روسيا تستطيع ارضاخ ترامب وابتزازه لهذا السبب

بوتين وترامب

رام الله الإخباري

يقول مسؤولون وخبراء حاليون وسابقون في الأمن القومي الأميركي، إنه إذا كان صحيحاً أن الحكومة الروسية قد حصلت على وثائق تعود إلى اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، فإن إدارة دونالد ترامب القادمة قد تكون أكثر الإدارات اختراقاً في تاريخ الولايات المتحدة.

وأكَّد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية لموقع "ذا ديلي بيست" الأمريكي، أن وكالة الاستخبارات المركزية تعتقد أن الروس قد اخترقوا اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري. وقد تحدث المسؤول رافضاً نشر اسمه، لأنه لم يكن مخوَّلاً بالحديث عن القضية علناً.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد ذكرت في تقرير لها، السبت 10 ديسمبر/كانون الأول 2016، أن مخترِقين على صلة بجهازي أمن روسيَّين زُعِم أنهم اخترقوا أنظمة الكمبيوتر الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، لكنهم مع ذلك لم يكشفوا عن محتوى هذه الأنظمة.

وذلك في تناقض واضح مع الكشف التدريجي الذي تم عن طريق موقع "ويكيليكس" لرسائل إلكترونية تعود إلى اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي خلال الربيع والصيف الفائتين.

ونتيجة لذلك، قال التقرير إن وكالات الاستخبارات الأميركية قد خلصت "بدرجة عالية من الثقة" إلى أن دوافع الكرملين من وراء هذه الهجمات كان ضمان انتخاب ترامب، وليس فقط التأثير على منافسته هيلاري كلينتون، أو تقويض الديمقراطية الأميركية.

وذلك عكس ما خلصت إليه الوكالات ذاتها "بثقة" في أكتوبر/تشرين الأول 2016، بأن هدف الاختراقات الروسية خلخلة الديمقراطية الأميركية وليس مساندة ترامب.

وأخبر مسؤول أميركي بارز صحيفة "واشنطن بوست"، أن "تقديرات أجهزة الاستخبارات تشير إلى أن هدف روسيا كان تأييد أحد المرشحيْن على حساب الآخر؛ أي مساعدة ترامب على النجاح في الانتخابات".

ثورة داخل مجتمع الاستخبارات

وقال ضابط استخبارات سابق، حول تسريبات وكالة الاستخبارات المركزية، مستشهداً بنقاشاته مع زملاء سابقين آخرين، إن "هناك ثورة تجري".

وأضاف: "إنهم لا يحبون المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي مايكل فلين، ويكرهون كذلك غطرسة ترامب. إنهم يرون عمل حياتهم يذهب أدراج الرياح أمامهم. إنهم يشعرون كما لو أن لجنة الاستخبارات بأكملها قيد المراقبة". ولم يرغب الجاسوس السابق في الكشف عن هويته، لأنه لم يكن مخوَّلاً بالحديث عن المحنة الداخلية التي تمر بها الوكالة علناً.

واعتُقِد على نطاق واسع أن اختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي قد دُبِّرت بواسطة فرديْن مستقلّيْن من أعضاء المخابرات الروسية. الأول هو كوزي بير، وهو مخترِق يعمل لحساب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ذراع المخابرات الروسية في الداخل، وقد اخترق خوادم اللجنة في أواسط 2015.

وفي نفس الوقت تقريباً اخترق فانسي بير، وهو مُخترِق مرتبط بمديرية المخابرات الرئيسية الروسية، التي تُعَد الوكالة الرئيسية للاستخبارات العسكرية في روسيا، هو الآخر هذه الخوادم. وتم ذلك من أجل اختلاق قدر معقول من حالة الاستنكار في الأوساط الأميركية، وقد أُرسِلَت المعلومات التي استُولي عليها إلى موقع "ويكيليكس"، وتم تحميلها على الإنترنت بواسطة موقعين يُشتبه في علاقتهما بالحكومة الروسية: الأول هو Guccifer 2.0، والثاني موقع مُنشأ حديثاً أُطلِق عليه اسم DCLeaks.com.

