علماء يتوصّلون لحل قد يُنهي النزيف المُهدد للحياة

 النزيف المُهدد للحياة

رام الله الإخباري

يعدّ النزيف المفرط أحد المضاعفات الخطيرة في الأمراض العصبية والهضمية والإصابات الخطيرة، على سبيل المثال لا الحصر. ويذكر أن إحدى الطرق لإيقاف النزيف الهضمي تكون عن طريق استخدام لفائف معدنية صغيرة لتحفيز التخثر. وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة للمرضى الذين يتناولون أدوية مميّعة للدم، أو أولئك الذين لا يجري التخثر بشكل طبيعي في أجسامهم. كما قد يواجه المرضى عودة النزيف بشكل خطير.

وفي تقدم باهر لعلوم المواد والأدوية، قام مهندسون بيولوجيون من مستشفى بريجهام أند وومن، بتطوير مادة بيولوجية قابلة للحقن يمكنها الاحتفاظ بشكلها داخل الوعاء الدموي لمنع النزيف، ويكون ذلك فعالاً حتى عند المرضى الذين لا يمكنهم تشكيل خثرات الدم. وقد نُشرت تفاصيل الدراسة في مجلة سيانس ترانسليشنال ميديسن.

وهذه المادة عبارة عن هُلام مائي معروف باسم المادة البيولوجية المميّعة بالقص (STB)، ولها نفس قوام معجون الأسنان. وهي مصنوعة من الجيلاتين والمواد النانوية. في التجارب التي أجريت على الفئران، أظهر الباحثون بأن STB المحقونة، يمكنها أن تقاوم ضغط الدم جيداً، وتبقى في المكان المرغوب من الجسم، وتتحلل بشكل طبيعي مع مرور الوقت. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الهلام المائي يحفز خلايا الدم لتهاجر إلى موقع الحقن، وذلك لإيقاف النزيف بشكل أكبر.

التكنولوجيا التي تنقذ

ويقول المشرف على الدراسة علي خادم حسيني: "إن هذا العمل هو مثال عن إمكانية الهندسة البيولوجية المساعدة في التصدّي للتحديات التي يواجهها الأطباء والمرضى. وكان عملنا حتى الآن في المختبر، إلا أننا نعمل على طريقة جديدة  لنقل هذه المادة البيولوجية المخصصة لعلاج الانصمام وتطبيقها سريرياً لتحسين رعاية المرضى".

ويأمل فريق الباحثين بأن تبدأ التجارب السريرية قريباً. ولأن المكونات التي تم استخدامها لصنع مادة STB استُخدمت سابقاً عند البشر، فقد تكون تدابير السلامة التنظيمية أكثر سهولة في اجتيازها.

ويُذكر أن التدبير الفوري للنزيف هو أمر حيوي خلال العمليات الجراحية، وكذلك في الإسعافات الأولية الطارئة للجنود الجرحى وضحايا الكوارث الذين تم إنقاذهم. وتشمل التطورات الأخيرة مادة فيتيجل، وهي عبارة عن مادة مخثرة هلامية بوليمرية من الطحالب، ومشابهة لمادة STB التي طورها خادم حسيني وفريقه. وكذلك الحقنة التي تسدّ الجروح بواسطة إسفنج السليللوز. ويمكن لهذه التكنولوجيات أن تنقذ العديد من الأرواح، وتضمن مستقبلاً أكثر أماناً للجميع.

 
 
 
 

Eurekalert, Business Insider