الطفل "محمود" ابن الـ 7 أشهر فارق الحياة في أول رحلته في هذه الحياة، لينضم لركب عشرات آلاف الشهداء في سوريا، إلا أن وفاة محمود خالفت القواعد الجارية، فلم يصبه صاروخ أو شظية بل انتهت حياته بسبب الخوف والرعب من هول القصف، في حادثة مثيرة للأسى والألم.
في مدينة الأتارب المدمرة بريف حلب، وفي ذلك المنزل الصغير، كان يعيش الطفل محمود الوحيد لأهله وأخته ذات السنتين.
والد الشهيد "محمد حسن السيد" ، وهو يغالب البكاء: "مازلت أعيش صدمة فراق ولدي عندما قصفت الطائرات الروسية مدينة الأتارب ليلة البارحة، استيقظت مذعورا من قوة انفجار الصواريخ، ومن هولها شهق ابني من قوة الصوت لتقوم والدته وتحضنه وتهدئه، بعدها عاد للنوم لنستيقظ على الفاجعة، حيث قمنا بإسعافه للمشفى ليخبرونا بأنه فارق الحياة نتيجة توقف دقات قلبه جراء الرعب والخوف ليوارى الثرى بعدها".
وتابع والد الطفل: " كنت أحلم بطفلي الصغير وهو يكبر ويصبح شابا وأعلمه ليصبح طبيبا". الناشط الإعلامي في مدينة الأتارب محمود أبو الجود قال: "ما حدث ليلة البارحة أمر غريب جدا الطائرات الروسية لم تهدأ وعشرات الصواريخ البالستية انهالت على مدينة الأتارب وماحولها، لتخلف شهداء وجرحى ومن بينهم الطفل محمود ذو الابتسامة الجميلة والوجه المنير".
وأردف أبو الجود، في حديثه : "هذا حال السوريين، يموتون بكل الوسائل فمن ينجو من الإصابة والقصف، يموت رعبا وهلعا من الخوف، والطفل محمود واحد من ألف قصة يعيشها أطفال سوريا في كل لحظة وبكل يوم جراء إجرام الطيران الروسي وعلى أعين العالم أجمع الذي لم يحرك ساكنا رغم كل تلك المآسي".