الروس فعلوها

ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، فقد أبلغت وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي كلاً من البيت الأبيض والكونغرس أن مسؤولين روساً قاموا بالاختراقات التي تعرضت لها اللجنتان الوطنيتان لكلا الحزبيْن -الديمقراطي والجمهوري- قد تم التعرُّف عليهم، بينما لم تُعلَن أسماؤهم.

وقال العقيد المتقاعد توني شيفر، الذي حظي بمقابلة مع مرشّح ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي مايكل فلين الأسبوع الماضي في برج ترامب، إن "جون برينان (مدير وكالة الاستخبارات) يعتقد أن الروس خلف هذه الاختراقات".

وأضاف شيفر، وهو عضو مركز لندن لأبحاث السياسة الموجود في نيويورك، وهو المركز الذي يتمتع فلين أيضاً بزمالته: "لقد اطّلع مجلس الشيوخ على اعتقاده بأن الروس متورطون في هذا، لكنه لم يقدم أي دليل ملموس. ما أفهمه هو أن البيانات المقدمة ليست أكثر من مجرد رأي، وليست تفاصيل عن هجمات بعينها. الشعب الأميركي يستحق إجابة، لكنني لا أعتقد أنه سيحصل عليها أبداً لأنه ليست هناك معطيات حقيقية لدعم هذه الادّعاءات".

وأخبر مايك ماكول، رئيس لجنة الأمن الوطني بمجلس النواب، مجلة بوليتيكو "Politico" أنه أبلغ ترامب بأن روسيا كانت تحاول التأثير على الانتخابات".

وقال ماكول في أكتوبر/تشرين الأول 2016: "ليست لدى ترامب التقارير الاستخباراتية التي أملكها الآن، لكني قلت بوضوح إن الفاعل من وجهة نظري تابع لدولة وليست مجموعة مستقلة". ورفض مكتبه التعليق على المسألة، السبت 10 ديسمبر/كانون الأول.

وقد رفضت السي آي إيه أيضاً التعليق.

وقال آدم شيف، العضو الديمقراطي البارز عن ولاية كاليفورنيا بلجنة الاستخبارات في مجلس النواب، السبت 10 ديسمبر/كانون الأول، مستشهداً بالبيان الرسمي لمدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، إن "الروس اخترقوا مؤسساتنا الديمقراطية، وسعوا إلى التأثير على انتخاباتنا وزرع الشِّقاق بيننا".

وأضاف: "للأسف، كانت جهود الروس بهذا الصدد ناجحة بشكل مذهل. سيكون المرء أعمى إذا لم ير أن هذه الأفعال الروسية كانت وبشكل متسق تضر بالوزيرة كلينتون وتساعد دونالد ترامب. لا أعتقد أن هذا محض صدفة أو غير متعمَّد".

لم يؤكد شيف أن وكالة الاستخبارات المركزية على وجه التحديد تعتقد أن روسيا كانت خلف الاختراقات المتعلقة بالانتخابات. ويُتهم مدير الاستخبارات الوطنية بمحاولة حشد جميع رؤى وكالات الاستخبارات الـ16 خلف رؤية وكالته.

انتقادات لمدير الاستخبارات

وأشار مسؤول قريب من كلابر، أنه قد قدّم أنباء مزعجة وغير مرغوبة إلى البيت الأبيض، في ظل رئاسة أوباما من قبل، بما في ذلك التقديرات التي أشارت إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كان آخذاً في التعاظم، رغم أنها لم تف التنظيم بقدر قوته الحقيقية، التي رأى مدير وكالة استخبارات الدفاع فلين آنذاك أنها كان ينبغي أن تُقيَّم بها.

وقال كلابر أيضاً بعد ذلك، إن النظام السوري كان يستخدم الأسلحة الكيماوية في معاركه، رغم الصفقة التي جرى التفاخر بها حين تم التفاوض فيها مع روسيا، والتي كان من المفتَرَض أن تتخلّى سوريا بموجبها عن كامل مخزونها من الأسلحة الكيماوية، في مقابل عدم توجيه الولايات المتحدة ضربات ضدها.

وقد تحدث المسؤول رافضاً الكشف عن نفسه، لأنه لم يكن مخوَّلاً بالحديث علناً عن الاتصالات الحساسة بين كلابر والبيت الأبيض.

