رام الله الإخباري
تشير دراسة حديثة إلى أن ثمة حياة على كوكب المريخ بشكل أو بآخر، وأن ذلك قد تم كشفه مسبقا بواسطة مسابير ناسا، لكن العلماء فشلوا في ملاحظة ذلك مبكرا. ففي عام 2007 قامت المركبة الفضائية سبيريت المخصصة لمهمة استكشاف المريخ منذ 2004 بتصوير تكوينات صخرية على هيئة أصابع، في منطقة الهضبة المسطحة الرئيسية في الكوكب الأحمر، وتشغل تلك الكشوفات مساحة 300 قدم من موقع الحفرة غوسيف بالقرب من خط الاستواء المريخي.
تشيلي التي تشبه المريخ
وقد حاول العلماء في جامعة أريزونا البحث عن شبيه لهذه التكوينات في الأرض، بهدف معرفة الطريقة التي تشكلت بها، فتوصلوا إلى ما يماثلها في منطقة متنزه التاتيو في تشيلي بأميركا الجنوبية، التي تكونت من خليط مياه الينابيع الساخنة، والأهم من ذلك الأحياء الدقيقة التي ساهمت في ذلك.
وقد فضل العلماء دراسة التاتيو باعتبارها ذات طبيعة مشابهة لكوكب المريخ، وذلك في منطقة ترتفع 1400 قدم عن سطح البحر، تكون متجمدة بالليل حتى في فصل الصيف شديد الحرارة، وفي النهار يفيض الموقع بالأشعة فوق البنفسجية القادمة من ضوء الشمس من خلال الهواء الجاف.
وقد أظهرت الأبحاث أن التشكيلات التي وجدت على المريخ تشبه ما يعرف بهياكل الستروماتوليتيس التي تتشكل نتيجة مستعمرات تصنعها الأحياء الدقيقة في بيئة رطبة تتغطى برواسب على سطحها الخارجي. وهذه الرواسب تتفاعل مع كربونات الكاليسيوم الموجود في المياه لتراكم طبقات من الحجر الجيري.
ظروف تواجد الأحياء الدقيقة
بالذهاب إلى تشيلي ومقارنة تشكيلات التاتيو مع ما نقله لنا مسبار المريخ سبيريت بحسب ما يقول الدكتور ستيف راف من مدرسة الأرض واستكشاف الفضاء في أريزونا "فإن النتائج تظهر أن الظروف في التاتيو تنتج ترسبات مادة السيليكا التي يمكن أن نعرف من خلالها أن تلك المادة التي بالمريخ هي نفسها التي بالأرض".
ويضيف: "الحقيقة أن الميكروبات تلعب دورا في إنتاج هذه السيلكيا في منطقة التاتيو، وهذا يزيد من احتمالات أن السيلكيا الموجودة على المريخ ظهرت بالشكل نفسه الذي تتكون به على الأرض، أي بمساعدة الأحياء الدقيقة التي كانت موجودة في فترة ما".
كما يعتقد أن المريخ هو المكان المناسب للعثور على حياة خارج الأرض، لأنه يحتوي على المياه والغلاف الجوي. وقد زادت احتمالية العثور على حياة في المريخ في ديسمبر 2014 عندما تم اكتشاف مؤشرات على وجود غاز الميثان على الكوكب الأحمر، وهو غاز يضاعف وجوده من احتمالات وجود الحياة.
ففي الأرض فإن 90% من الميثان يتم إنتاجه بواسطة الكائنات الدقيقة، بالتالي فإن التوقع يشير إلى أن ثمة كائنات تقوم بالدور نفسه على كوكب المريخ.
الأبحاث مستمرة
بما أن مهمة سبيريت قد انتهت في 2011 بعد أن دخل المسبار حالة الثبات، بانغراسه في التربة الناعمة فقد توقفت عملية التقاط المزيد من الصور والتوضيحات لعلامات الحياة عبره.
وبالنسبة للمسبار الحالي كيوريوسيتي روفر الذي بدأ مهمته في 2011 وحط على المريخ في 2012 فإنه لم يقدم جديدا، ولن ترسل ناسا مسبارا جديدا قبل 2020 لهذا يتطلب الموضوع بعض الوقت لكي يتم التدقيق بشأنه.
لحسن الحظ فإن منطقة الهضبة المسطحة هي واحدة من ثمانية خيارات لمواقع مقترحة للدراسة من قبل المسبار المقبل، وهذا سيجعل ممكنا مواصلة الأبحاث قريبا من الموقع نفسه الذي التقطت فيه الصور القديمة.
وقد أضاف الدكتور راف: "نعرف بالضبط أين نهبط ومن أين سنجمع العينات".
وقد كتب الباحثون في مجلة "علوم الاتصالات" يقولون لا يمكن تأكيد أي شيء، إلى أن يتم استجلاب صخور من المريخ للأرض وتدرس هنا.
ويرى عالم الفلك دان براون من جامعة نوتنغهام ترينت: "أن البحث عن حياة في المريخ في الراهن أو في الماضي، هو التحدي الحقيقي لمهام ناسا في الكوكب".
ويضيف: "إن النتائج الحالية تضاف لإنجازات سابقة على المريخ، لكنها دائما تضع جيولوجيا الكوكب الأحمر في مقابل البحث عن الحياة، في إرباك محير".
كذلك يقول: "أجد نفسي مستغربا ما الذي سوف نحصله باستخدام هذه المسابير للحصول على دلائل الحياة، أو البكتيريا على الأقل في الماضي. ألا يتطلب الأمر وجود العلماء أنفسهم على المريخ بما يمكنهم من التشخيص واستجواب النتائج مباشرة بطريقة أكثر شمولية بأفضل مما يحصل الآن".
ويتابع أخيرا: "مع كل ذلك.. فإن المعلومات التي جمعت بواسطة هذه البعثات خلال تسع سنوات، لا تزال تحمل نتائج قيمة".
العربية نت