامل مؤثر في التنمية الوطنية بل وعجلتها الأساسية أيضا، ودليل على أننا قادرون على تنمية تجارتنا الخارجية والنهوض بأدائنا التصديري".