ترامب لا يأبه

وفي هذه الأثناء، لا يُلقي الفريق الانتقالي لترامب بالاً لكل هذه المعلومات المكشوفة. فبعد أن نفى الفريق، أو قلَّل تباعاً من تورط روسيا في توجيه الانتخابات الأميركية، أصدر الفريق بياناً غير موقَّع يثير إلى حد كبير ظلالاً من الشك، حول جدارة مؤسسة الاستخبارات التي سيرثها الرئيس المنتخب على مساعدته في إدارة البلاد بعد شهر ونصف الشهر.

وتضمّن البيان أن: "هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين قالوا إن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل". وأضاف: "انتهت الانتخابات منذ فترة طويلة شاهدة على واحد من أكبر الانتصارات التي تحققت داخل المجمع الانتخابي. الآن هو الوقت المناسب لمواصلة المسيرة، وجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

في المقابل قال بوب بيير، عميل وكالة الاستخبارات المركزية السابق، الذي اعتاد بدوره على التدخل في شؤون الحكومات الأجنبية (حسب تعبير الديلي بيست): "إننا بحاجة لانتخابات جديدة".

وأضاف في مقابلة: "إنها أزمة دستورية. إنها غير مسبوقة. إذا اخترقت وكالة الاستخبارات المركزية الانتخابات في أحد البلدان الديمقراطية، فرنسا أو ألمانيا على سبيل المثال، وقامت بتوجيهها فإن هذه الدولة ستطالب بعقد انتخابات جديدة لا شك".

 

وقال بيير إنه يتفق مع ترامب في أنه إذا أصبح الأخير في موقع السلطة، فإن الوكالة ربما ستلتف حول رغباته، وهو الأمر الذي يجعل بث الوكالة للأدلة التي لديها قبل التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول، عندما ينعقد المجمع الانتخابي لاعتماد فوز ترامب بالرئاسة حتمياً، حسب قوله.

وأضاف: "لا يمكننا الانتظار إلى ما بعد توليه الرئاسة واختياره لمرشح لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية، الذي سيكون صاحب القرار بشأن ما إذا ما كانت الدلائل التي لدينا ضد الروس قانونية أم لا".

كيف سيكون الابتزاز؟

وبشكل جوهري، يمكن الآن أن تكون بحوزة أجهزة الأمن الروسية ما كانت تسمّيه لجنة أمن الدولة السوفيتية "KGB" الـ"Kompromat"، أو أدوات المساومة الشخصية على ترامب وطاقمه، التي يمكن أن تُستَخدم لاحقاً لابتزازهم من أجل تنفيذ الأجندة الروسية.

مجرد وجود احتمال بأن بوتين يعرف الآن أسرار اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري والشؤون الداخلية للحزب الفائز في انتخابات 2016 هو قيد على العلاقات الأميركية الروسية طوال الأعوام الأربعة المقبلة، بغض النظر عمّا إذا كانت هذه الأسرار تُعَد بأي شكل من الأشكال فضيحة أم لا.

سيُفسر الآن أي جنوح من واشنطن تجاه روسيا، أو أي مواءمة تحدث مع الكرملين بشأن الحروب الجارية في سوريا وأوكرانيا على أنه مقايضة في مقابل الحفاظ على صمت بوتين على ما يمتلكه ضد القائد الأعلى للقوات المسلحة أو دائرته المقرّبة.

وأخبر توم نيكولز، أستاذ شؤون الأمن القومي في كلية الحرب البحرية الأميركية، موقع الـ"ديلي بيست" معبِّراً عن رأيه وليس عن رأي كلية الحرب: "الروس ما زالوا يحتفظون بما استولوا عليه من اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، لأنها قيّمة بما فيه الكفاية، لتُحفَظ في بنك الاحتياط حتى تنصيب الرئيس المنتخب. هذا احتمال مرعب بكل صراحة".

وقال نيكولز إن "إجابة الجمهوريين المعارضين لترامب هي متابعة المسير، وربما يكون ذلك شيئاً من الملائم قوله للسياسيين غير المتقبّلين لنتيجة الانتخابات، لكنه رد لا يمكن تصوُّره في مواجهة الهجوم المفتوح لروسيا على النظام السياسي للولايات المتحدة.

وقاد ترامب حملته ببرنامج يسير في اتجاه تحسين العلاقات مع روسيا، ووصل به الأمر إلى مدح بوتين بشكل شخصي في العديد من المرات، موضِّحاً إيجابية أسلوب قيادته في مواجهة أسلوب قيادة باراك أوباما، مشكِّكاً في انتهاكات الحكومة الروسية الموثَّقة جيداً ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك المزاعم بشأن إصدار الكرملين أوامر قتل معارضين والتشهير بصحفيين.

وأنكر ترامب كذلك أي دور لروسيا في إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا في يوليو/تموز 2014، رغم أن تحقيقات دولية مستقلة قالت إن صاروخاً نُقِل من روسيا قد استُخدِم لإسقاط طائرة الركاب. وقال كذلك إن سكان القرم رغبوا في ضم روسيا لجزيرتهم، في الوقت الذي أنكر فيه أن موسكو قد غزت أوكرانيا.

وهناك كذلك حقيقة أن ريكس تيلرسون، المدير التنفيذي لشركة إكسون موبيل، الذي يُشَاع أن ترامب قد يرشّحه لوزارة الخارجية، تلقّى في إحدى المرات توصية روسيةً من بوتين شخصياً له، للحصول على جائزة الصداقة.

وقال عميل سابق، خدم في موسكو إبَّان ذروة الحرب الباردة، إنه من السابق لأوانه القول كيف توصّلت وكالة الاستخبارات المركزية إلى حقيقة أن ترامب كان مرشح بوتين المُفضل.

وأضاف: "إنهم ينسبون الدوافع إلى الروس، لكنني أرغب في رؤية الدليل. إن قول إن هذا الأمر قد حدث بسبب هذا أو ذاك خلال اجتماعات اللجان أو جلسات الاستعراض أمرٌ يخضع للظروف. في غياب الاعتراض أو المصادر –أكثر من مصدر- التي يمكن الاعتماد عليها بشكل مؤكد، فإنك تصل إلى استنتاجات يمكن للفرد أن ينتقدها".

وقلل العميل السابق من شأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه "وسائل المساومة الشخصية" على عملية صنع القرار.

وقال المصدر، مستخدماً الكلمة المتداولة بين الجواسيس الروس، التي تعني التحكم بالجميع: "إنك تفترض أن ترامب سيتجاوب مع "وسائل المساومة الشخصية" فقط، وليس شيئاً آخر، كمصالحه الشخصية مع روسيا. لدى ترامب نقطة ضعف فيما يتعلق بالدولة. ويمكن أن يتلاعب بك أعضاء الشيكا (هيئة الطوارئ السوفيتية لمكافحة الثورة المضادة والتخريب) بطرق عدّة".

وأضاف: "ليس فقط عن طريق الابتزاز. إننا لا ندري ما تحويه رسائل البريد الإلكتروني الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، أو من سيتأثر بها في نهاية المطاف".

هل أدى الاختراق لهزيمة كلينتون؟

وقد أدَّى اختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي إلى استقالة المسؤولة آنذاك ديبي واسرمان شولتز، لكن من غير الواضح إذا ما كان هذا الاختراق هو العامل الحاسم في توجيه الانتخابات إلى صالح ترامب.

فهناك محللون آخرون أشاروا إلى الضعف الكبير الذي شاب تواصل كلينتون مع مصوِّتي الطبقة العاملة في الولايات الحاسمة أوهايو، وميتشيغان وبنسلفانيا، التي فاز ترامب فيها بهامش ضئيل. ورأى آخرون أن خطاب مدير جهاز المباحث الفيدرالية، جايمس كومي، الذي أخبر فيه الكونغرس أن التحقيق في قضية استخدام هيلاري كلينتون لبريدها الإلكتروني الشخصي لا يزال مستمراً قد أضرَّ بفرص المرشحة الديمقراطية، في الوقت الذي كان يستعد فيه المصوِّتون إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، أكثر مما أضرَّها أي شيء ورد في الرسائل الإلكترونية الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، أو المراسلات الشخصية الخاصة بمدير حملتها جون بوديستا.

ويعتقد أندريا سولداتوف، المشارك في تأليف كتاب "الويب الأحمر"، وهو كتاب حول أمن روسيا الإلكتروني، واستخدام الإنترنت في إسكات المعارضة، يعتقد أن الهدف الأكثر احتمالاً لموسكو ليس ترامب، بل حزبه الجمهوري القوي.

وقال سولداتوف: "أشكك بإمكانية وجود أي وسائل ضغط شخصية على ترامب يمكن أن تؤذيه". وأضاف: "لكن الحزب الجمهوري أمر مختلف".

بالنسبة لسولداتوف، فإن التهديد بنشر الوثائق التي تؤكد الشائعات أو الصلات المزعومة بين اختيارات ترامب لإدارته وبين الحكومة الروسية يمكن أن يكون أداة مفيدة في الإبقاء على هذه الإدارة خاضعة للرقابة.

وقال سولداتوف في إشارة إلى فلين، مستشار الأمن القومي لترامب: "هل تتذكرون قصة القائد السابق بوكالة استخبارات الدفاع، الذي قام بمقابلات مع قناة روسيا اليوم (أداة الدولة الروسية الدعائية)، والحصول على أموال مقابل ذلك؟".

وأضاف: "سيكون الأمر أكثر سوءاً (بالنسبة لترامب) إذا قمنا ببساطة بتقديم الأدلة الموثَّقة التي تؤكد صحة ما نعرفه بالفعل".

ويتفق قائد جاسوسي روسي سابق مع هذه التقديرات.

كان أوليغ كالوغين جنرالاً سابقاً مسؤولاً عن العمليات في الولايات المتحدة في لجنة أمن الدولة العليا السوفيتية (KGB)؛ وقد أدار أيضاً أول شعبة كيه (K) تابعة للجنة، أو ذراع اللجنة لمكافحة التجسس، الذي توصل إلى نوع خاص من الحيل القذرة أو "الوسائل الفعّالة"، والذي يُعَد اختراق دولة لحزب سياسي أحدها.

وأخبر كالوغين موقع "ذا دايلي بيست" أنه "في الأيام الخوالي، في عصري، اعتمدنا على الجهود البشرية في: الاختراق والتلاعب بالناس من الداخل" مشيراً إلى أنه ليس مقتنعاً بشكل شخصي أن اختراق اللجان الوطنية للحزبيْن الديمقراطي والجمهوري قد تم بواسطة الحكومة الروسية، وليس بواسطة "أفراد".

الروس لن يبتزوا البيت الأبيض؟

ومع ذلك، يرى كالوغين أنه إذا كان جهاز الأمن الروسي ومديرية المخابرات الرئيسية الروسية هما المسؤولين، وأن بوتين يضع يديه على معلومات حسّاسة تتعلّق بمسؤولين بارزين في الحزب الجمهوري، فإنه سيكون من التهور والخطورة محاولة ابتزاز البيت الأبيض بشكل مباشر.

وبسبب ما يعتبره كالوغين "تداعيات محتملة"، فإن روسيا قد أحجمت بشكل كبير عن زرع جواسيس أو مصادر معلوماتية في مناصب رفيعة المستوى، مثل الوزراء.

ويُعَد مسؤولو المستويات الوسطى والمستويات الأدنى في وزارة الخارجية أو المجمّع الصناعي العسكري درجات وأهداف أفضل بالنسبة للجواسيس.

وفي ظل هذه الفرضية، فإن الموظف شبه المجهول حتى الآن في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، الذي ربما كتب أموراً شخصية أو مهنية مُضرّة به وإذا ما تم الكشف عنها قد يجد نفسه في موقف يتواصل فيه مع عميل روسي ليعرض عليه تقديم الولاء للروس، وإذا لم يقبل فسيكون الشخص الذي يتواصل معه هو ضابط في مجلس الأمن القومي الأميركي.

وقال كالوغين: "رجل واحد فقط بإمكانه تدمير كل شيء". وأضاف: "ولا يجب أن يكون هذا الرجل رئيساً".

هافينغتون بوست عربي